يقال إن كسر القلوب لا يصدر صوتاً بل يصدر الكثير من الأنين والألم، فأصعب الكسور كسر لا يجبر وجرح لا يلتئم، ولا يمكن إصلاحه، كقلوب من وهبونا المودة والسكينة والعطاء بدون مقابل، وكانت نواياهم صادقة وأرواحهم جانحة تهفهف من حولنا لتحتوينا بأجنحتها لتحافظ علينا، نعم فالرجل له كرامة ويشعر بالكسر وتؤلمه الصدمات أيضاً، وتؤثر فيه الخيبات تأثيراً كبيراً وتصيب مشاعره بالضعف، فانعدام الحيلة من أقرب الناس تكسر قلبه، والتفاخر يكسر قلبه أمام عائلتك وهو خلق مذموم وطعنة غدر، فلا تكوني سبباً في كسر قلب زوجك وجرح مشاعره، فتفقديه للأبد.
الإيذاء المعنوي أشد ما يكسر قلب زوجك
يقول خبير التنمية البشرية أحمد ربيع لسيدتي: نحن بشر معرضون للتنازع واحتداد الانفعالات، وقد تبدر من أحدنا أقوال أو أفعال قد تجرح القلوب وتؤلم النفوس سواء، كانت بقصد أو بغير قصد، فتكللها حسرة في القلب وأسى وحزن وجرح غائر وعميق يكاد لا يلتئم مهما قررنا الابتعاد عنه، ومن أشد ما يكسر قلب الرجل ويؤلم نفسه بعد الإيذاء المادي هو الإيذاء المعنوي، ففي علاقتك بزوجك عليك أن تكوني حذرة في تصرفاتك معه من أفعال وأقوال؛ حتى لا تكوني سبباً في كسر قلب زوجك أمام نفسه وأمامك وجرح مشاعره، لأنك ستجعلينه يبغضك إلى الأبد، ومن أشد ما يكسر القلوب ويؤلم النفوس بعد الإيذاء المادي هو الإيذاء المعنوي.
أفعال وتصرفات تكسر قلب زوجك
إهانة رجولته
من الأمور الخطيرة والتصرفات التي تتسبب في كسر قلب زوجك، إهانة رجولته ومعايرته بشيء يقلل من شأنه ويهينه، لأنها من التصرفات التي تكسره وتجعله كارهاً لك حتى ولو كان عاشقاً لك، فعدم تحملك لحظة ضعفه، من الصعب عليه أن يتقبلها ويتجاوزها فإن إهانة زوجك في رجولته هي أصعب عليه من طعنه بسكين حقيقية.
التقليل من شأنه
من التصرفات التي تكسر قلب زوجك، التقليل من شأنه والاستهانة بقدره وبعلاقته بك، ونكرانه وإهانته وعدم احترامه، وأي تصرف يخدش كرامته، وقد يغفر الزوج لك أي شيء إلا سلاطة اللسان والتجريح والإهانة والسباب والشتائم، والتي أصبحت للأسف مظهراً من مظاهر الحوارات الزوجية الآن.
خيانة الوعود
فالخيانة هي كسرفي العهود والوعود التي اتفقتم عليها سوياً، عند بداية الارتباط، وعدم الوفاء بها يعتبر خيانة، وأيضاً الخيانة العاطفية التي تؤدي إلى كسر الثقة بين الطرفين، وقصص وحكايات الخيانة الإلكترونية أكثر من أن تعد وتحصي نتيجة غياب الرقابة، فهي تؤلم الزوج وتسبب له جرحاً عميقاً، فهذه المعصية من أعظم المعاصي لحق الله وحق الزوج، والخيانة من التصرفات التي لن يغفرها الرجل للزوجة مهما حدث.
استغفاله وسوء استخدامه
تصرفات تصدر منك تكسر قلب زوجك مثل، استغفاله وسوء استخدامه واعتباره مجرد وسيلة من أجل الوصول إلى طموح وهدف معين، والتلاعب بعواطفه وإيهامه بالحب، ثم الابتعاد عنه بمجرد تحقيقك لهدفك وانتهاء الغرض منه، فزوجك لن يغفر لك أبداً إذا جرحت كرامته واستهنت بها وبقدره، ولم تحترمي مشاعره؛ لأن الجرح سيستمر عميقاً ويظل حياً في وجدان الزوج.
الغدر به
الغدر بزوجك يسبب الإساءة النفسية، له فيؤثر بشكل سلبي في صحته النفسية له وللأسرة ككل، ويشعره بالإهانة ويكسره ويؤلمه، وخصوصاً إذا كان محباً لك بدرجة كبيرة، والغدر يمكن أن يحدث في كثير من المواقف، فتخليك عن زوجك وهو في أمس حاجته إليك يعتبر غدراً به، وإفشاؤك لأسراره الخاصة يعد غدراً به، والحديث عنه من وراء ظهره بما يكره يعد غدراً به أيضاً، والتفاخر والتباهي عبر وسائل التواصل الإجتماعي بأنك انتصرت في فعل من الأفعال على زوجك بافتضاح أمره أمام الجميع يعد غدراً.
عدم احترامه
عندما يشعر زوجك بانعدام قيمته في حياتك، وعدم احترامك له، ولتقليلك من شأنه، أو الاستخفاف بأفكاره وآرائه، فهذا شيء يكسر قلبه كثيرًا، حيث لا يحب الرجال دائماً من يهينهم قولًا وفعلًا، مثل اتهامهم بالغباء أو التصرف معهم بلا مبالاة، فهذا يشعرهم بأنهم لا قيمة لهم، هذا ما يجعل قلب الزوج ينكسر عند شعوره بأنه غير مهم في نظر شريكة حياته.
قهر زوجك
الشعوربالقهر يكسر قلب أي رجل، وقهرالزوج هو أن تشعريه بالعجز، وإحساسه بالظلم وإنه لا حيلة له، وهو يعني كسر كبرياء زوجك ونزع قوامته وتهميش رأيه، والكثير من المفردات التي تندرج تحت هذا المصطلح، لذلك ليس من الغريب أن استعاذ نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم من قهرالرجال.
التكبّر على الزوج
التكبر شعور بالاستعلاء على زوجك، باعتقادك أنك أعلى قدراً ومكانة وأعظم قيمة منه، أو لاعتزازك الزائد بالأصل والنسب، وهذا التكبر لا يجدي نفعاً بعد أن يسلّمك زوجك قلبه، ويظهر التكبر في عدم إصغائك إلى زوجك عند حديثه معك، فلا تستمعين لما يقوله ولا تأخذينه على محمل الجد ولا تفكرين في أخذه في الاعتبار، فأنت تنظرين أن قوله دائماً غير صائب، فاحذري فهذا سيسبب شرخاً كبير في قلبه.
خسارة الأنوثة
لا يحتمل الزوج أن يري الإنسانة التي اختارها شريكة لحياته، والتي اجتذبته بأنوثتها ونعومتها، تخسر هذه المميزات من خلال صوتها المرتفع في المنزل، فصراخك الدائم وإلقاء الإهانات عليه، سيكسر قلبه من الصدمة؛ لذا فتجنّبي هذه العادة لأنّها تبعد زوجك عنك.
الكذب والخداع المتكرر
يعتبر الكذب والخداع المتكرر منك على زوجك، حتى إن كانت تفاصيل غيرصغيرة، من أسباب فقدانه الثقة فيك، لأن به إخفاء للحقيقة، مما يؤثر على زوجك ويزيد من شعوره بالقلق والشك، ثم الانكسار من عدم إصلاح حالك، فالكذب دائماً قادر على هدم أمن البيوت وأغلب الأزواج لا يسامح في الكذب عليه وخداعه ويكون رد فعله قاسياً، مهما كان الحب الذي يكنه لها.
عدم الثقة بقدرات زوجك
تظهر هذه المشكلة عندما يشعر زوجك بتقصيرك وعدم قدرتك على تحمل أعباء المنزل، وتربية الأبناء، فيشعر زوجك بعدم الثقة فيك نتيجة لعدم تمتعك بصفات الزوجة والأمومة التي يتمناها له ولأبنائه، وإصرارك على إلقاء التهم بالكذب بالتقصير والإهمال على زوجك في عدم قدرته على تربية الأبناء لخلل في قدراته الشخصية.
الخذلان
لايوجد شعور أسوأ من الخذلان في كسر قلب زوجك، فهو يجمع الخيانة والضعف والمذلة والاستسلام، والقنوط والإرهاق وهذا جزء بسيط مما تحمله تلك الكلمة، فعندما يواجه الزوج صعوبة في توفير متطلبات الحياة الكريمة لأسرته، يجعله يلجأ إلى الصمت كتعبير عن الخذلان الذي يقابله منك، فخذلانك له في أوقات الأزمات ليس له أي مبرر، وسبب في إنكساره أمامك وأمام نفسه.
مجلة سيدتي