احلام لم تكتمل
لم اكن ادرك كم الأحزان المتراكمة داخله الا حين رأيت دموعه تنساب على خديه! لم نعتد منظر رجل يبكي …
ولكنني كنت سعيدة لسببين :
فالدموع تطهر النفس وهي ضرورية للمرء كي يرتاح فأنا سعيدة من أجله ..
والدموع غالية جدا وعزيزة وخاصة من رجل ، ومشاركتها مع شخص ما هي ثقة ومحبة اعتز بها.
احترمت دموعه وأحزانه .. سمعته بكل جوارحي وشاركته الألم!
الواقع سيء جدا … نعم .. والضغوطات كبيرة .. والتحدي مخيف … والمستقبل ضبابي
الأن بدأت أثار الحرب تظهر .. والمعاناة تبدأ
بعد ثماني سنوات حرب فقد الناس الأمل بأي تغيير وازدادت الأسعار بشكل مخيف .. وزاد الفقر .. وقلت فرص العمل .. انها آثار الحرب .. الخوف زاد أضعافا مضاعفة … وتسرب اليأس إلى قلوب الناس ..
انها نتائج الحرب …
انا أتيت من بعيد … اتيت لأتمتع ببلدي بعد ان غادرتها منذ ثلاث سنوات بسبب الحرب .. لم تعد تعنيني آثار الحرب .. فالثمن ادفعه في غربتي .. من حنين وضياع ومعاناة …
الألم واليأس أعيشه هناك … !!
انا هنا سائحة اتيت لاستمتع بالإجازة الصيفية واقضي وقتا جميلا مع الأهل والأصدقاء، ولكنني يا صديقي اشاركك الدمع والألم والحزن
فكلنا دفعنا وندفع الثمن ولو بدرجات وطرق مختلفة!
إنها الحرب …
حطمت أحلامنا .. وأجلتها!
تركنا كل ما بنيناه .. وما صنعناه .. ورسمناه .. وانجزناه لنبدأ من الصفر . نعم، إنها الحرب ..
ليست شماعة ولا حجة ..!! انها واقع علينا أن نقبله .. انها تغيير كبير ندفع ثمنه …
دموعك يا صديقي غالية ، ومعاناتك مشتركة فكلنا ندفع ثمن طموحنا وأحلامنا وآمالنا التي لم تكتمل بسبب الحرب .. وها قد بدأنا من الصفر ثانية.
ولكن الحياة تستحق دوما فرصة أخرى .. ونحن نستطيع اذا اردنا .. قد تكون البدايات صعبة ولكنها تستحق ، فكفاك جلدا للذات، وتقبل الواقع واستمتع بالحياة، فالحياة فرصة .. والحرب فرصة .. وانت تستحق الحياة .