الإمارات و فلسفة هيكلة الحكومة الجديدة !!

 

تضمن إعلان الحكومة الجديدة لدولة الإمارات، إشارات إلى نهج في الحوكمة يعتمد مواكبة الأحداث و التناسق مع المستجدات لتأمين الحياة المريحة للمواطن وتلبية متطلباته بسرعة وجودة. لذلك فقد بنيت الحكومة الجديدة على فلسفة واضحة : إحترام الزمن، واعتماد الإنجاز والاستناد إلى التطوير المستمر، و سلوك المرونة. و بذلك فإن تجربة الحكومة الجديدة متميزة بإعتمادها على فلسفة بناء وأداء، وتحقق أهداف بزمن محدد. و هذا جديد في العالم العربي الذي أدمن تغير الوزراء، والحفاظ على البناء المتوارث والأداء المتقادم. وربما تكون هذا التجربة رائدة ينتفع منها العرب كلهم. ربما !!

من الواضح أن فلسفة الحكومة الجديدة استندت أساساً إلى الزمن والإنجاز في بناء هيكلتها الجديدة، و باختصار كان للزمن عند مطوري الحكومة معنى يتضمن تحديات الراهن، وإنجازات العصر، ومخاطر الخارج، ومتطلبات الحاضر. أي أنه معنى يأخذ بالحسبان مثلاً ما فرضه وباء كورونا من نمط حياة، و ما تتيحه التكنولوجيا من إمكانيات، و ما أنتجته تجربة العمل عن بعد. كما يتضمن ضرورة حماية حياة الناس من الأمراض و الأوبئة، وحماية البلاد من المخاطر الخارجية، وتأمين كل مستلزمات الحياة الكريمة المريحة للمواطن. وبذلك فإن تسهيل المعاملات والإجراءات هو جزء من الزمن. باختصار الزمن في فلسفة الحكومة الجديدة يعني أن توفر السلطات للمواطن كل سبل إستثمار وقته، بتسهيل معاملاته، وتأمين متطلباته ومساعدته على الإرتقاء والتطور. إنه الزمن المتضمن للعصر والتطور، والحريص على إعمار المواطن و الوطن. مفهوم الزمن بالعمل الحكومي ينتج حياة مثمرة للمواطن و الوطن …

كما أستندت فلسفة هيكلة الحكومة الجديدة على مفهوم الإنجاز، وكما أعلن فإن كل جهة من الحكومة الجديدة كلفت بأولويات ومهام لتنفذها و تنجزها. وهذه من المرات النادرة التي نسمع فيها عن حكومة عربية مكلفة بأولويات ومهام محددة. العادة العربية أن نترك الوزير في وزارته، لا نعرف ماذا يفعل و لا كيف….مفهوم التكليف بمهام و أولويات محددة يجعل طريق الإنجاز، لمفهوم التكليف، عملية عادلة وفاعلة، و يمكن قياسها وتقييمها ومحاسبتها ..

و كي يتضح ما نقوله, عن فلسفة الحكومة الجديدة, و إعتمادها الزمن و الإنجاز. لنسمع ما قاله الشيخ محمد بن راشد عنها ( إن هدفنا من التغييرات الهيكلية اليوم هو حكومة أسرع في إتخاذ القرار و أكثر مواكبة للمتغييرات , و أفضل في إقتناص الفرص, و في التعامل مع المرحلة الجديدة في تاريخنا, حكومة مرنة سريعة , هدفها تعزيز منجزات و مكتسبات الوطن )

إقتناص الفرص , بات من مهام الحكومة. و هل يعني هذا الإقتناص شيئاً غير إستباق الزمن واستثماره، و تحقيق الإنجاز المتقدم باستغلال الفرص المتاحة. و في النهاية فإن ما قاله الشيخ محمد حول أن ( أمام هذه الحكومة مدة سنة واحدة, لإنجاز الأولويات و الأهداف المكلفة بها) يدل على مدى قوة إعتماد هيكلة الحكومة الجديدة على فلسفة الزمن والإنجاز…

مجرد إعتماد بناء حكومة على فلسفة ما هو تقدم كبير. فكيف إذا كانت هذه الفلسفة تسابق الزمن، بالإنجاز…. و السؤال , هل ستنجح هذه الحكومة بأدائها , مثلما نجحت هيكلتها بإعتماد فلسفة منتجة؟؟    ننتظر لنتابع و نرى !!

باب الشرق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى