كتب

‘إنك ذاهب إلى البار’.. رواية لغة

عمر أبوالهيجاء

رواية الكاتب المصري يوسف رخا الجديدة تقدم نوعا من الاشتباك القوي بين البنية النفسية لبطل الرواية وبنية اللغة المشدودة.

 

صدر حديثا عن “منشورات المتوسط – إيطاليا” رواية جديدة للروائي والكاتب المصري يوسف رخا حملت عنوان “إنك ذاهب إلى البار”.

هي “رواية قصيرة” كما يسميها الكاتب، لكنها غنية بالأحداث التي تظهر كأنما على نحو مفاجئ، غير متوقع، وصاعق. رواية مكتوبة بكثافة لغوية يشعر القارئ معها أنها رواية لغة، ثمة سرد غير متقطع، ولا يتوقف في أية حال، ليس سردا هذيانيا كما يمكن أن توحي به الرواية منذ صفحاتها الأولى، كما أنه ليس بعيدا عن ذلك، هو أيضا، نوع من الاشتباك القوي بين البنية النفسية لبطل الرواية وبنية اللغة المشدودة كسهم في قوس! هذا التماثل بين بنية اللغة وبنية البطل النفسية يجعل القارئ، ربما، لا يستطيع التخمين: أيهما يحمل الآخر: هل الحدث والشخصيات يحملون الرواية، أم اللغة هي التي تحملها؟ إنما لا حاجة لهذا التخمين أبدا، فهذه رواية تتدفق فيها اللغة بالتوازي مع تدفق الشخصيات والأحداث والبنى النفسية لشخوصها جميعا.

في طريقه إلى البار يحدث كل شيء، في الحقيقة يحدث الماضي، كما يحدث المستقبل، أما الحاضر الراهن فيظهر بأقل ما يمكن من الظهور، كأنما حياة بطل الرواية هي ذلك الماضي، وذلك المستقبل الذي لن يرى فيه القارئ سوى الموت، كأنما الحاضر الراهن هو طريق إلى الموت فقط!

شخصيات الرواية جميعها تشبه البطل من حيث إنه هو وهي شخصيات ليست سوية بالمعنى الواقعي، شخصيات على حافة الموت، وفي قلب الأغنية والموسيقى، كأنما تموت على وقع الأغاني، وكأنها تريد ذلك حتى لو لم تصرّح به! هي رواية، إذا عن الموت والموسيقى، عن الإنسان الواقف طيلة حياته على حافة الهاوية.

وجاءت الرواية في 96 صفحة من القطع الوسط.

ويوسف رخا كاتب مصري ولد عام 1976، وحاز شهادة بكالوريوس في الآداب من جامعة “هل” البريطانية. يكتب باللغتين: العربية والإنجليزية.

أصدر العديد من الروايات، منها: كتاب الطغرى، والتماسيح، وباولو.

وله كتب في أدب المكان، منها: بيروت شي محل، وبورقيبة على مضض، وشمال القاهرة-غرب الفلبين. وله ديوان شعر بعنوان “يظهر ملاك، ومجموعة قصصية بعنوان “أزهار الشمس”، وفاز بجائزة ساويرس للعام 2017.

ميدل إيست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى