إنه ببساطة …….الانسان !!!!

كانت الفكرة بسيطة .. جميلة .. حالمة .. عادلة …..

كيف حولتموها إلى شر مطلق ودمار شامل ؟؟
عند هذا السؤال تقف عاجزاً عن استيعاب الكيف ؟؟

فالجواب معروف واضح ولكنه ليس بسيطاً أبداً … يتركك سارحاً في متاهات النفس البشرية ودهاليز تناقضاتها ..

الطمع .. السلطة .. المال ..

أقانيم الشر الثلاثة ..

جواب من ثلاث كلمات يختصر معاناة الانسانية والانحدار الأخلاقي للبشرية ..

لا يوجد دمار .. حرب .. قتل .. مجاعة ..إلا وخلفها هذه الأقانيم ، التي ما إن اجتمعت حتى تتحول إلى قوة مدمرة قاتلة ..تفتك بالبشر وتدمر الحجر، وتقتلع الأخضر واليابس، وتغتال الأحلام وتمزق الانسان ..

الطمع بامتلاك السلطة والمال ..والسيطرة على العالم من خلال امتلاك المزيد من القوة التي تمنحها السلطة ويشتريها المال ، يدفع الانسان إلى التحول إلى وحش ناطق .. يفك قيود الانضباط التي فرضها عليه المجتمع ، ويتحرر من أخلاقيات وقيم إنسانية فرضها عليه الدين والقانون وشريعة الانسان .. ليسمح لنفسه بقتل حياة وإحياء أموات، وتدمير عوالم وتخريب بيوت ، وبناء جاه وثروات على أنقاض بيوت وحياة ناس أبرياء …
حلم الناس بحياة أفضل .. بحرية أكثر .. بديمقراطية تجمعهم في وطن واحد عادل متساو ..

حلم الناس بأن يفكوا قيود الخوف، ويتحرروا من رهاب الأمن، ويقولوا رأيهم بصراحة، ويتشاركوا أحلامهم بمحبة ، ويتقاسموا خيرات الوطن .

حلم الناس بأن يصرخوا بأعلى صوتهم بما يريدون ، وبما يحبون وما يكرهون ومما يعانون .

حلم الناس بأن يكونوا مواطنين …

حلموا بأشياء جميلة .. فأي ذنب اقترفوا حتى تتدمر أحلامهم وبيوتهم ويتعذبون ويعاقبون ..

إنه الانسان .. الطامع الذي يقتل الطامح ..

إنه الانسان.. الحاقد الذي يكره الحالم …

إنه الانسان .. الذي يدفعه الطمع والفوضى والعنف ليحرر من داخله الشرير المارد …

إنه الانسان ….

ففي داخل كل إنسان خير وشر .. بقدر ما تسيطر على الشر وتشذبه وتربي الانسان على المحبة والتسامح والتواضع واحترام الأخر والعمل الجماعي ..تسمح للخير أن ينتصر .

وبقدر ما تحرر الشر باستخدام العنف والإهانة والأذى .. وكبت المشاعر وخنق الأحلام وكم الأفواه …تخنق الخير .. وتسمح للشر أن ينتشر ..

الشر اليوم ينهش أوطاننا ونفوسنا وأحلامنا .. لأنه تراكم سنين وسنين ويحاول أن يحطم إرادة الحياة والأمل فينا …

هو موجود بيننا يعتاش على حاجاتنا وأحلامنا … إنه ضريبة سنين الكبت والصمت والحرمان … إنه ضريبة قلة الوعي الوطني، وسياسة القطيع وسيطرة الأديان ، إنه ضريبة الخوف والتخاذل .. ضريبة السلطة والمال والطمع …

ضريبة ندفعها .. لا نعلم إلى متى ولكن على أمل أن تكون جسر العبور لحياة أفضل في وطن أجمل ، نربي فيه أولادنا على الانتماء للوطن ، وليس على عبادة الفرد والسلطة والمال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى