الأخضر يليق بك !!!
كم السعادة والأمل التي تتراكم على صفحات التواصل الاجتماعي حين ترى كلمة (( تونس )) والنجاح الساحق للفكر التحرري بالمساواة والعدالة والانفتاح الحقيقي ، والتي برأيي تضاهي بل وتتفوق على الانفتاح الغربي من حيث المساواة التامة بكل شيء بين الجنسين .. وفصل الدين عن الدولة .. ومنح الحريات والاحترام الغير مشروط للمواطنة .. تجعلني اشعر بالغيرة والحسد …!!
فبالرغم من محاربة المتطرفين والمتعصبين ومدعيي الأحقية والأفضلية الدينية والأخلاقية والسفسطائية لكل فكر متحرر منفتح ..وتكفيرهم لحامليه واستباحة دمائهم ، وحقدهم الأعمى عليهم وتجييشهم الاعلامي السوداوي الدموي، فان تونس اليوم وبإعلانها فصل الدين عن الدولة ، واعتماد المواطنة والمساواة دينها الجديد .. خرجت من عباءة الوهم العروبي والديني ، لتعلن وبالصوت العالي انها تسعى لتتبوء مرتبة الشرف في تحصيل الحقوق والمواطنة والمساواة ..
دولة باتت حلما لكل من يحلم بوطن حر يحترم حقوق الانسان وحريته وخياراته ..
فعندما تحصل المرأة ( والتي هي في كل المجتمعات تشكل اكثر من نصفه ) على حقوقها كاملة ، وتعامل كشريك كامل ومساو للرجل في كل شيء من الولادة حتى الميراث .. حتى ان يكنى ابنها باسمها ان شاءت .. فهذا اعلان واضح وصريح ان البلد تنفض عنها قذارات التمييز والعنصرية .. وتنهض بحلة عصرية جديدة .. تفتح الأبواب على مصراعيها لكل مواطن تونسي ليتفرغ للابداع والابتكار والانجاز ..
فعندما يشعر الانسان بالحرية والعدالة والمساواة.. يتحرر من الخوف والقلق .. يتحرر من العادات والتقاليد البالية .. يحطم قوقعته التي بناها حوله المجتمع المتزمت بالأحكام المسبقة والتهم المعلبة ووصمات العار .. يحطم القيود .. ويحلق .. انه يبدع ..!!!
فتونس اليوم تعلن بداية مرحلة جديدة من الانفتاح والتحرر والابداع .. مستقبل اخضر يليق بها وبشعبها الراقي ، والذي اثمر كفاحه ونضاله السلمي الى تحصيل الحقوق التي طالما يحلم بها كل إنسان يتوق الى المواطنة والعدالة والحريّة ..
تونس كل ألوان السعادة والنجاح .. تليق بك !!!