الأزمة الناشئة بين لبنان وسوريا على حافة نزاع مسلح

الرئيس اللبناني يوعز للجيش بالرد على مصادر النيران من سوريا في رسالة مزدوجة لحزب الله مفادها أن لا مجال لتجاوز سلطة الدولة ولادارة الشرع مفادها أن لبنان لن يسمح بتهديد أمنه وحدوده.
أوعز الرئيس اللبناني جوزيف عون اليوم الاثنين إلى الجيش بالرد على مصادر النيران من الجانب السوري، بعدما أدى إطلاق نار عبر الحدود إلى مقتل طفل وإصابة ستة آخرين بجروح، في تطور جاء بعد مقتل 3 جنود سوريين من قوات الادراة الجديدة التي اتهمت حزب الله بخطفهم وتصفيتهم وتوعدت برد مناسب، بينما تشير هذه التطورات إلى انتقال الأزمة الناشئة بين البلدين إلى مرحلة جديدة من التصعيد قد تتفاقم في قادم الأيام ما لم يتم احتواء تلك التوترات.
وتأتي أوامر عون تأكيدا لسلطته وصلاحياته من جهة ورسالة كذلك لحزب الله الذي تجاهل سلطة الدولة ولايزال يتصرف بطريقة تضر بمصالح لبنان وتهدد بجره لنزاع هو في غنى عنه خاصة مع دولة جارة تتلمس طريقها للاستقرار بعد أكثر من عقد من الحرب الأهلية.
وتحرص بيروت على النأي بنفسها عن التورط في أي نزاعات اقليمية بالنظر لوضعها الهش أمنيا واقتصاديا وسياسيا وفي الوقت الذي تسعى فيه السلطة الجديدة لاخراج البلد من أسوأ أزمة كان لحزب الله ذاته دور فيها.
وتشهد الحدود الشرقية بين لبنان وسوريا توترا بدأ ليل الأحد، وفق ما قال مصدر أمني لبناني لفرانس برس، إثر دخول “ثلاثة عناصر من الأمن العام السوري إلى الأراضي اللبنانية في بلدة القصر، حيث تعرضوا لإطلاق نار من أفراد عشيرة تنشط في مجال التهريب”، ما أسفر عن مقتلهم.
وأفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية عن تجدّد الاشتباكات مساء اليوم الاثنين على الحدود في منطقة الهرمل في شرق لبنان، بعد “تعرض بلدة حوش السيد علي لقصف من الجانب السوري”.
واتهمت وزارة الدفاع السورية الأحد حزب الله “بخطف ثلاثة من عناصر الجيش العربي السوري على الحدود اللبنانية قبل أن تقتادهم للأراضي اللبنانية وتقوم بتصفيتهم”، الأمر الذي نفاه الحزب بشكل قاطع.
وفي منشور على منصة “اكس” اعتبر عون أن “ما يحصل على الحدود الشرقية والشمالية الشرقية لا يمكن أن يستمر، ولن نقبل باستمراره”، مضيفا “أعطيتُ توجيهاتي للجيش اللبناني بالردّ على مصادر النيران”.
وكان الجيش اللبناني أعلن أنه نفّذ “تدابير أمنية استثنائية وأجرى اتصالات مكثفة” منذ ليل الأحد سلّم نتيجتها الجثامين الثلاثة للجانب السوري.
وأفاد عن تعرض قرى وبلدات لبنانية في المنطقة الحدودية لقصف من جهة الأراضي السورية، ردّت عليه الوحدات العسكرية بالأسلحة المناسبة، وعمدت إلى تعزيز انتشارها وضبط الوضع الأمني.
وأفاد أيضا عن اتصالات مستمرة بين “قيادة الجيش والسلطات السورية لضبط الأمن والحفاظ على الاستقرار في المنطقة الحدودية”.
وفي ختام جلسة للحكومة، أعلن وزير الإعلام بول مرقص مقتل طفل وإصابة ستة أشخاص بجروح، مشيرا إلى حركة نزوح للمدنيين العزل من المنطقة التي طالتها النيران.
وأوعزت الحكومة، وفق مرقص، إلى الوزراء المعنيين “برفع مستوى التنسيق مع السلطات السورية المختصة لمعالجة هذه الأمور وأُعطيت التعليمات اللازمة للتشدد في ضبط الحدود”.
وشكلت الحكومة لجنة وزارية برئاسة رئيس الوزراء نواف سلام وعضوية وزراء الداخلية والدفاع والمالية والعدل والأشغال لاقتراح التدابير اللازمة لضبط ومراقبة الحدود ومكافحة التهريب.
وأعلنت من جهتها المديرية العامة للإعلام في محافظة حمص المجاورة للحدود مع لبنان عن إصابة مصور وصحافي على الحدود السورية اللبنانية، متهمة حزب الله بـ”استهدافهما بصاروخ موجه”.
وتضم الحدود بين لبنان وسوريا معابر غير شرعية، غالبا ما تستخدم لتهريب الأفراد والسلع والسلاح.
وأطلقت السلطات السورية الشهر الماضي حملة أمنية في محافظة حمص الحدودية، لإغلاق الطرق المستخدمة في تهريب الأسلحة والبضائع، متهمة حزب الله، الذي شكل أبرز داعمي الرئيس المخلوع بشار الأسد، بشن هجمات، وكذلك برعاية عصابات تهريب عبر الحدود.
ومن بروكسل، أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أن السوريين “لن يتسامحوا مع أي محاولة للمساس بالسيادة السورية”، متهما جهات خارجة عن القانون بينها بعض الميليشيات المتمركزة على الحدود مع دول الجوار من دون ان يسميها، بتشكيل “تهديد مستمر” لأمن بلاده واستقرارها.
ميدل إيست أونلاين