الأجهزة الإلكترونية تسهل الحياة.. لكن بمقابل!
باتت الأجهزة الإلكترونية من ضروريات الحياة اليومية، التي لا يمكن الاستغناء عنها في الحاجات الشخصية أو الاتصال بالعالم، وغيرها الكثير من الأمور المتعلقة بالحياة، منذ استيقاظ الشخص من نومه على منبه الجوال أو الساعة، قبل أن يطفئ جهاز التكييف، إلى التحقق من هاتفه الذكي مروراً بركوب السيارة وسماع المذياع، وصولاً إلى مكان العمل ودخول مواقف السيارات بالبطاقة الممغنطة، وتسجيل الحضور بواسطة جهاز البصمة، وركوب المصعد، والجلوس أمام الحاسب الآلي لإنجاز العمل.
وأسهم ظهور الأجهزة الإلكترونية في تسهيل حياة الناس من خلال أجهزة الهاتف المحمول وأجهزة الحواسيب الشخصية، واختصرت الكثير من الجهد والوقت، إذ بالإمكان تحقيق التواصل بين الجميع بأقل جهد، وتوفير العناء للحصول على خدمة الاتصال والتواصل مع الآخرين مما كان عليه في الماضي، الذي كان من الصعب التواصل مع الآخرين في غير المجتمع المحيط به، إذ لم تكن هناك الهواتف والحواسيب وشبكات التواصل الاجتماعي مثل الموجودة الآن، إذ اكتسحت الأجهزة الذكية العالم، بالتقنية العالية التي تتحلى بها وفي وقت قصير، والتي تخطت أجهزة الهواتف القديمة في عملية وتنوع الاتصال، من مكالمة صوتية في مكان ثابت، إلى مكالمات مرئية حية ورسائل الصور، وكثير من الاستخدامات الشخصية، من التسلية والفائدة العلمية.
أصبحت الأجهزة الإلكترونية جزءاً لا يتجزأ من حياة البشر في الوقت الحالي، والاعتماد عليها، مثل اتجاه كثير من المطارات في العالم إلى الخدمة الذاتية عوضاً عن البشرية، مثل إصدار بطاقة صعود الطائرة أو التأكد من صلاحية الجواز والبصمة، واتجاه الحكومات إلى الخدمة الإلكترونية عبر مواقعها في الشبكة العنكبوتية، كتجديد رخصة المركبة أو تجديد جواز السفر، وعلى الصعيد الشخصي أصبح الكثير من الأفراد لا يخرجون من مكانهم حتى يتأكدوا من ازدحام الطريق، وأي الشوارع أسلك وأقرب للوصول، وكتابة الملاحظات في الهاتف الذكي، لتذكيرهم بهذه الملاحظة.
وظهرت الأجهزة الإلكترونية خصوصاً في المجالات الطبية لتقديم العون للكادر الطبي، وعوناً للطبيب للوصول إلى التشخيص الأمثل في ظل وجود الأجهزة الإلكترونية الضرورية في كل عيادة طبية، وما أظهرته التقنية الحديثة في المجال الطبي من مساعدة للمريض والطبيب التي تختصره في ثوان معدودة.
كذلك، أصبحت التقنية جزءاً رئيساً في العمليات الجراحية، كمساندة تكنولوجية للوجود البشري في غرفة الجراحات، وقدمت الأجهزة الإلكترونية المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة، كالأجهزة المصممة للصم والمكفوفين والعاجزين، التي تجعل المهمات اليومية أكثر سهولة، وتوفير التطبيقات من خلالها لخدمتهم مثل القراءة والتذكير بالمواعيد وغيره.
كما ظهر الهاتف الذكي، الذي اختصر عليهم الشيء الكثير، والساعة الإلكترونية، التي تساعدهم في قراءة الرسائل الإلكترونية والتغريدات والرسائل النصية، وظهر الكرسي الإلكتروني، ليتحرك به من دون مساعدة، وغيره العديد من الأجهزة التي سهلت لذوي الاجتياجات الخاصة وغيرهم مزاولة حياتهم.
وأضحت الشركات تبذل جهودها وتنافسها لتقديم الخدمات من دون تكبد أي عناء للمستهلك، فبمجرد ضغطة زر يصلك ما تحتاجه، وبرزت تطبيقات وبرامج الهاتف الذكي في تقديم الأطعمة وتوصيلها، والدفع من خلال التطبيق نفسه، إذ توفر هذه التطبيقات أعداداً كبيرة من المطاعم وسائقي التوصيل للمنازل.
ولم تكتف الشركات بهذا المجال، بل تنوعت في خدمات السفر والسياحة، وتقويم الأماكن السياحية والتراثية، وجمع آراء الناس عن المطاعم، وتوجهت المصارف لتقديم خدماتها للشريك، والمواقع الإخبارية، وذهبت الكثير من الشركات لتسريح الكوادر البشرية والاعتماد على الأجهزة الإلكترونية، لتحل محل البشر، بسبب سرعة الإنجاز، والكلفة الأقل، فيتساءل البعض هل ستحل هذه الأجهزة مستقبلاً مكان البشر، أم أنها ستكون مُساعدة جزئياً؟
صحيفة الحياة اللندنية