اجتذاب الجمهور: هل نجحت قنواتنا التلفزيونية بهذا الدور؟!

 

خاص باب الشرق

أين قنواتنا من اجتذاب الجمهور؟ وهل تصل إليه؟

 لا سر أن الإعلام، هو المهنة أو الوظيفة التي تعاند الزمن في السرعة والسبق، للظفر بالهدف المنشود والحقيقة “المرة”.

والحقيقة هي ما ينقله الإعلام، لجهة حمل هموم من حوله والربت على أكتاف أعياها العرق والكد، وبما يحمله أيضا من قدرة على الإقناع، عبر تسليط الضوء على الهموم، المشاكل، وكذلك القضايا على اختلافها .

ولبساطتها مهمة الإعلام لا تحتاج المسألة إلى اجتماع لأخذ قرار أو تشكيل لجنة !!!

ووسط هذا الحال، على أي أرضية تعطي شريحة من الجمهور وأهل المهنة والاختصاص صفة الجماهيرية على برنامج ما، حتى إن توقف؟ سيما وأن هذا البرنامج أو ذاك يظل محفوظ في ذاكرة الناس ويأملون إعادة بثها.. على نقيض برامج تسبح في فلك ما، وكأنها لا تعرض لجمهور ساكن على كرة أرضية عبر تقديمها أفكار سخيفة وموضوعات بدائية..

في معرض الردود هناك رأي يقول “يمكننا الحكم على أي برنامج أنه ذو سيط من خلال استطلاع الشارع” يقاطعه رأي ثان معترض” بل البرنامج الجماهيري يكون قويا بقوة القناة ” ليرد رأي ثالث ” المذيع هو الأساس”، ليرفع رابع صوته ويجاهر ” الفكرة هي الجوهر”..

ومن بين تلك الأصوات يبرز الرأي الخامس وهو يرفع أصابعه بوجه أقرانه “خمسة بعين الشيطان” إعداد المحتوى واللغة الإعلامية الجديدة، هي من تحدث الفرق.

أما الرأي السادس فينادي كالمسحراتي” البرنامج الجماهيري هو من يتكلم عنه الجميع، أنا وأمي والجيران..

الأصوات الأخرى بقيت عالقة في حلق أصحابها.. وعلى سبيل الذكر لا الحصر ولا استقراء الآراء، البرامج الخدمية الآخذة من الناس لسانا يحكي الهموم ويروي المشاكل ويؤشر بإصبع للدلالة على مكمن التقصير لا الاتهام، ويحاول قدر الإمكان إيجاد حل مستدام للمعضلة أيا يكن، في توافر هذه البنود يرفع الجمهور إشارة ((big like غير أن البرامج الخدمية ليست استديو لإبهار الموضوع صوريا وشكليا وتواجد ضيف يغرق المشكلة ويعوم الحلول لدقائق فقط، هي زمن عرض الحلقة التي سقفها في اغلب القنوات خمسة وأربعين دقيقة، لذا من الضرورة بمكان امتلاك الدلائل، الكبيرة منها والصغيرة، وهذا بدوره يتطلب فريق عمل يهتم بالاستقصاء والبحث والتحري ما أمكن، بمعنى أدق على فريق الإعداد أن يقدم للمذيع جميع “الأسلحة” المسموح بها إعلاميا وأقصد هنا” الملفات التي تعلق بجوهر الموضوع المتباحث حوله” هذا ملعب فريق الإعداد ويجب أن يكون مجهزاً، كما المذيع الذي يقع عليه مهمة البحث وتوسيع المعارف وإدراكه للموضوع المثار، والعمل على التحدث بلسان كل شخص من عامة الشعب يعاني أمرا ويريد حلا.. دون أن يتحول البرنامج بقدرة قادر إلى حلبة سيرك، كل داخل إليه يضحك على البهلوان . وحده الثعلب من يعجبني، كونه لا يدخل السرك، لماذا؟؟ الثعلب ممنوع في قاموسه أن يكون أضحوكة لأحد.. هل وصلت؟؟

لذا لا أبالغ إن قلت إن جماهيرية البرنامج يمكن قياسها أيضا حينما يقوم الضيف بدعوة نفسه على المذيع لتتم استضافته في البرنامج وليس العكس، والسر في هذا يعود إلى المساحة الكبيرة من الحرية والقدر الوافر من الجرأة التي تتمتع بها المواد والبرامج التي تقدمها الفضائيات، التي استطاعت أن تسرق المشاهد، لنعود إلى سؤالنا الأول بعد هذا العرض.. هل استطعنا جذب الجمهور؟

 

المذيعة التلفزيونية زهر يوسف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى