الأوضاع تشتعل في الجنوب.. قصف إسرائيل للبنان يقود لرد سريع من حزب الله
كافة الأنظار تتجه هذه الساعات نحو الجنوب اللبناني، بعد حلقة تصعيد جديدة كان بطلها الأول والرئيسي إسرائيل بقصف قبل أيام مواقع داخل الأراضي اللبنانية، الأمر الذي أثار الغضب وفتح إمكانية الدخول بحرب جديدة ساخنة لا يعلم أحد كيف ومتى يمكن الخروج منها.
رد حزب الله على القصف الإسرائيلي لم يتأخر طويلاً، فمنطقة الجنوب تشهد حالة من التوتر غير مسبوقة منذ سنوات طويلة، بعد قصفه بأكثر من 10 صواريخ مدن شمالي دولة الاحتلال، دون الإعلان من جانب إسرائيل عن سقوط ضحايا أو أضرار، لكن هذا التطور قد يكون شرارة أولى لتصعيد أكبر وأخطر قادم.
وأعلنت وسائل إعلام عبرية صباح يوم الجمعة، عن انطلاق صافرات الانذار في الجولان السوري المحتل، وقالت صحيفة “معاريف” العبرية، إنّ 10 صواريخ على الأقل استهدفت موقعا إسرائيليا في مزارع شبعا على الحدود اللبنانية.
ونوهت، أنّ ما تم هو حدث خطير للغاية ووقع للمرة الثانية خلال أسبوع، حيثُ اندلاع عدة حرائق جراء سقوط الصواريخ في الجولان.
في المقابل، ردت المدفعية الإسرائيلية بإطلاق القذائف في مناطق مفتوحة بسهل الخيام الحدودي، ما أوقع حرائق في المنطقة، ومن ثم عاودت إطلاق نيرانها باتجاه المناطق الحرجية في بلدات الهبارية وإبل السقي.
لكن التطور البارز حصل مع ساعات الفجر الأولى من يوم الخميس، مع إغارة الطيران الحربي الإسرائيلي على منطقة الدمشقية في الجنوب، ما اعتبره متابعون تطورا عسكريا استثنائيا، إذ نادرا ما استخدمت إسرائيل طلعاتها الجوية لقصف مناطق في لبنان بعد حرب تموز عام 2006.
وتبنى “حزب الله” اللبناني الهجوم الصاروخي الذي أسفر اليوم عن إطلاق صافرات الإنذار الإسرائيلية في الجولان والجليل الأعلى.
وذكر “حزب الله” في بيان له أن الهجوم استهدف بعشرات الصواريخ من عيار 122 ملم أراض مفتوحة في محيط المواقع الإسرائيلية في مزارع شبعا، مشيرا إلى أنه جاء ردا على الغارات الجوية الإسرائيلية على أراض مفتوحة في منطقتي الجرمق والشواكير ليلة الخميس الماضي.
هذه التطورات الساخنة قد تُشعل بأي لحظة فتيل حرب جديدة بين إسرائيل وحزب الله، وفق ما صرح به مراقبون لـ” رأي اليوم”، مؤكدين أن الأوضاع الميدانية لن تبقى على ما هو عليه، وستكون هناك أحداث عسكرية خطيرة قد تُساهم بشكل كبير في قلب المنطقة بأكملها.
وأوضحوا أن حزب الله لم ولن يترك قضية القصف الإسرائيلي مرور الكرام دون رد، وكان قصفه اليوم للمدن الإسرائيلية شمال دولة الاحتلال، ما هو إلا رسالة صغيرة على اعتداءات وعنجهية دولة الاحتلال، وفي حال استمر التصعيد الإسرائيلي فسيقابل برد أكثر عنفًا من قبل حزب الله، قد تصل لمرحلة الاستهداف المباشر للجنود الإسرائيليين والمواقع المنتشرة على طول الخط الجنوبي والتي هي أمام مرأى وأعين مقاتلي حزب الله.
وتوقعوا كذلك أن تلجأ إسرائيل للتهدئة في حال شعرت بان الأوضاع تفلت من يدها وتذهب نحو حرب جديدة، قد تكون ثقيلة جدًا على رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت، رغم كل التهديدات التي أطلقها قادة الجيش خلال الأسابيع الماضية بالجهوزية والاستعداد لشن حرب “طاحنة” مع حزب الله.
هذا التطور الخطير أجبر قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “اليونيفيل” للتحذير من خطورة المستجدات الأخيرة بين لبنان وإسرائيل وحثت جميع الأطراف على ضبط النفس لتفادي المزيد من التصعيد.
وذكرت القوة الأممية على حسابها في “تويتر”: “رصدت اليونيفيل إطلاق صواريخ من لبنان وقصفا مدفعيا مضادا من إسرائيل. هذا الوضع خطير جدا ونحث جميع الأطراف على وقف إطلاق النار”.
وأمام هذه التطورات الساخنة يبقى السؤال الأبرز، هل اقتربت الحرب بين حزب الله وإسرائيل؟، وكيف تؤثر نتائجها على المنطقة وملفاتها المعقدة؟