استخبارات وكهرباء ونقل وأشياء أخرى.. وفد سوري رفيع المُستوى في الأردن يبحث شراكات استراتيجية بـ”غطاءٍ تركيّ”…
يُمكن مُلاحظة أن الوفد الأردني رفيع المستوى الذي زار أنقرة أمس الأول وعلى رأسه وزير الخارجية ومعه رئيس الأركان ومدير المخابرات العامة هو ذاته الذي استقبل في عمان صباح الثلاثاء ولأول مرة وفدًا سوريًّا رفيع المستوى أيضا يمثل الإدارة الجديدة ويضم وزير الخارجية السوري الجديد أسعد الشيباني ووزير الدفاع اللواء مرهف أبو قصرة إضافة إلى وزير الطاقة السوري الجديد ووزير الكهرباء ومسؤول الاستخبارات.
حضر لقاء صباح الثلاثاء في مقر الخارجية الأردنية إضافة إلى الجنرالان يوسف الحنيطي وأحمد حسني وزير الطاقة الأردني أيضا صالح الخرابشة.
في ذات الوقت أعلنت الخطوط الملكية الأردنية عن تسيير أول رحلة تجريبية لها منذ سنوات إلى مطار دمشق وعلى رأس وفد فني وتقني متخصص بالطيران رئيس هيئة الطيران المدني الأردني الكابتن هيثم مستو.
رحلة الملكية التجريبية ضمّت وفدا فنيا وتقنيا لتقييم أهلية نواقص مطار دمشق الدولي والمباحثات التي أجراها الوفد السوري شملت ممثلين لقطاع النقل والكهرباء فيما تحدّث الخبر الرسمي الأردني عن مناقشات حيوية جرت لتفعيل التبادل على صعيد الطاقة والبنية التحتية وقطاع النقل.
يعني ذلك أن الرافعة الدبلوماسية عبر الوزيرين الشيباني والصفدي بدأت توفر المظلة لعملية تطبيع أردنية لا بل شراكة استراتيجية أكثر عمقا مع القطاعات السورية الجديدة في مجالات محددة أهمها النقل والمطارات وقطاع الطاقة والكهرباء.
وهو التطور الذي يُظهر خطوة كبيرة من جهة الاردن تترك كل مساحات التحفّظ وتتّجه نحو انفتاح كبير جدا على الإدارة السورية الجديدة.
حضور وزير الطاقة الأردني ونظيره السوري المعني بملف النفط والكهرباء قد يكون الخطوة الأولى لتدشين مشروع ضخم جديد بعنوان ضخ الكهرباء الأردنية إلى سورية وهي عملية ذات مردود اقتصادي كبير على الأرجح بسبب وجود فائض من إنتاج الكهرباء في الأردن.
والأرجح هنا أن وجود رئيس الأركان والمنظومة الأمنية الأردنية في المباحثات خطوة تطبيع كبيرة بمعنى أن المؤسسات السيادية في الأردن ستوفر المظلة الأمنية لمشاريع الطاقم والتأهيل الجديدة حيث خطوات كبيرة يقطعها الأردن في هذا السياق الآن وبعد تنفيذ تفاهمات أساسية واستراتيجية مع الراعي التركي للتحولات التي تجري في الداخل السوري.
ولعلّ وجود وزير الدفاع السوري الجديد ضمن الوفد الذي زار عمان يشكل علامة فارقة أيضا توحي بإمكانية ترتيب تفاهمات امنية الطابع وهو ما كانت تحتاجه عموما السلطات الأردنية لحسم ملف النوايا المُسبقة ولتقليص مساحة التردّد والشّكوك.
المُتوقّع خلال أيام قليلة أن تُبادر السلطات الأردنية إلى تفعيل وتنشيط سلسلة بروتوكولات فعّالة مع الجانب السوري من بينها تسيير رحلات جوية وفتح الحدود امام حركة الترانزيت وبدء عملية صيانة خطوط استقبال الكهرباء ابتداءً من درعا حتى دمشق وهي خطوات وبروتوكولات تعني بوضوح أن الأردن بدأ يُغادر موقعه المُتشكّك سياسيا وأمنيا ويتعامل بكثافة مع الوقائع الجديدة في المشهد السوري.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية