اتفاق مصالح بين تركيا وأميركا لرسم مستقبل سوريا
كشف وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن الجمعة عن اتفاق واسع النطاق بين بلاده وتركيا بشأن ما يرغبون في رؤيته في سوريا بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
ويؤكد هذا التصريح وجود توافقات كبيرة بين الطرفين المستفيدين من التغيرات على الساحة السورية، فيما يظل الموقف من قوات سوريا الديمقراطية “قسد” والتطلعات الكردية ضمن أبرز النقاط الخلافية.
وأضاف في تصريحات مشتركة مع وزير خارجية تركيا، هاكان فيدان “هناك اتفاقا واسع النطاق حول ما نرغب أن نراه في المستقبل، بدءا بالحكومة المؤقتة في سوريا وهي حكومة شاملة وغير طائفية وتحمي حقوق الأقليات والنساء ولا تشكل أي نوع من التهديد لأي من جيران سوريا”.
ويواصل الوزير الاميركي الجهود الرامية إلى توحيد دول الشرق الأوسط، دعما لانتقال سياسي سلمي في سوريا لكنه يواجه بالكثير من التحديات أبرزها أن الحكام الجدد في دمشق متهمون بالإرهاب وقائدهم ابومحمد الجولاني مطلوب لواشنطن.
وتنظر السلطات الأميركية بكثير من القلق لهيئة تحرير الشام التي تتبنى أدبيات القاعدة رغم انفصالها عنها مشيرة الى أنها ستراقب توجهات الحكم الجديد ومدى احترامه للتعددية الدينية والعرقية.
وكان قد أجرى محادثات مع الرئيس رجب طيب اردوغان، في محاولة لإقناع تركيا بالتوصل إلى توافق لمنع سوريا من الانزلاق إلى اضطرابات أوسع نطاقا. وهذه هي الزيارة الـ12 التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط، منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، في غزة العام الماضي، لكنها الأولى منذ الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
وتشعر إدارة جو بايدن المنتهية ولايتها بقلق خاص من أن يؤدي فراغ السلطة في سوريا إلى تفاقم التوترات المتصاعدة بالفعل في المنطقة وتهيئة الظروف لتنظيم الدولة الإسلامية لاستعادة الأراضي والنفوذ.
وتؤيد أميركا قسد منذ سنوات، في الحملة المناهضة لتنظيم الدولة الإسلامية، لكن تركيا ترى أن قسد تمثل تهديدا وحذرت مرارا من أنها يمكن أن تشن عمليات عسكرية واسعة ضدها.
كما أكد أنّه “من الضروري” العمل ضدّ عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا بعد سقوط الأسد مضيفا “عمل بلدنا بجد… لضمان القضاء على خلافة تنظيم الدولة الإسلامية، ولضمان عدم عودة هذا التهديد. ومن الضروري أن نواصل هذه الجهود”.
من جانبه صرّح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن “أولوياتنا تقضي بضمان استقرار سوريا في أسرع وقت ممكن ومنع انتشار الإرهاب ومنع الدولة الإسلامية وحزب العمال الكردستاني من السيطرة”، علما أن تركيا تعتبر هذا الحزب منظمة إرهابية.
وتابع “بحثنا ما يمكن فعله حيال هذه الأمور، وناقشنا بشكل مفصل المخاوف المشتركة، وما هي الحلول المشتركة المناسبة لها”.
وكان الوزير التركي قد قال في تصريحات سابقة أنه لا يمكن مواجه تنظيم إرهابي بتنظيم إرهابي اخر.
وتسعى أنقرة لاحتواء نفوذ المسلحين الاكراد الذين تتهم بشن هجمات على أراضيها انطلاقا من سوريا وحثت بعض الفصائل الموالية لها لاستغلال تسارع الاحداث لمهاجمة بعض المناطق التي تقع تحت سيطرة قسد.
وتمكنت تلك الفصائل من السيطرة على مدن هامة مثل منبج ودير الزور وغيرها من المناطق لكن يبدو أن انقرة تلقت تحذيرات وانتقادات من واشنطن التي تعهدت بحماية الاكراد والأقليات.
ميدل إيست أون لاين