احتجاج ثقافي على فيلم فوتوغراف عن عادل أبو شنب!

دمشق ــ خاص بوابة الشرق أوسط الجديدة

آخر مرة التقيت فيها مع الكاتب الكبير عادل أبو شنب كانت في عام 2010 في مقهى الروضة، في فيلم قصير عن حياته أعددته ضمن مجموعة نشاطات ساهمت فيها بمناسبة الذكرى الخمسين لعيد التلفزيون.

كان عادل أبو شنب يتواجد يوميا في هذا المقهى، فيتحادث مع أصدقائه، أو يجيب على تساؤلات بعض الصحفيين، لكن أحدا لم ينتبه إلى أهمية هذا الرجل على صعيد التلفزيون السوري والدراما السورية في مرحلة إقلاعها الساحر في ستينات وسبعينات القرن الماضي.

والذي جعلني أكتب هذه المادة هو الفيلم الذي عرض في المركز الثقافي العربي في أبي رمانة عن حياة هذا الكاتب الكبير, فإذا كانت بادرة ندوة أماسي في استعادة محطات من حياة هذا الأديب السوري الكبير بمناسبة مرور خمس سنوات على غيابه هي مبادرة قيمة ومشكورة، فإن من المعيب عرض فيلم كامل عنه اعتمد معدوه ومخرجوه على الصور الفوتوغرافية فقط.

كيف قبل معد الندوة ملهم صالح وهو على تماس يومي مع التلفزيون أن يعرض هذا الفيلم بهذه الصورة ؟! وكيف وافق مدير الثقافة يحيى النداف على هذا النوع من الأفلام، بل إن الأستاذ وليد المبيض نفسه ، وهو معاون وزير الثقافة كان موجودا ويفترض أن يرفض هذا التقصير بحق عادل أبو شنب.

طلب مني ملهم صالح أن أقدم في الندوة شهادة عن موقع عادل أبو شنب في الدراما التلفزيونية السورية، فقبلت رغم ظروف عملي الصعبة، ووصلت منهكا إلى الندوة متأخرا 5 دقائق، وأنا أتأبط جداول عن أعماله وتلخيصات عنها، وكانت بداية الندوة في الفيلم الذي شاهدته عنه وهو فيلم يعرض صورة فوتوغراف واحدة عن أعمال كتب عادل أبو شنب علما أن شبكة الانترنت تحتوي على عشرات الأغلفة، ثم تابعت شهادة رئيس تحرير مجلة أسامة، وأنا أشاور نفسي بالانسحاب، وقررت الخروج دون أن أعلن احتجاجي !

فإضافة إلى الفيلم الذي سمي زورا بالوثائقي عن حياة الراحل أبو شنب منذ ولادته في حي القيمرية الدمشقي سنة 1931 وإلى وفاته كرم معاون وزير الثقافة المهندس على المبيض ومدير ثقافة دمشق يحيى النداف ومديرة ثقافي أبو رمانة رباب أحمد أسرة الراحل وقدموا لها شهادة تقدير على مسيرته الحافلة بالإبداع.

وقد قرأت في الصحف السورية عرضا لما حصل في الندوة التي غادرتها ففي محور أبو شنب والطفل “تحدث رئيس تحرير مجلة أسامة الشاعر قحطان بيرقدار عن دور الراحل في اطلاق المجلة ثم تحدثت الفنانة التشكيلية لجينة الأصيل في ذات المحور مستعرضة علاقتها مع الراحل منذ عملها معه في مجلة أسامة بعيد تخرجها من كلية الفنون الجميلة”..

وفي محور أبو شنب والإذاعة ذكر الفنان والمخرج الإذاعي فاضل وفائي أن أولى مسلسلاته في اذاعة دمشق كانت من كتابة الراحل الذي كتبه على صورة حلقات منفصلة تقوم كل واحدة على مكالمة تتلقاها الإذاعة من مواطن حول مشكلة ما ليحولها الى تمثيلية لافتا إلى التواضع ودماثة الخلق وحس الفكاهة التي تحلى بها الراحل ونصائحه الأبوية مع نهمه للقراءة ما كون عنده مخزونا كبيرا ساعده على التقاط أفكار جديدة في كل مرة.

ووصف الفنان والمخرج مظهر الحكيم في محور أبو شنب والتلفزيون الراحل ب “أبي الدراما السورية” بدءا من عمله الأول الشهير حارة القصر حيث كان يلامس في كل أعماله هموم الإنسان البسيط والفئات الكادحة ولم يقتصر في نتاجه للشاشة الفضية على الدراما بل أعد برامج ذائعة الصيت كمجلة التلفزيون مؤكدا أن أبو شنب كتب عن البيئة لانها تغلغلت في نسيجه الداخلي مثبتا أنه فنان أصيل.

وفي محور أبو شنب والذكريات تناول الأديب نصر الدين البحرة صداقته الطويلة مع الراحل منذ طفولتهما المبكرة في حي القيمرية مبينا أن الموهبة الأدبية لدى أبو شنب ظهرت في سن مبكرة عبر ميله لكتابة الشعر والقصة وخياله الجامح الذي تحول من كتابة القصة والرواية إلى البحث في مختلف المسائل الأدبية.”

إن هذه الاستعادة المستعجلة لشخصية الأديب السوري الكبير عادل أبو شنب مهمة على صعيد معاصريه في قطاعات عمله الرئيسية، إلا أن شهادتي التي حجبتها اجتجاجا ستجعلني مضطرا إلى الطلب من وزارة الثقافة والأستاذ يحيى مديرها وبالتعاون مع ملهم صالح بتخصيص ندوة عن عادل أو شنب والدراما ، نشاهد فيها عادل وهو يحكي دون الحاجة إلى صور فوتوغراف !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى