بين قوسين

اصحاب .. ولا !!!!!!

اصحاب .. ولا !!!!!! لفتني كمية التعليقات والبوستات التي قرأتها على مواقع التواصل الاجتماعي حول الفيلم .. منها معجب ومنها ناقد ومنها شاتم .

فيلم خلافي .. أمر مثير للاهتمام .. بحثت عنه على الانترنت وحضرته …

فيلم احترافي بكل ما تحمل الكلمة من معنى: التمثيل .. التصوير .. الاخراج.. عمل ملفت فعلا ً فكمية الاتقان والابداع الموجودة في هذا الفيلم عالية بشكل واضح.

شدتني القصة .. واستمتعت بالتشويق وفاجأتني الصراحة .. ( مأخوذ من فيلم ايطالي .. كما هو .. لا يحاكي المجتمع العربي .. وبعيد عن القيم الدينية والاخلاقية التي ينادي بها .. فيلم فسق ودعوة الى تقبل الخيانة والشذوذ )…

كثير من الانتقادات والتقييمات والعناوين الطنانة ..

دعوات الى المقاطعة.. المحاربة .. المحاكمة ..

رفض .. استهجان .. انكار .. تنمر واساءات شخصية للممثلين …

فيلم يجمع كل المتناقضات في ساعة ونص من الحوار والاداء و ردود الفعل …

مشوق الى حد كبير .. ومحطم الى حد ما ..

واقعي الى أقصى درجات الواقعية … يلامس المحرمات .. ويتكلم بالمحظور .. ويعود بثقة لواقع الحال …

فالشذوذ واقع … والخيانة واقع … والتحرر الجنسي  واقع …

أسئلة كبيرة .. تساؤلات خطيرة …

هل هذا انفلات أخلاقي بدأت المجتمعات العربية تعترف به .. أم حريات شخصية عليها تقبلها والاعتراف بها..

الجنس في مرحلة المراهقة وما قبل الزواج ..الشذوذ …الخيانات الزوجية … المداعبات والاثارة الافتراضية ..الموبايل وتأثيره في حياتنا ..  الحاجات العاطفية .. المشاكل النفسية .. الاهمال ..عدم الاخلاص .. التبرير … الجنس .. المبادئ والضوابط الأخلاقية الدينية والاجتماعية..

والكثير الكثير من التساؤلات التي نحتاج الى أن نجد لها حلًا بدل التهجم والاساءة لفيلم وممثليه عرض بكل بساطة مشاكل المجتمعات كافة ونشرها للعلن  .. فالفرق بيننا وبين المجتمعات الغربية هو فرق بسيط جدا ..

عندهم  يعتبرونه حريات شخصية

وعندنا نعتبره فلتان أخلاقي .. واطلاق أحكام واتهامات واساءات..

الفرق فقط في المصطلحات .. واطلاق الأحكام والاساءات ..

هم يتكلمون بكل صراحة ووضوح حول كل القضايا التي تمس قيم واخلاقيات المجتمع .. يعرضون مشاكلهم وتخوفاتهم للعلن .. يلفتون النظر لتغييرات الحياة والمبادئ والأخلاق ..و يبحثون عن حلول ..

ونحن ندفن رؤوسنا في التراب ونقول اننا شعب الله المنقى والمنزه عن كل عيب ..

كلما يحدث لهم وكل ما نعتبره انحطاط أخلاقي في الغرب .. تعيشه المجتمعات العربية في الشرق مع فرق بسيط جدا ..

هم واضحون .. صريحون ..

ونحن ننكر وندعي ونتظاهر ..

فالى متى ستبقى مجتمعاتنا تطمر رأسها كالنعامة .. وتدعي التفوق الاخلاقي .. وترفض الواقع .. وتنكره .. وتهين كل من يحاول أن يدل عليه .. ويشير اليه .؟؟

ترفضون الواقع .. أوجدوا حلولا .. بدل الانكار والشتم والمقاطعة لتكون حياتنا وعلاقاتنا فعلا .. أصحاب ولا أعز .

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى