إيلون ماسك يحث الخطى نحو استعمار المريخ
يأمل مؤسس شركة “سبيس إكس”، إيلون ماسك، أن تتمكن شركته من إيصال البشر إلى المريخ في غضون 7-9 سنوات، وهو مشروع تقول صحيفة “نيويورك تايمز” أن المليادرير الأميركي كثف العمل عليه ضمن برنامج لاستعمار الكوكب في أقرب وقت، يتضمن خططا ثورية لإنشاء المدينة المريخية وجلب البشر إليها.
ويرى ماسك انه “إذا أصبحنا نتعايش بين الكواكب ثم بين النجوم، فإن حضارتنا ستستمر لملايين السنين، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فمن المحتمل أن تنتهي الحضارة الإنسانية خلال بضع مئات من السنين فقط”.
وجه ماسك موظفي سبيس إكس للبحث في تصميم وتفاصيل مدينة على المريخ، حيث يعمل فريق واحد على خطط لبناء قباب صغيرة للسكن والمواد التي يمكن استخدامها لبنائها، بحسب خمسة أشخاص على دراية بالجهود ووثائق اطلعت عليها صحيفة “نيويورك تايمز”.
ويعمل فريق آخر على تطوير بذلات فضائية لمواجهة بيئة المريخ القاسية، بينما يبحث فريق طبي إمكانية تكاثر البشر خارج الأرض.
وقد تطوع ماسك بتقديم حيواناته المنوية للمساعدة في إنشاء مستعمرة، وفقًا لشخصين مطلعين على تصريحاته.
هذه المبادرات، التي لا تزال في مراحلها الأولى، تمثل تحولا نحو التخطيط الأكثر واقعية للحياة على المريخ، مع تسارع الجدول الزمني لماسك.
في حين قال في عام 2016 أن الأمر سيستغرق من 40 إلى 100 سنة لإنشاء حضارة مكتفية ذاتيا على الكوكب، أخبر ماسك موظفي سبيس إكس في أبريل/نيسان أنه يتوقع أن يعيش مليون شخص هناك في غضون 20 عاما.
ويعمل فريق التصميم الصناعي على إنشاء وتحديث رسوم توضيحية لمدينة المريخ.
وستتمركز المستعمرة حول قبة كبيرة للسكن الجماعي، مع قباب أصغر موزعة حولها، حيث تركزت المناقشات مؤخرًا على المواد المستخدمة لبناء هذه القباب.
وعلى مر السنين، قدم ماسك تلميحات حول الطريقة التي يعتقد أن الناس سيعيشون بها على المريخ.
ويدور أحد الموضوعات حول استمرار حياة الإنسان على هذا الكوكب، في حين لم يحدد العلماء ما إذا كان يمكن للناس إنجاب أطفال في الفضاء.
وقال ماسك إنه لن يسمح للأطفال بالصعود في الرحلات الأولى إلى المريخ بسبب المخاطر، على الرغم من أنه يتوقع أن يعيشوا هناك في نهاية المطاف.
لكن ماسك لديه خطة، ففي مقابلته في الفيديو العلمي عام 2013، قال إنه يأمل في إنشاء نوع خاص به على المريخ، وهي الفكرة التي كررها على مر السنين لموظفي SpaceX وغيرهم من المقربين من الشركة.
كائنات حية جديدة أكثر ملاءمة للعيش على المريخ
وقال في المقابلة: “أعتقد أنه من المحتمل جدًا أننا نرغب في هندسة كائنات حية جديدة أكثر ملاءمة للعيش على المريخ”. “لقد فعلت البشرية ذلك مع مرور الوقت، من خلال نوع من التربية الانتقائية”.
ولديه أيضًا استراتيجية للدفء، ففي مقابلة بودكاست عام 2022، قال ماسك إنه سيتعامل مع درجات الحرارة الجليدية للكوكب بسلسلة من الانفجارات النووية الحرارية التي من شأنها أن تدفئ الكوكب عن طريق خلق شموس اصطناعية.
وكشف 3 أشخاص مطلعين على خططه أن مئات الألواح الشمسية، التي من المحتمل أن تصنعها شركة تسلا، ستساعد في تدفئة المنازل وتوليد الطاقة.
ةرغم تفاؤل ماسك، يواجه المشروع تحديات كبيرة. فلم تطأ قدم أي إنسان سطح المريخ من قبل، وتتوقع ناسا ألا تهبط بالبشر على المريخ حتى الأربعينيات من هذا القرن.
وحتى إذا وصل الناس هناك، فإنهم سيواجهون تضاريس قاحلة، درجات حرارة جليدية، عواصف ترابية، وهواء غير قابل للتنفس.
وكشفت صحيفة “نيويورك تايمز” أن ماسك يحافظ على هذه الخطط سرية إلى حد كبير لأن سبيس إكس، بموجب عقد بقيمة 2.9 مليار دولار مع ناسا، يجب أن ترسل أولاً صاروخًا إلى القمر.
وقال ماسك في وقت سابق إن المسافرين سيتجهون إلى المريخ على متن مركبات فضائية ضخمة صممتها شركة سبيس إكس. وأضاف أن الرحلات ستستغرق 26 شهرًا.
وأشار التقرير إلى كيف يمكن لشركات ماسك الأخرى أن تلعب دورًا في مهمة المريخ، بما في ذلك خبرة شركة “بورينغ كومباني” في حفر الأنفاق تحت الأرض، ومركبات تسلا سايبر تراك لعبور الخدمة، وحتى منصة اكس كنموذج لـ “حكومة يقودها المواطنون وتحكم بالإجماع”.
ميدل إيست أون لاين