الاحتكار الأميركي يهدد عرش ‘السينمات القومية’
يرى الكاتب والمخرج المصري صبحي شفيق الذي قضى معظم حياته بين مصر وفرنسا أن أيادي ممدودة على الطرف الآخر من البحر المتوسط تريد التواصل بمجال السينما للحد من الاحتكار الأميركي لكن الاستجابة في الجنوب محدودة.
ويقول إن الاحتكار في صناعة السينما والذي تقوده الولايات المتحدة يشكل خطورة على “السينمات القومية” والتي تواجه على مستوى العالم تحديا أمام انتشار الفيلم الأميركي الذي يعرض في أغلب دول العالم على حساب الفيلم الوطني أحيانا.
ويربط ذلك بما يسميه “المجتمع الاستهلاكي” حيث توجد قاعات عرض متعددة في مبنى واحد بجوار بنايات أخرى تضم فروعا للبنوك ومقاهي ومحال تجارية ومن الطبيعي أن يرتاد الأثرياء هذه الأماكن التي تصبح جاذبة لطبقة أخرى وتؤدي إلى انكماش دور العرض الوطنية.
وقال في مقابلة الجمعة -على هامش مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول حوض البحر المتوسط الذي افتتح الأربعاء – إن أمام السينما العربية حلولا ولكن الاستجابة في كثير من الأحيان لا تشجع الطرف الأوروبي.
وضرب مثلا بتجربة يقول إنه كان طرفا فيها عام 1988 حين استجابت القناة الأولى الإيطالية تنفيذا لتوصية (اتحاد تلفزيون البحر المتوسط) لكن عندما طلب من مصر أفلاما للعرض لم يستجب أحد.
وقال إن اتحاد تلفزيون المتوسط يهدف إلى “انفتاح الشمال على الجنوب.. تحول (هذا الهدف) إلى بند في دستور الاتحاد الأوروبي”.
وشفيق له دراسات في السينما وأفلام تسجيلية منها (القاهرة كما أراها) 2007 ومسلسلان تلفزيونيان في الخيال العلمي هما (برج الهدهد) 1995 و(قمرة وأمورة) 1999 وفيلم سينمائي طويل هو (التلاقي) بطولة عمر خورشيد ومديحة كامل وأنتج عام 1972 وتأخر عرضه أربع سنوات بسبب “تعنت الرقابة”.
والدورة الحادية والثلاثون لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول حوض البحر المتوسط تتنافس فيها أفلام من 33 دولة على جوائز في ست مسابقات للأفلام الروائية الطويلة والقصيرة والتسجيلية.
وصدر لشفيق في المهرجان كتاب (الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما.. 42 عاما) ويعيد فيه الاعتبار إلى كمال الملاخ مؤسس الجمعية التي تنظم مهرجان الإسكندرية.
وقال شفيق إن الصورة لغة عالمية مشتركة يمكن للعالم أن يتفاهم من خلالها ويضرب المثل بفليم (باب الحديد) ليوسف شاهين الذي يراه “فيلما عالميا” لأنه أغرق في تفاصيل محلية بلغة الصورة.
وأضاف أن العالم العربي يضيع فرصا لهذا التواصل والتفاهم “لضرب الاحتكار الأميركي” مقترحا تنظيم أسابيع لتبادل عرض الأفلام بين شمالي المتوسط والعالم العربي فيتاح للجمهور رؤية أفلام غير أميركية كما يشاهد الأوروبي أفلاما عربية يتعرف من خلالها على مجتمع آخر وثقافة قريبة منه ويترتب على ذلك أن تتحمس جهات في أوروبا للإسهام في دعم إنتاج أفلام عربية “بمجرد قراءة السيناريو”.
ويرى أن المظاهرات المتوالية في أوروبا منذ منتصف التسعينيات إلى الآن أحد أشكال الاحتجاج والرد على فكرة الاحتكار فالمحتجون “جيل لم يدخله الاحتكاريون في حساباتهم… جيل في صعود مستمر” لديه تأهيل فني وثقافي ويتواصل في لمح البصر.
ويقول إن السينما لغة إنسانية تتجاوز الحدود المحلية الضيقة ضاربا المثل بصرامة الرقابة على الأفلام في اليونان في بداية الثلاثينيات بحجة “غواية الشباب” فانتقل السينمائيون إلى الإسكندرية ومنهم ألفيزي أورفانيللي أحد رواد التصوير السينمائي في مصر وله الفضل في نجاح أفلام قام بتصويرها ومنها (باب الحديد).
ميدل ايست أونلاين