ارتفاع منسوب التصعيد في ادلب يعيد احتمالات تحولها الى جبهة ساخنة
ارتفاع منسوب التصعيد في ادلب يعيد احتمالات تحولها الى جبهة ساخنة… تشهد مناطق خفض التصعيد شمال غرب سورية المشمولة باتفاق سوتشي تصعيدا بدآ يتدرج منذرا بتجدد فتح الجبهات لمعركة حاسمة، وتحرك ملف ادلب بعد القمة التي جمعت الرئيسيين فلاديمير بوتين ورجب طيب اردوغان في سوتشي نهاية الشهر الماضي والتي بقيت نتائجها غامضة.
وميدانيا بدات نذر التصعيد واضحة بعد ان تعرضت القاعدة العسكرية الروسية في مطار “حميميم” العسكري بريف اللاذقية لهجوم بطائرات مسيّرة تمكنت الدفاعات الروسية من اسقاطها قبل ان تصل الى هدفها. وقالت وسائل اعلام روسية نقلا عن مصادر عسكرية أن مصدر الاستهداف قوات المعارضة السورية المتمركزة في ريف اللاذقية. ويعتبر هذا الهجوم الثاني في غضون أسبوع . وأعلنت وزارة الدفاع الروسية قبل أيام، إن القاعدة استُهدفت من قبل طائرة مسيّرة أُطلقت من الأراضي الواقعة في منطقة إدلب التي تسيطر عليها “هيئة تحرير الشام”.
واعتبر من ناحيته وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن التهديد الارهابي في منطقة إدلب لا يزال مستمرًا، وأن “الوحدات الإرهابية” هناك تهاجم قوات الجيش السوري والقوات الروسية.
وأكد لافروف خلال لقاء جمعه بنظيره المصري، سامح شكري الاثنين في موسكو، ضرورة إنجاز الاتفاقات بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بغرض عزل الإرهابيين مشيرًا بالدرجة الأولى إلى “هيئة تحرير الشام”.
وشدد الوزير الروسي على أن الهدف النهائي هو القضاء على “هذه المجموعة الإرهابية”، وأن بلاده ملتزمة بهذا النهج، معتبرًا الإسراع في تنفيذه أفضل.
وتعتبر كلا من دمشق وموسكو ان تركيا لم تف بالتزاماتها حيال اتفاق سوتشي الموقع بين الرئيسيين بوتين واردوغان في مارس اذار العام الماضي، ولم تتمكن من حمل الجماعات المسلحة على فتح طريق الطريق الدولي (حلب-دمشق/ M4)، او تامين حماية للدوريات المشتركة الروسية التركية على الطريق الدولي في مناطق معروفة بانها تخضع للنفوذ التركي.
وفي السياق اعلن نائب مدير مركز حميميم الروسي ، اللواء فاديم كوليت، في بيان بان الساعات الـ24 الماضية سجلت 17 عملية إطلاق نار من مواقع تنظيم جبهة النصرة الإرهابي في منطقة إدلب لخفض التصعيد، وتم رصد 6 هجمات في محافظة إدلب، و5 في محافظة اللاذقية و3 في محافظة حلب، و3 في محافظة حماة”.
وأضاف كوليت أن هجوما من أسلحة نارية من قبل “جبهة النصرة” على مواقع الجيش السوري في منطقة بلدت رويحة في محافظة حلب أسفر عن إصابة عسكريين سوريين.
وبالتوازي استأنفت الطائرات الحربية الروسية غاراتها على ريفي إدلب واللاذقية شـمال غرب سورية في مناطق وقف النار، وكانت تقارير محلية قد تحدثت الأسبوع الماضي عن ان عناصر هئية تحرير الشام وبمساعدة عدد من الخبراء الأجانب من الجنسيتين الفرنسية والبلجيكية وآخر من الجنسية المغربية أدخلوا تعديلات دقيقة على صواريخ محلية الصنع في أحد المقرات التابعة لهم في محيط إدلب وزودوا خلالها تلك الصواريخ برؤوس محملة بغازي الكلور والسارين”.
وكشفت تلك التقارير عن أن “عملية التعديل استغرقت قرابة الأسبوعين ليتم قبل أيام قليلة نقل هذه الصواريخ والبالغ عددها 8 عبر سيارتي إسعاف تابعتين لتنظيم ما يسمى بالخوذ البيضاء باتجاه مناطق جبل الزاوية وجسر الشغور جنوب وجنوب غرب إدلب وإلى منطقة سهل الغاب بريف حماة.
الصواريخ توجهت أولا نحو منطقة جسر الشغور وتحديدا إلى بلدة بداما ليتم تسليمها هناك إلى أحد القياديين في تنظيم “الحزب الإسلامي التركستاني” والذي تولى بدوره ترحيل اثنين منها باتجاه إحدى القرى التي يسيطر عليها هيئة تحرير الشام في سهل الغاب فيما نقلت سيارة الإسعاف الثانية 4 صواريخ باتجاه بلدة إحسم في جبل الزاوية لتتسلمها هناك مجموعة تتبع للهيئة . وبناء على التطورات الميدانية وما يرافقها من تصريحات سياسية للأطراف يبدو ان جبهة ادلب ستعود الى واجهة الاحداث في الأيام المقبلة.