إهانة الإدارة الأمريكيّة للدّبلوماسيين ومنع بعضهم من الدّخول للمُشاركة في جلَسات الأمم المتحدة وقاحة يجب أن تتوقّف فورًا..
من حقّ الدولة الروسيّة أن تدعو إلى اجتماعٍ طارئٍ لمُناقشة موضوع تلاعُب وتحكّم الإدارة الأمريكيّة بمنح التّأشيرات للدّبلوماسيين والمَسؤولين الأجانب المُتوجّهين إلى مقرّ الأمم المتحدة في نيويورك، لأنّ مُمارسات هذهِ الإدارة في حجب التّأشيرات عن مُمثّلي الدول التي ليست على علاقةٍ جيّدةٍ مع الولايات المتحدة وصلت إلى مُستوياتٍ مُهينة يجب عدم السّكوت عليها، وبِما يتعارض مع مِيثاق المنظّمة الدوليّة ونُصوصه في هذا الإطار.
المُتحدّثون باسم الأمم المتحدة أعربوا عن استِيائهم أكثَر من مرّةٍ من رفض الحُكومة الأمريكيّة تأشيرات دُخول للعديد من رؤساء الوفود والدبلوماسيين، وكان آخر هؤلاء رئيس الوفد الروسيّ إلى جلسة نزع السّلاح المُقرّر انعِقادها الأُسبوع المُقبل في مقرّ المنظّمة في نيويورك، الأمر الذي تسبّب في تأجيل اجتماع هذه اللّجنة لمُدّة عشر أيّام.
إنّها قمّة الوقاحة أن تتلاعب الإدارة الأمريكيّة بمِثل هذا الحق الذي يكفَله ميثاق المنظّمة الدوليّة الذي وقّعت عليه الحُكومة الأمريكيّة والتزمت باحتِرام بُنوده في هذا الإطار، الأمر الذي يُؤكّد مُجدَّدًا أنّ أمريكا دولة لا تحترم العُهود والمواثيق، وتتنكّر لالتِزاماتها التي وقّعت عليها، وكان آخِرُها الانسِحاب من الاتّفاق النوويّ الإيرانيّ.
الوقاحة الأمريكيّة لا تقتصر على التّلاعب بتأشيرات الدّخول مَنْحَها للبعض وحَجْبَها عن البعض الآخر من مُمثّلي الدول، وإنّما إلى تعريض هؤلاء إلى إجراءاتِ تفتيشٍ مُهينةٍ في مطار نيويورك عند وصولهم للمُشاركة في اجتماعات المنظّمة الدوليّة ومُنظّماتها المُتخصّصة.
وزير خارجيّة عربي اسمر البشرة جرى توقيفه في مطار نيويورك وتفتيشه ذاتيًّا، بِما في ذلك نزع ملابسه بالكامل رغم أنّه كان يحمل جواز سفر دبلوماسيًّا ويرأس وفد بلاده لحُضور اجتماع الجمعيّة العامّة للأُمم المتحدة، وعاد من المطار غاضبًا ولم يَعُد إلى نيويورك إلا بعد اعتذار رسميّ من السيّدة كونداليزا رايس، وزيرة الخارجيّة الامريكيّة في حينها.
لا يُمكِن أن ننسى في هذه العُجالة الإهانات التي يتعرّض لها العديد من الزّائرين العرب للولايات المتحدة، بل إنّ هذه الإجراءات المُهينِة لا يسلم منها مُواطنون أمريكيّون من أصولٍ عربيّة أو يُدينون بالدّيانة الإسلاميّة، وهذا ليس غريبًا على حُكومة منَعت مُواطِني خمس دول مُسلمة من دُخول أراضيها بحُجّة أنّ هذه الدّول تُشَكِّل خطرًا إرهابيًّا على الولايات المتحدة أكبر دولة إرهابيّة في العالم، وأيادي حُكّامها مُلطّخةٌ بدِماء أكثر من مِليونيّ عِراقي على الأقل، ناهِيك عن ليبيا وسورية والقائِمة طويلة.
كان مدعاةً للسّخرية أن تمنع الإدارة الأمريكيّة السيّد محمد جواد ظريف، وزير خارجيّة إيران، من المُشاركة في جلَسات الجمعيّة العامّة لأنّها وضعت اسمه على قائمة الإرهاب، وهو الأكاديمي الذي لم يذبح دجاجةً في حياته هذه الغطرسة الأمريكيّة، يجب أن تتوقّف، وإلا نقل المنظّمة إلى مكانٍ آخَر يحترم ميثاقها، ويتَمتّع بالحِياديّة، ويرتَقِي على أحقاده السياسيّة والعُنصريّة.
صحيفة رأي اليوم الالكترونية