استفزازات في غاية الخُطورة.. المُواجهة تتجدّد بين “الوصاية” وطاقم اليمين الإسرائيلي…
جاء في أنباء عمّان ظهر الإثنين أن وزير الخارجية أيمن الصفدي تهاتف مع وزراء خارجية 7 دول ومع الأمين العام للجامعة العربية في محاولة لجمع صوت عربي ودولي يواجه التطورات الهامة التي تحصل ضد “الوصاية الهاشمية” في القدس والمسجد الأقصى.
ووجد الأردن عمليا نفسه مجددا في مواجهة “استفزازات” وصفها مصدر في الخارجية الأردنية لرأي اليوم بأنها في “غاية الخُطورة”، الأمر الذي يستوجب خوض المواجهة مع حكومة اليمين مجددا.
ويبدو أن المؤسسات الاردنية قدّمت شُروحات تفصيلية في تصورها لانهيار القانون إذا ما أصرّ الإسرائيليون على استفزازاتهم.
وهو أمرٌ نتج عنه حالة استنكار دولية وعربية “لفظية” حتى الآن لسلوك الوزير بن غفير الذي تكرّر أمس الأول بالرغم من تحذيرات الخارجية الأردنية بل زاد عليه تخصيص ميزانية مالية للحفر تحت قبّة الصخرة خلافا لوجود وزراء آخرون يحاولون حسم ملف القدس، الأمر الذي يصنفه حتى الدبلوماسيون الغربيون بأنه عملية حفر تحت الأقدام الأردنية في القدس.
واندفعت عمان لإضفاء طابع درامي على السيناريوهات في الأيام المقبلة خصوصا وأن حكومة الاحتلال قرّرت عقد اجتماعها تحت المسجد الأقصى.
السفير الإسرائيلي قد يُستدعى مجددا لكن الأهم ووفقا لمصادر وزارية مطّلعة جدا و مشتبكة مع التفاصيل أن الحكومة الأردنية تستعد للتصعيد أيضا ولكن في السياق الدبلوماسي إذا ما أخفق بنيامين نتنياهو في كبح جماح بن غفير وأمثاله.
بمعنى إذا ما منع أو سمح بزيارات أخرى مماثلة يهدد بن غفير نفسه فيها بين الحين والآخر بل ويعتبرها حقوق طبيعية علما بأن نتنياهو نفسه قدّم ضمانات كاذبة للأردن في السياق بالماضي.
لكن الجانب الأردني لم يقبلها واعتبر أن الحديث عن زيارة بالمعنى السياسي والقانوني أيضا لوزير في الحكومة يختلف عن الحديث في الوزن السياسي عن زيارة مماثلة واستفزازية يمكن أن يقوم بها اي شخص عادي أو عضوا في الكنيست فهذه الزيارة لوزير في حكومة عاملة ولديها صلاحيات وهي الثانية عمليا في غضون شهرين.
في عُرف المطبخ الدبلوماسي والسياسي الأردني الأهم أن عزل إسرائيل بمنطق أمريكي ودولي يوافق على أنها لا تملك الحق بالعبث في الواقع التاريخي او ما يسمى بالأمر الواقعي في القدس تحديدا خطوة تعزز الخناق الذي يحاصر رئيس الوزراء المكلف إسرائيليا بنيامين نتنياهو فهو يدور في تكتيكاته الافتراضية بين محورين الآن الأول إرضاء المتدينين المتشددين الذين يشكلون ائتلاف حكومته حيث سلسلة من القضايا وفق التفاصيل التي يُتابعها الأردنيون والاشكالات والتجاذبات داخل المعسكر الاسرائيلي نفسه.
واشتباك كبير في الطريق على تشريعات يُريدها نتنياهو وتضرب مراكز قوى أساسية في معادلة المؤسسات والمجتمع الإسرائيليّين.
لكن من زاوية أخرى يريد الأردن ضمانات بأن لا تكون الخطوات الأخيرة مجرد مقدمة لتكريس خطة التقاسم الزماني المكاني.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية