إلى أدونيس التسعين

 

” الشق في حبة القمح يرمزالى ان النصف لك,والنصف الآخر لأخيك “______________________________

 

لم يترك الشاعرأدونيس شيئاً لم يناقشه. من أصل أنواع الإنسان إلى فروع أنواع الأديان. فامتهن السؤال.

بدأ شاعراً تزدهر في نصه الصورة والفكرة ، فعدّد الخيارات .

ثم ناقش وخاصم وجادل الشعرية العربية، فكان اباً للحداثة.

وكتب آلاف الصفحات في كل أصناف الحياة، فأثار الجامع والجامعة.

ووضع أمام الكهنوتات كلها، أسئلة لا جواب لها إلا إذا انفصلت القداسة عن الحراسة. والدين عن الدولة. وكان الإنسان هو القيمة العليا وليس قبيلته أو دينه أو حزبه أو زعيمه .

أدونيس تبدو قراءته صعبة، ولكن بقليل من واجب الجهد في القراءة،والتدريب الجمالي… تصبح المعادلة كما عند “أبوتمام” : لماذا لا تكتب ما يُفهم؟ لماذا لا تفهمون ما يكتب؟

أدونيس تجربة كبرى في العمل على مشروع واحد ومتعدد . ثابت ومتحول في الثقافة طوال حياته. وهو الآن في التسعين ، كأنما السنوات في يديه أقلام للكتابة .

أدونيس يشبه المبشرين الأوائل في تحمل الشتائم والمعارضات والاستهانة بحيويته الفكرية وريثاً لأفضل ما في عصور النهضة والنورفي جغرافيا المعرفة.

أدونيس بقي في حصونه المعرفية والأخلاقية عصياً على الهزيمة. ظل طوال الوقت حاملاً قلم الحبر يلون به، حرفاً حرفاً، الحلم بعالم تسوده الحرية والعدل. ويكون فيه الإنسان ـ كما قال هيغل ـ أفضل ازدهارات الطبيعة.

أدونيس تختلف معه وتحبه.

أدونيس لا يحاول أن يقنعك، وإنما يريد عبرطرفين في الحوار أن يستدرجك إلى بيئة قناعاته.

أدونيس الآن في التسعين.

ان بلوغ هذا العمرالطويل ، وبهذا العقل الجليل ، مسألة تغري بأن نتبرع له بهدايا ، من ساعاتنا في الزمن ، ليعيش بيننا ومعنا أكثر. ويكتب ما تبقى من حلمه …أكثر.

أيها الشاعر والصديق الذي أحبه… ” قطرة الندى في القصيدة أعمق من مياه البحر”.

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى