اتفاق بين “الجولاني والبغدادي”

سلطت انسحابات تنظيم الدولة الأخيرة من بعض المناطق في سوريا لصالح هيئة تحرير الشام دون قتال الضوء على الأنباء التي ترددت خلال الشهرين الماضيين عن مفاوضات تجري بين التنظيم وجبهة النصرة، والتي كانت تتمحور حول محاولات النصرة إقناع تنظيم الدولة بمغادرة سوريا . إلا أن هذه الأنباء سرعان ما تبددت بعد أن وضح في الميدان أن تنظيم الدولة قد يلجأ إلى الرحيل إلى سوريا ، في حال خسارته الموصل التي يضيق فيها الخناق عليه.

ويوم امس كشف القاضي الشرعي في “جيش الإسلام”، سمير كعكة، عن اتفاق تم بين الجولاني والبغدادي ، يقضي بانسحاب تنظيم الدولة من القلمون الشرقي وريف حماه الشرقي واللجاة في ريف درعا وتسليمها إلى هيئة تحرير الشام بقيادة جبهة النصرة وذلك لتسهيل سيطرة الهيئة لاحقا على الغوطة الشرقية ، مقابل تسهيل هيئة تحرير الشام مرور إمدادات تنظيم الدولة من كافة المناطق التي تسيطر عليها في سوريا.

وكانت أنباء قد تحدثت عن مفاوضات سرية تجري بين النصرة وتنظيم الدولة يقوم بها القيادي في النصرة أبو ماريا القحطاني ، مع أحد قيادات الصف الأول في تنظيم الدولة جرت طوال شهر آذار مارس الماضي وأفضت إلى توقيع اتفاق في الثاني والعشرين من شهر آذار مارس، أي أن المصادر التي تحدثت عن فشل التفاوض بين تنظيم الدولة وجبهة النصرة في موضوع تخلي تنظيم الدولة عن وجوده في سوريا لم تكن دقيقة تماما ، إذ قاد القحطاني تفاوضا جزئيا يشمل بعض المناطق التي تحتاج إليها النصرة لتوسيع رقعة نفوذها ووصل خطوط إمدادها مقابل تسهيل حركة تنظيم الدولة وعبوره ومرور امدادته في مناطق سيطرتها.

جيش الإسلام القوة الأكبر في غوطة دمشق شعر بالخطر من جراء هذا التوافق، خاصة بعد ما فوجيء بانسحابات تنظيم الدولة الهادئة من على تخوم مناطقه لصالح جبهة النصرة، إذ أن هذا التوافق يزيد من قوة الطرفين على حسابه. ولذلك انبرى شرعي جيش الإسلام سمير الكعكه محذرا أهالي القلمون منمكيدة متهمًا “أبو محمد الجولاني” (المسؤول العسكري في هيئة تحرير الشام)، بأنه “نجح في إسقاط القلمون الغربي، ونجح في إسقاط حلب وخان الشيح وتل منين، وسلم مخيمي فلسطين واليرموك والحجر الأسود لداعش”.

وأضاف المسؤول الشرعي أن المرحلة التي يعد لها “الجولاني” اليوم، هي “تسليم الزبداني ومضايا وجنوب العاصمة لإيران مقابل كفريا والفوعة، ويريد القلمون الشرقي بعد ذلك”.

جبهة النصرة وتنظيم الدولة وجدا نفسيهما أمام حرب المصير ، فالتنظيم يستعد لمعركة الرقة، كما يستعد لخسارة الموصل ، بينما الجبهة في وضع ميداني حرج بعد فشل هجومين كبيرين لها في دمشق وريف حماه تكبدت خلالهما خسائر كبيرة ، وبدأ التحالف بين النصرة والتنظيم ممرا إلزاميا لكليهما.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى