اتفاق خفض إنتاج “أوبك” النفطي تحت طائلة التمديد
تتجه أنظار متابعي أسواق النفط، الشهر القادم، نحو اجتماع منظمة البلدان المصدرة للنفط “أوبك” المقرر عقده في العاصمة النمساوية فيينا، وسط ترجيحات بتمديد اتفاق خفض الإنتاج في مسعى لمزيد من الدعم والتوازن لأسعار الخام وقال وزراء ومسؤولون في شركات عالمية، خلال مشاركتهم في فعالية نفطية ضخمة بالعاصمة الإماراتية (أبوظبي)، إن الأسواق شهدت حالة من الثبات على مدار الأشهر الماضية، منذ تطبيق اتفاق “أوبك+” على الرغم من التحديات الاقتصادية العالمية والحرب التجارية.
وتطبق “أوبك” وروسيا ومنتجو نفط آخرون منذ يناير/ كانون ثاني الماضي، ما يعرف باتفاق “أوبك+” لخفض الإنتاج 1.2 مليون برميل يوميا حتى مارس /آذار 2020 ووفق رصد “الأناضول”، بدأت “أوبك” رحلة خفض الإنتاج في نوفمبر 2016 عندما اقرت اتفاقاً للخفض بواقع 1.2 برميل يومياً لمدة 6 أشهر، وفي مايو 2017 تقرر تمديد العمل بالاتفاق حتى نهاية 2018 وخلال ديسمبر 2018، اتفقت المنظمة على خفض الإنتاج مرة أخرى بواقع 1.2 مليون برميل لمدة 6 أشهر، على أن تقرر في يوليو 2019 إبقاء خفض الإنتاج حتي مارس 2020.
وتوقع محمد بن حمد الرمحي وزير الطاقة العماني، أن تمدد منظمة “أوبك” والمنتجين من خارجها اتفاق خفض الإنتاج وأضاف الرمحي في تصريحات صحفية، الأسبوع الجاري، أن تعميق تخفيض الإنتاج غير وارداً – بحسب وصفه – في ظل تحسن الطلب على النفط مع تراجع المخاوف بشأن التجارة.
وقال إن بلاده، وهي مصدر صغير للنفط، وغير عضو في منظمة “أوبك”، ترى أن سعر النفط عند 60 دولاراً مناسباً، موضحاً أن سوق النفط العالمية تشهد حالة من الاستقرار بفضل جهود “أوبك” المستمرة.
وحسب بيانات وزارة النفط والغاز العُمانية، ارتفاع إنتاج سلطنة عُمان من النفط الخام والمكثفات النفطية، بنسبة 10.6 بالمئة في مارس/ آذار الماضي، على أساس شهري
ويصل إنتاج السلطنة من النفط الخام والمكثفات النفطية إلى 29.18 مليون برميل شهريا، بمعدل 972.75 ألف برميل يوميا، في نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي في حين بلغ إجمالي كميات النفط الخام المصدرة للخارج في الفترة ذاتها، نحو 25.77 مليون برميل بمعدل 859.29 ألف برميل يومياً.
توقعات الوزير العماني جاءت متوافقة مع تقديرات وحيد علي كبيروف الرئيس التنفيذي لشركة لوك أويل، ثاني أكبر منتج نفط روسي، الذي توقع تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط العالمي بينما أكد الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” محمد باركيندو، أن تحالف “أوبك+” ملتزم بالحفاظ على استقرار سوق النفط بعد 2020، رغم مؤشرات تراجع الطلب على الخام.
وقال باركيندو، في تصريحات صحفية على هامش مؤتمر “أديبك 2019” النفطي في أبوظبي، كان بدأ أعماله الإثنين، وينتهي اليوم الخميس: “لن يكفي مصدر أو مجموعة مصادر لتلبية نمو الطلب وأوضح أنه سيتعين على قطاع النفط التأقلم مع تغيرات مزيج الطاقة في المستقبل، إذ ترتفع توقعات الطلب بفعل نمو عدد سكان العالم.
وقال الخبير النفطي نواف عزام، إن اجتماع “أوبك” القادم سيميل على الأرجح نحو تمديد اتفاق خفض الإنتاج النفطي لمدة 6 شهور إضافية، وربما 9 أشهر أخرى، ما سيمهد إلى خفض المخزونات العالمية، وبالتالي توازن الأسواق، وتعافي معدلات الاستثمار لضمان إمدادات الطاقة المستقبلية.
وأضاف عزام في اتصال هاتفي مع الأناضول: أرى أن القيود على الإنتاج لا بد أن تظل قائمة، لذا نرجح تمديد اتفاق خفض الإنتاج لفترة إضافية، مع ضرورة التزام الأعضاء بالتخفيضات المنصوص عليها في الاتفاق وتوقع عزام أن يظل الطلب على النفط قوياً في 2020 بدعم جهود “أوبك” المستمرة لتوازن الأسواق.
وفي تقريرها لآفاق سوق النفط العالمية في 2019، قالت أوبك إنها ستورد كمية أقل من النفط في السنوات الخمس المقبلة، في ظل نمو إنتاج النفط الصخري الأميركي ومصادر منافسة أخرى، رغم تزايد الإقبال على الطاقة بفعل النمو الاقتصادي العالمي.
ووفق أحداث الاحصائيات، تراجعت صادرات الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط “أوبك”، بنسبة 17 بالمئة خلال 8 سنوات إلى 668.7 مليار دولار في 2018، مقابل 772.8 مليار دولار في 2010 وبدأت عديد البلدان في المنظمة تنفيذ خطط لتخفيف سطوة إيرادات النفط الخام على مجمل دخل البلدان، أبرزها السعودية والكويت والإمارات وإيران، منذ انخفاض أسعار النفط منتصف 2014.
صحيفة رأي اليوم الالكترونية