كتب

الأسرار الخفية لتجارب سينمائية

صدر أخيراً عن دار نشر «كوديا» في بغداد كتاب بعنوان «أسئلة السينما الأبدية ـ محاورات الفكرة والمعنى»، في 416 صفحة من القطع المتوسط. من ترجمة وتقديم علي كامل.

 

والكتاب عبارة عن مجموعة من المقابلات الصحافية، أجراها الناقد وكاتب السيناريو والمخرج السينمائي الفرنسي لوران تيرار مع 20 مخرجاً عالمياً، ينتمون إلى أجيال مختلفة وتيارات فنية متمايزة.

يضم الكتاب 5 أقسام، تتوزع على 8 محاور، إضافة إلى مقدمتي المترجم والمؤلف وخاتمة مخصصة للمخرج الفرنسي جان لوك غودار، تحت عنوان «الحداثة والابتكار».

ميزة هذا الكتاب أنَّ خطابه موجَّه إلى القارئ المختصّ مثلما هو موجّه إلى القارئ العادي، فهو يتضمّن إطلالة من داخل مجرى العملية الإبداعية، التي يتمخّض عنها ولادة الفيلم السينمائي، كاشفاً أسرار ورؤى وأفكار وأساليب مخرجي هذه المهنة.

في مقدمته للكتاب، يقول المؤلف: «لقد استمتع قُرّاء مجلة (ستوديو) كثيراً بتلك المقابلات وكتبوا لي رسائل بذلك. وخلافاً لمخاوفي الأولية من كونها متخصصة جداً، فقد ظهر أنها كانت تخاطب جماهير سينما عاديين يتوقون إلى مزيد من المعلومات حول كيفية صنع الأفلام التي يشاهدونها. ليس هذا فحسب، إنما كانوا يقدّرون أيضاً بلاغة وإيجاز بنية وحجم تلك المقابلات».

ويضيف في مكان آخر قائلاً: «لقد استمتع المخرجون الذين تضمنهم الكتاب أيضاً، فقد أسعدهم مهامهم الترويجية لأفلامهم وتزجية بعض الوقت معي لمناقشة جوهر مهنتهم. فالبعض منهم علّق مازحاً أنني سرقت منهم كل أسرارهم الصغيرة، إلا أنَّ الجميع كانوا متناغمين ومنسجمين جداً مع مجريات الحديث، وكان لديهم فضول كبير للاطلاع على تلك اللقاءات، وهي منشورة».

يتضمن الكتاب خاتمة مخصّصة للمخرج الفرنسي جان لوك غودار، بعنوان «الحداثة والابتكار». أما المحاور التي يناقشها الكتاب فهي 8 محاور.

يناقش المحور الأول السؤال الأساسي للكتاب وهو؛ هل الإخراج السينمائي حرفة يمكن تدريسها أو تعليمها، فيما يتناول المحور الثاني مفهوم ونظرية الإخراج السينمائي. المحور الثالث يطرح سؤالاً جوهرياً له بشأن اللغة السينمائية والقواعد التي تتحكم في عملية الإخراج. وتجري في المحور الرابع مناقشة علاقة المخرج بالسيناريو ومؤلفه، ومفهوم مصطلح «المخرج ـ المؤلف».

المحوران الخامس والسادس يتناولان عمل المخرج مع الممثلين وطرق توجيههم، وطبيعة العلاقة التكافلية بينه وبين مدير التصوير والمصور السينمائي في موقع التصوير. ويبحث المحور السابع علاقة المخرج بالمتفرج. أما المحور الأخير فهو يتضمن نصائح وإرشادات للمخرجين الشباب.

كتب الناشر في الغلاف الأخير للكتاب: «في البدء، يُطرح السؤالُ الآتي؛ أيُّ أثرٍ جمالي فكري أسسّت له السينما منذُ أن زُرعت بذرتها في تربة الفنون إلى يومنا هذا؟ وماذا لو لم تكن هناك سينما، تُرى ما الشكلُ الذي ستكونُ عليه صورةُ الفكر، ربمّا تطالعُنا بنصف وجهٍ أو بذاكرةٍ مُنشطرة على تغليب نصفها البداهي المتمثّل بالنسيان، وتبدّى هذا النوع من احتماء الفكر بالكاميرا في كتاب (أسئلة السينما الأبدية). وقد سعى فيه الكاتب والمترجم والسينمائي العراقي (علي كامل) إلى ملامسة الأسرار الخفية لتجارب سينمائية ترسّخ حضورها بجدارة في عالم الفيلم، فمن خلال سياحةٍ مفتوحة الآفاق، بيّن المترجم أن «ذروة السينما الأصيلة تبدأ من شرارة الشغف الجارف في التشرّب بروحانية الوجود والإنسان، لا كما يراها بعضُ ضيقي الرؤية على أنها تحنيطٌ على مقاعدَ دراسيةٍ لم تثمر سوى تقانة موجهةٍ وأفكارٍ مقننّة. بيد أنَّ السينما بجوهرها الإنسانيّ ـ وكما يشير هذا الكتابُ المتنوع الرؤى والمتعدد الأصوات – هي انجذاب إلى سر الأشياء الكامن في مجهولها اللامرئي، وارتحال على تخوم العين الباطنية، التي من سماتها ازدراءُ النظرة المباشرة. وهذه هي السينما عينها التي انشغل بها (علي كامل)، فضلاً عمّا راكمه من خبرة فنية عالية جعلتهُ يُقدّمُ الشغف على الخبرة الأكاديمية التي تحصّل عليها من أهم معاهد السينما في العالم، وأعني معهد موسكو للفن السابع، الذي يُعدُّ أحد أهم معاقل عظماء (الفن السينمائي) في العالم، لكنَّ ذلك لم يمنعهُ من تجاوز القوالب الأكاديمية».

صحيفة الشرق الأوسط اللندنية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى