اتفاق أوبك+ منع انهيار أسعار النفط إلى 10 دولارات للبرميل
قال كيريل ديمترييف رئيس صندوق الثروة السيادي الروسي وهو أيضا أحد كبار مفاوضي موسكو النفطيين، إن الاتفاق التريخي لخفض إنتاج النفط منع أسعار النفط من النزول إلى عشرة دولارات للبرميل.
ونقلت قناة العربية عن ديمترييف قوله إن محادثات النفط التي اختتمت أمس الأحد برهنت على قدرة روسيا على العمل مع الولايات المتحدة التي تدعم اتفاق خفض إمدادات النفط العالمية.
وأضاف أيضا أن صندوق الثروة السيادي الروسي يخطط لمشاريع زراعية مشتركة مع السعودية ويعمل أيضا على تأسيس مصنع للقاحات في المملكة، واصفا العلاقات مع الرياض بأنها “إيجابية جدا جدا“.
وتأتي تصريحات المسؤول الروسي بينما قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، إن الخفض الفعلي لإنتاج النفط من جانب تحالف أوبك+ ومنتجين آخرين تعهدوا بتقليص الإنتاج، سيتجاوز 19.5 ملايين برميل يوميا، في إعلان يأتي تتويجا لاتفاق تاريخي قادته السعودية وروسيا لإعادة الاستقرار لأسعار النفط التي تراجعت بنحو 30 بالمئة متأثرة بإجراءات الغلق وتقييد حركة النقل التي اتخذتها معظم دول العالم لوقف انتشار فيروس كورونا.
وذكر الوزير السعودي في مؤتمر صحفي عبر الهاتف الاثنين، أن بلدان مجموعة العشرين المنتجة للنفط، ستخفض إنتاجها بمقدار 3.7 ملايين برميل يوميا، بينما ستقوم بلدان أخرى بزيادة مشترياتها للنفط بمقدار 200 مليون برميل في الشهرين القادمين، لبناء احتياطيات البلدان من الخام.
وأعلنت عدة دول نفطية في تحالف أوبك+ الأحد، عن إتمام اتفاق لأكبر خفض تاريخي مدروس لإنتاج النفط الخام بواقع 10 ملايين برميل يوميا، يتحمل منها التحالف 9.7 ملايين برميل يوميا.
ويتضمن الاتفاق خفض إنتاج النفط من جانب التحالف بمقدار 9.7 ملايين برميل يوميا، و300 ألف برميل يوميا قالت شركات نفط أميركية إنها ستخفضها من جانبها.
ويدخل قرار الخفض اعتبارا من مطلع مايو/أيار ولمدة شهرين متواصلين، يتبعه اتفاق آخر بتقليص خفض الإنتاج إلى 8 ملايين برميل يوميا حتى نهاية 2020.
ويبدأ تنفيذ خفض ثالث في الإنتاج بمقدار 6 ملايين برميل يوميا بداية من مطلع 2021 حتى أبريل/نيسان 2022.
وأشار الأمير عبدالعزيز بين سلمان إلى أن بلاده قد تعمق خفض الإنتاج من جانبها في حال رأت ضرورة لذلك، إذ سيبلغ إنتاجها مع دخول الاتفاق حيز التنفيذ 8.5 ملايين برميل يوميا.
ووجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاثنين، شكره لكل من السعودية وروسيا على إعادة الحياة لتحالف أوبك+، والخروج باتفاق طويل الأجل لخفض تاريخي لإنتاج النفط.
وكتب ترامب تغريدة على حسابه بموقع تويتر قال فيها إن “صناعة الطاقة ستعود إلى قوتها السابقة بعد التوصل إلى اتفاق خفض الإنتاج.. بل بشكل أسرع مما هو متوقع حاليا”، مضيفا “شكرا لجميع من عملوا معي على إعادة هذه الأعمال الضخمة إلى مسارها الصحيح لاسيما روسيا والمملكة العربية السعودية”.
أما رئيس المكسيك أندريس مانويل لوبيز أوبرادور الذي عارضت بلاده في البداية خفضا بنحو 400 ألف برميل يوميا قبل أن تتراجع عن قرارها بدعم أميركي في حصة الخفض، فقال الاثنين إن الأمور مضت “بشكل جيد فعليا” بالنسبة للمكسيك في الاجتماع التاريخي الأخير لمجموعة أوبك+، حيث رفضت المكسيك الالتزام بتخفيضات إنتاج بالحجم الذي قبله آخرون.
وأضاف في مؤتمر صحفي اعتيادي “المكسيك تلقت معاملة خاصة، تم احترامها باتفاق بين تلك الدول المنتجة للنفط. كان أمرا استثنائيا. لم يسبق له مثيل. هذه الاتفاقية”.
وبالنسبة للنرويج أكبر منتج للنفط في غرب أوروبا وواحدة من الدول العشر التي دعيت لاجتماع أوبك+ عن بعد، فقالت الاثنين إنها ستعلن قريبا قرارها بشأن ما إذا كانت ستخفض إنتاج الخام.
وقالت وزيرة البترول والطاقة تينا برو في بيان “الاتفاق بين الدول المنتجة في أوبك+ إيجابي للغاية”، مضيفة أن النرويج ستتوصل إلى قرارها الخاص بشأن التخفيضات المحتملة “في المستقبل القريب”.
وتابعت متحدثة عن الاتفاق “هذا مساهمة مهمة للمساعدة على تحقيق الاستقرار في سوق النفط على مدار السنة المقبلة”.
وتقول أوبك+ إنها تريد من منتجين من خارج المجموعة، مثل الولايات المتحدة وكندا والبرازيل والنرويج، خفض خمسة ملايين برميل يوميا أخرى.
وقالت النرويج إنها ستدرس خفضا للإنتاج من جانب واحد دعما للاتفاق، لكنها لم توضح الحجم الذي يمكن أن يكون عليه خفضها المحتمل.
وبلغ إنتاج النرويج من الخام 1.75 مليون برميل يوميا في فبراير/شباط، بارتفاع 26 بالمئة عن نفس الفترة قبل عام. وبإضافة المكثفات وسوائل الغاز الطبيعي، يصل إنتاج السوائل النفطية إلى 2.1 مليون برميل يوميا، بما يوازي نحو اثنين بالمئة من الإنتاج العالمي.
ميدل إيست أونلاين