الأزمة السورية: صبر روسيا بدأ ينفد

تناولت صحيفة “ترود” الوضع في سوريا بعد اتفاق وقف اطلاق النار، مشيرة إلى أن صبر روسيا بدأ ينفد بسبب خرق الهدنة والعمليات التي تقوم بها المجموعات المسلحة.

جاء في مقال الصحيفة:

قبل أسبوع استاءت الخارجية الأمريكية من نجاح القوات السورية في الاستيلاء على بعض أحياء مدينة حلب. واليوم عبرت هيئة الأركان الروسية العامة عن استيائها من استعادة المسلحين المتطرفين قواهم من جديد.

أعلن رئيس هيئة الأركان العامة، الجنرال فاليري غيراسيموف، أن روسيا تنفذ جميع التزاماتها بشان اتفاق الهدنة في سوريا. ولكن صبر موسكو بدأ ينفد. وقال “بدأ صبرنا بالنفاد بالنسبة للمسألة السورية، وليس صبر الولايات المتحدة. نحن ننفذ جميع التزاماتنا في ضمان وقف اطلاق النار والمصالحة الوطنية في سوريا”.

وذكر غيراسيموف أن العسكريين الروس على مدى ثلاثة أشهر كانوا يبلغون زملائهم الأمريكيين باحداثيات مواقع المنظمتين الارهابيتين “داعش” و”جبهة النصرة”، ولكن البنتاغون لم يستخدمها أبدا في توجيه ضربات جوية اليهما. وقال:”إلى هذا اليوم لم يحدد الشركاء الأمريكيون أين المعارضة وأين الارهابيين”.

وبدلا من مكافحة الارهابيين الحقيقيين يبحث الجانب الأمريكي دائما عن حجج لانتقاد روسيا والحكومة السورية. ونتيجة لذلك تمكن الإسلاميون من استعادة قوتهم وتنظيم صفوفهم، بعد الخسائر التي تكبدوها.

ويشير الجنرال الروسي إلى أن الوضع في سوريا يتفاقم، “ولكن هذا لن يستمر إلى ما لانهاية”.

وكان وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري قد اطلق يوم 15 يونيو/حزيران الجاري تصريحات حادة بشأن الوضع في سوريا، اتهم فيها القوات الموالية للحكومة السورية في استغلال اتفاق وقف اطلاق النار في توسيع المناطق التي تسيطر عليها في مدينة حلب، حيث قال “يجب على روسيا أن تفهم بأن لصبرنا حدودا. وعمليا فانه محدود للغاية، فهل سيخضع الأسد للمسائلة أم لا ؟” .

بعد مضي يوم على هذه التصريحات، حرر 50 موظفا في الخارجية الأمريكية رسالة إلى البيت الأبيض يطالبون فيها المباشرة في تنفيذ عمليات عسكرية ضد السلطات السورية، وجاء في الرسالة التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز “لقد حان الوقت لتقوم الولايات المتحدة، استنادا إلى مصالحها الاستراتيجية وقناعاتها الأخلاقية، ببذل قصارى جهدها لوضع نهاية لهذه الأزمة”.

وحسب اعتقاد كيري وموظفي وزارته، جميع مشاكل سوريا سببها الرئيس بشار الأسد.

لقد أجبرت حدة تصريحات كيري البيت الأبيض إلى اعطاء توضيح بشأنها، من خلال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي الذي أعلن في اليوم التالي بأن كيري لم يهدد موسكو، “هذه لم تكن تهديدات فارغة. بل لم تكن تهديدات مطلقا، كل ما هناك أراد وزير الخارجية التعبير عن استيائه لعدم استخدام الروس لنفوذهم في تحقيق ما هو مطلوب”.

وصرح مصدر في البيت الأبيض للصحفيين لقد انزعج اوباما من الطلبات الكثيرة التي قدمها كيري له بضرورة القيام بعمليات عسكرية في سوريا، ما اضطر في السنة الماضية إلى اصدار أوامر لجميع العاملين في ادارته بمنع تقديم أي طلب ومقترح يتضمن القيام بعمليات عسكرية باستثناء، وزير الدفاع.

روسيااليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى