الابن.. المجهول… !!!
كانت عيناها مليئتين بالدمع .. فاليوم عيد الأم .. وهذا أول عيد سيمضي عليها دون أم .. تقدم لها هدية .. تحتضنها … تعانقها .. تشكرها على كل ما قدمته لها من حب وتضحية وعطاء .
كان عيد الأم في صغرها مناسبة هامة لتعبر لأمها عن مدى حبها وتعلقها بها وحاجتها إليها .. ومع مرور الوقت وتقدم العمر وازدياد السنوات والمسؤوليات .. تحول العيد إلى مجرد يوم لتتذكر أن تشكر أمها على ما اعتادته منها في زحمة الحياة وانشغالاتها الدائمة .. حيث تتحول التضحيات إلى واجب، والمحبة إلى عادة، وأي تقصير إلى ملامة ..وتصبح أمها حاجة عاطفية ليس إلا ..لتقدم لها الدعم والنصيحة في الشدائد .. وتساعدها في اتخاذ القرارات المصيرية .. وتساندها في حاجاتها الشخصية ومسؤولياتها العائلية .
إنه عيد الأم وهي لم تتوانى طوال السنوات الماضية عن شراء هدية غالية وإرفاقها ببطاقة تحمل بضع كلمات الشكر والحب وطلب الدعاء .. !!
ولكنها اليوم حزينة .. جريحة .. فهل تضع باقة زهر على قبر بارد يضم رفات أمها وكل ما يجمعها معها من ذكريات وحياة ومسيرة حب ..؟!!؟
أم تشعل شمعة صلاة على روحها الطاهرة وهي في غربتها القاسية .. ؟؟؟!!
لمن تقدم هديتها ؟؟ لتخفف وحدتها وحزنها ؟؟!!
بعد مزيج من الدموع والشوق والصلاة .. ذهبت إلى السوق .. وانتقت هدية جميلة تناسب أمها .. وانتقت بطاقة لطيفة وكتبت فيها رسالة جميلة بكلمات محبة كما كانت تفعل وهي طفلة .. ولكن هذه المرة دون أن توقعها باسمها …!!! وألصقت البطاقة على الهدية .. وحملتها واتجهت بها إلى دار المسنين .. وسألت عن أكثر الأمهات وحدة وإهمالاً … وطلبت أن يقدموا لها هذه الهدية .. ومضت في طريقها تسبقها دموع الشوق والرضى .. لتعود إلى بيتها .. فتجد أطفالها وهم مستعدون لتقديم هداياهم الموقعة بكلمات بريئة حلوة .. ذابت بهم وبها .. وهي تتخيل أنها تمنح السعادة بدورها لأم ستكون سعيدة بهدية من ابن .. مجهول .. لتشعر أن الأمومة والحب والعطاء لا حدود لها…!!!
(( كل عام وانت بخير يا أمي … ))