الأسد في إدلب : أيها السوري معركتك الحاسمة لم تنته !
خاص بوابة الشرق الأوسط الجديدة
ثلاثة موضوعات يمكن الحديث عنها على هامش زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى المواقع الساخنة على جبهة إدلب التي تعد من أخطر الجبهات الحاسمة في الصراع حول سورية الذي سيدخل عاما جديدا بعد مرور ثمانية سنوات عليه وقد تخضبت جنبات الوطن السوري بنزيف دموي كبير :
الموضوع الأول :
اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد أسبوع ساخن في الشمال السوري حيث تجري وقائع تداخلت فيها كل قوى الحرب السورية، وكادت تتغير الموازين ، وتغيرت في جانب مهم منها هو دخول القوات السورية إلى مناطق جديدة في حوض الفرات، وقد عرضت الفضائية السورية لقطات دخول الجيش السوري إليها ، وفيها بقايا تواجد أميركي.
وجاءت تصريحات الرئيس السوري من تخوم إدلب خلال اجتماع بوتين أردوغان، وهي تحمل رسالة واضحة، مالبث الرئيس الأسد أن عبر عنها للرئيس بوتين عبر الاتصال الهاتفي، وتقول: نؤكد رفضنا التام لأي غزو للأراضي السورية تحت أي مسمى أو ذريعة.
الموضوع الثاني :
خلط الأوراق الغريب الذي يجري في العراق وفي لبنان من خلال تحركات تتعلق بالصراع الاجتماعي وتعكس أحوال الناس نتيجة التراجع الاقتصادي الكبير في اقتصاديات المنطقة، والحديث عن حراك شبيه قد يحصل في الأردن!
وهنا يبدو واضحاً، أن الخوف من استغلال خارجي لتطورات قد تنشأ عن هذا الحراك هو خوف ماثل عند القوى التي يتمثلها محور المقاومة، والتي تحرف المسار عن مواجهة المشروع الخارجي التي تقوده أميركا .
الموضوع الثالث :
يتعلق بموضوع اللاجئين السوريين ، وبروز تيارات تدعو إلى دفع حشودهم باتجاه بلدهم سورية ، وكان ثمة تهديدات سابقة خرجت بإمكانية فتح الحدود لدفعهم باتجاه أوروبا !
استقطبت هذه المستجدات التحليل السياسي السوري عبر وسائل الإعلام ، وكان طبيعيا أن تفرد مساحة كبيرة لتصاعد الصراع في الشمال والخطوات اللافتة مع دخول الجيش السوري إلى مناطق جديدة عند ضفاف الفرات ، وهذا الاستقطاب لم يبن تماما على الوجهة التي ذهب إليها الرئيس الأسد ، وهي طرق جرس الإنذار والتأهب تجاه إدلب!
مضت سنوات والحديث جار عن حسم هذه المعركة ، ورغم المعارك الجزئية التكتيكية التي حصلت، إلا أن هذه الجبهة لم تحسم، وظلت معركة إدلب بمثابة أم المعارك لا منازع !
أراد الرئيس الأسد تلقائيا أن يقول للسوريين عبارة واحدة فقط هي : أيها السوري، لم تنته المعركة بعد !
وفي هذه العبارة، يجزم الرئيس الأسد بأن صمود الداخل السوري لم ينته بعد، وعليه أن لا يتأثر باشتعال حملة إعلامية واسعة تصرف النظر عن حقيقة مايجري في سورية ، ومابقي من مهمات .
المسألة إستراتيجية بالنسبة للسياسة السورية : يجب أن تحسم مسألة السيادة السورية على الأرض والحدود السياسية لسورية، وأن لاتكون مسألة رهان وحوار، وإذا كان ثمة تردٍ في الأحوال الإقتصادية، فهو ثمن الحرب والصمود، لكن ذلك يتطلب تصعيدا في الحرب ضد الفساد ، وهذا التصعيد متوقع بشكل نوعي بين لحظة وأخرى .