تحليلات سياسيةسلايد

اتهامات للجيش السوداني باستهداف قافلة مساعدات أممية

أفادت صحيفة الغارديان البريطانية أن قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة تحمل إمدادات غذائية حيوية لنحو مليوني شخص في الفاشر المهددة بالمجاعة تعرضت لهجوم في منطقة الكومة التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع غربي السودان، ونقلت عن ناشطين تأكيدهم بأن الجيش السوداني استهدف القافلة بالطيران المسير.

وقال متحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” “تلقينا معلومات عن تعرض قافلة تحمل شاحنات تابعة لبرنامج الأغذية العالمي واليونيسيف للهجوم الليلة الماضية أثناء تمركزها في الكومة، في انتظار الموافقة على التوجه إلى الفاشر”.

ووقع الهجوم على قافلة المساعدات على بعد نحو 75 كيلومترا من الفاشر في منطقة الكومة، معقل قوات الدعم السريع. التي شهدت مؤخرا فظائع أخرى خلال عطلة نهاية الأسبوع عندما أدت غارة جوية شنتها قوات الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان على سوق مدني إلى مقتل 89 شخصًا على الأقل.

وتقع المنطقة تحت سيطرة قوات الدعم السريع حيث تمر شاحنات المساعدات عبر سلسلة من نقاط التفتيش التابعة للمجموعة شبه العسكرية للوصول إلى الفاشر.

وقال ناشطون محاصرون في الفاشر إن آلاف الأشخاص يواجهون خطر المجاعة مع اختفاء الأغذية والأدوية الأساسية من الأسواق.

وذكرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن عدد الأشخاص الذين فروا من البلاد منذ اندلاع الحرب الأهلية في السودان تجاوز 4 ملايين، وحذرت من أن حجم النزوح “يضع الاستقرار الإقليمي والعالمي على المحك”.

ودعا بيان مشترك من الوكالتين الأمميتين إلى إجراء تحقيق عاجل في الهجوم الأخير على قافلة المساعدات.

وقالت الوكالتان الأمميتان إن القافلة كانت مكونة من 15 شاحنة، وكانت تحاول الوصول إلى “الأطفال والأسر في الفاشر المتضررة من المجاعة، بإمدادات غذائية وتغذوية منقذة للحياة”. وشددتا على أن مسار القافلة كان معروفا ومتفقا عليه مسبقا مع الأطراف، كما هو معتاد في جميع القوافل الإنسانية.

وأضاف البيان “بموجب القانون الدولي الإنساني، يجب حماية قوافل المساعدات، وعلى الأطراف التزام بالسماح بمرور وتسهيل الإغاثة الإنسانية على وجه السرعة ودون عوائق إلى المدنيين المحتاجين”.

وأفادت الصحيفة البريطانية أنه حتى الآن، لم تُحدَّد هوية المهاجمين رسميًا. وتبادل طرفا الصراع في البلاد الاتهامات، غير أن غرفة طوارئ الكومة، وهي مجموعة من المتطوعين المحليين، نشرت مقطع فيديو لشاحنة محترقة محملة بالإمدادات، وألقت باللوم في الهجوم على “طائرات بدون طيار تابعة للجيش السوداني”.

في الأشهر الأخيرة، تعرضت المدينة لقصف يومي وسط حصار خانق. وداخل المدينة نفسها، تناقصت إمدادات الغذاء بشكل كبير، لدرجة أن الأمم المتحدة حذرت من مجاعة.

وصعّدت القوات المتمركزة في بورتسودان استهدافها للعمل التطوعي والإغاثي في بلدٍ على شفا المجاعة. وفرضت إجراءاتٍ تُعقّد جهود الإغاثة، وشنت حملات اعتقالٍ ضدّ الناشطين.

في حديثه لشبكة آفااز قبل بضعة أيام، قال متطوع يُدعى آدم إن المطابخ المجتمعية في المدينة لم تعد قادرة على الحصول على الذرة أو القمح. وأضاف “كنا نحصل على البضائع بانتظام عبر المركبات، أما الآن، فالبضائع الوحيدة التي تدخل المدينة تأتي على ظهور الحمير”.

وفي مدينة الفاشر بأكملها، لا يدخل المدينة أكثر من عشرة حمير محملة بالبضائع يوميًا. حتى هؤلاء الأشخاص الذين يحملون مؤنًا محدودة على حميرهم يتعرضون للاستجواب والتحقيق في نقاط تفتيش قوات الدعم السريع.

وبالإضافة إلى الأربعة ملايين شخص الذين فروا الآن من السودان، نزح أيضاً 11.6 مليون شخص داخل البلاد، نصفهم تقريباً في منطقة دارفور.

وطالبت الوكالتان بوقف الهجمات فورا على العاملين في المجال الإنساني ومرافقهم ومركباتهم، وهو ما يعد انتهاكا للقانون الدولي الإنساني. وأضافتا “ندعو إلى إجراء تحقيق عاجل ومحاسبة الجناة”.

وأعربت الوكالتان في بيانهما عن أسفهما الشديد لعدم وصول الإمدادات إلى الأطفال والأسر الأضعف. وأوضحتا أن القافلة قطعت مسافة تزيد عن 1800 كيلومتر من بورتسودان، “وكان من المقرر أن نتفاوض على الوصول لإكمال الرحلة إلى الفاشر عندما تعرضت للهجوم”.

ولا يزال موظفو برنامج الأغذية العالمي واليونيسف على الأرض رغم انعدام الأمن، ودعت الوكالتان إلى توفير ظروف عمل آمنة ومأمونة، واحترام القانون الدولي الإنساني من قبل جميع الأطراف.

وأكدتا أن “حياة الملايين في السودان، بما في ذلك في مواقع مثل الفاشر بدارفور، تعتمد على ذلك”. وأضافتا أن الهجمات على العاملين في المجال الإنساني، والمساعدات، والعمليات الإغاثية، وكذلك المدنيين والبنية التحتية المدنية في السودان “مستمرة منذ فترة طويلة جدا دون عقاب”.

من جانبه، أدان المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك “بأشد العبارات الممكنة هذا العمل المروع من أعمال العنف ضد العاملين الإنسانيين الذين يعرضون حياتهم للخطر حرفيا في محاولة للوصول إلى الأطفال والأسر المعرضة للخطر في المناطق المتضررة من المجاعة في السودان”.

وأشار إلى أن هذه كانت “أول قافلة إنسانية تابعة للأمم المتحدة ستصل إلى الفاشر منذ أكثر من عام”. وشدد دوجاريك خلال المؤتمر الصحفي اليومي في نيويورك على ضرورة وقف جميع الهجمات على العاملين في المجال الإنساني ومرافقهم ومركباتهم، مضيفا أن “هذه انتهاكات بموجب القانون الدولي الإنساني، وندعو إلى إجراء تحقيق عاجل ومحاسبة الجناة”.

 

صحيفة الاخبار اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى