اتفاق بين موسكو وواشنطن على عقد قمة بين بوتين وترامب

أبلغ مستشار الكرملين للسياسة الخارجية يوري أوشاكوف الصحافيين اليوم (الأربعاء) بأن موسكو وواشنطن اتفقتا على عقد قمة قريباً بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب.
وذكر أن القمة ستعقد في بلد ثالث مناسب للطرفين وأن التحضيرات تحتاج أسابيع عدة أخرى.
وقال أوشاكوف إن موسكو وواشنطن ستعلنان توقيت ومكان القمة غداً. وكان أوشاكوف يتحدث بعدما أجرى بوتين محادثات مع جون بولتون مستشار الأمن القومي الأميركي في الكرملين.

وعبر بوتين اليوم عن أمله في أن تشكل زيارة بولتون «خطوة أولى» نحو تحسين العلاقات الثنائية وسط توتر بين موسكو والغرب.
وقال بوتين متوجها إلى بولتون، ان «مجيئك إلى موسكو يعطينا الأمل بأنه يمكننا القيام بما قد يكون الخطوة الأولى نحو إعادة العلاقات الكاملة بين بلدينا»، وذلك بحسب ما اوردت وكالات أنباء روسية.

ولفت الرئيس الروسي بعد ذلك «آسفاً» إلى أن «العلاقات الروسية الأميركية ليست في أفضل حال». وعزا الوضع «بقسم كبير إلى النزاع السياسي الداخلي الحاد في الولايات المتحدة».
وأضاف ان «روسيا لم تكن تريد أبداً المواجهة. آمل أن نتمكن اليوم من أن نبحث معك ما يمكننا القيام به من الجانبين لإعادة علاقات كاملة على أساس المساواة والاحترام المتبادل».
ورد بولتون قائلاً: «آمل أن نتمكن من بحث احتمال تحسين التعاون بين روسيا والولايات المتحدة». واضاف أنه «حتى في الماضي حين كان بلدانا يشهدان خلافات كان قادتنا ومستشاروهم يجتمعون واعتقد ان هذا كان مفيداً للبلدين وللاستقرار العالمي. الرئيس ترامب حريص على ذلك».

وتابع بولتون: «نحن نثمن كثيراً لباقتك ونتطلع لكي نعرف كيف تمكنتم من تنظيم مباريات كأس العام لكرة القدم بهذا النجاح». وستستضيف الولايات المتحدة بالاشتراك مع المكسيك وكندا كأس العالم لكرة القدم في العام 2026.
وكان الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اعلن سابقاً أنه سيتم خلال اللقاء بحث «الوضع المؤسف» للعلاقات الثنائية وكذلك ابرز القضايا الدولية.
وفي وقت سابق من هذا الشهر قال ترامب إنه يجب إعادة ضم روسيا إلى مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى (مجموعة السبع) التي علقت عضويتها فيها عند ضمها شبه جزيرة القرم الاوكرانية في 2014.

ومن المعروف عن بولتون، السفير الأميركي السابق في الامم المتحدة، تشدده، إذ دعا مراراً إلى فرض عقوبات صارمة على روسيا.
وكتب في مقال نشرته صحيفة «دايلي تلغراف» في 2017: «نحن نتفاوض مع روسيا ونعرض أنفسنا للمخاطرة».
وفي وقت سابق من الاثنين عقد بولتون اجتماعاً مغلقاً مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والنائب الأول لرئيس مجلس الامن الروسي يوري اوشاكوف، بحسب الاعلام الروسي.
ومن المقرر أن يشارك ترامب في قمة حلف شمال الاطلسي التي ستعقد في بروكسيل يومي 11 و12 تموز (يوليو) قبل أن يتوجه إلى بريطانيا للقاء رئيسة الوزراء تيريزا ماي والملكة اليزابيث الثانية.

وناقش بوتين وترامب امكان عقد قمة عندما هنأ الرئيس الأميركي نظيره الروسي باعادة انتخابه في اذار (مارس) متجاهلاً نصائح مستشاريه.
وقالت موسكو ان ترامب دعا بوتين إلى عقد القمة في البيت الأبيض، إلا أنه تم بعد ذلك اتخاذ قرار بعقد اللقاء على أرض محايدة.
وأعرب بوتين في مطلع حزيران (يونيو) عن استعداده للقاء ترامب، مشيراً إلى أن دولاً كثيرة بينها النمسا موافقة على استضافة هذا اللقاء.

إلا أن موقع «بوليتيكو» الاخباري الأميركي ذكر هذا الاسبوع أن الرئيسين يمكن أن يلتقيا في العاصمة الفنلندية هلسنكي.وقال الرئيس الفنلندي ساولي نينستو ان هلسنكي «مستعدة دائماً إلى تقديم خدماتها في حال الطلب منها»، إلا انه لم يكشف عن مزيد من التفاصيل.
وتشهد العلاقات الاميركية – الروسية منذ سنوات خلافات بسبب النزاع في سورية، وضم موسكو لشبه جزيرة القرم وتدخلها في شرق أوكرانيا.

وأخيراً توترت العلاقات بين البلدين بسبب تحقيق في تدخل روسيا في انتخابات الرئاسة الأميركية في 2016 والاشتباه بتورط روسيا في حملة ترامب الانتخابية، وتورطها في تسميم الجاسوس الروسي المزدوج سيرغي سكريبال في بريطانيا في آذار (مارس).
وجرى آخر لقاء مقتضب بين بوتين وترامب في تشرين الثاني (نوفمبر) 2017 في فيتنام. ويتوقع محللون ألا تتناول القمة بين بوتين وترامب حين تعقد، مسائل جوهرية.
ويرى مراقبون انه من غير المرجح أن يقدم بوتين أي تنازلات كبيرة في الأزمة الأوكرانية أو غيرها من القضايا الحساسة، ما لا يمنح الكثير من الحوافز لواشنطن لمراجعة عقوباتها على موسكو.

وقال معهد «يوراسيا» الفكري إن «اللقاء بين ترامب وبوتين سيخفف موقتاً التوترات بين الولايات المتحدة وروسيا، ولكن من المرجح فرض عقوبات أميركية جديدة في وقت لاحق من هذا العام»
وأضاف أنه «لا تزال هناك الكثير من الأسباب لفرض عقوبات جديدة هذا العام، بما في ذلك عمليات القرصنة السابقة المرتبطة بروسيا، وتدخل موسكو المستمر في سورية، أو أي دليل إلى تدخلها في انتخابات منتصف المدة التي ستجري في تشرين الثاني (نوفمبر)».

صحيفة الحياة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى