الاستثمار في الذهب والنفط تهيمن عليه توقعات متضاربة
راهن مستثمرون دوليون منذ مطلع السنة على السلع الأولية عموماً، وعلى الذهب والنفط خصوصاً. وها هم يحصدون نتائج جيدة من رهانهم، انعكست إيجاباً على أسواق المال والسندات والأسهم. ورصد محللون سويسريون في الأسابيع الماضية عودة الشكوك إلى الأسواق العالمية، كما أن تدفق رؤوس الأموال داخل أسواق السلع الأولية العالمية تباطأ أخيراً بعدما تجاوزت قوته الدولية 100 بليون دولار دفعة واحدة مطلع السنة.
ويعني ذلك أن جواً من التشاؤم من نمو أسعار المواد الأولية، بدأ يتوغل في سلوكيات المستثمرين حول العالم. ويبدو أن سياسة جني الأرباح هي الأفضل حالياً، فمثلاً استثمر رجل الأعمال جورج سوروس خلال الأشهر السبعة الأولى من السنة في الذهب والشركات الناشطة في مجال المناجم، محققاً أرباحاً ممتازة جعلته ينسحب بعدها من تجارة الذهب. وخطا رجال أعمال خطى سوروس ومن بينهم أغنياء سويسريون.
العام الماضي كان استثنائياً بالنسبة للمواد الأولية، فالذهب، الذي تدهورت أسعاره بشدة خلال السنوات الثلاث الماضية، عاد ليرتفع اليوم ويسجل أفضل أداء منذ العام 1979 بعدما ارتفع 25 في المئة. أما النفط، الذي تراجع سعره إلى دون 30 دولاراً، فعاد وارتفع أخيراً، كما تفاجأ خبراء السوق بانتعاش أسعار مواد أولية أخرى، مثل الفضة التي قفزت 40 في المئة منذ مطلع السنة.
وأفاد باحثون اقتصاديون في «جامعة زيوريخ» بأن مسار السياسات المالية الأميركية سيكون له الدور الأول لجهة التأثير في أسعار الذهب، أولاً، وأسعار بقية السلع الأولية ثانياً، بما أن تسعيرها مثبت بالدولار. وبما أن المعطيات الاقتصادية الأميركية في تحسن دائم، لا يستبعد هؤلاء الخبراء في الأسابيع القليلة المقبلة أن يُقدم مجلس الاحتياط الفيديرالي (البنك المركزي) على رفع أسعار الفائدة، ما قد يزيد الدولار قوة في أسواق الصرف من جهة، ويخفض أسعار السلع الأولية، ومن ضمنها الذهب، من جهة ثانية.
أما في الصين، التي تستهلك أكثر من 50 في المئة من إجمالي المعادن الصناعية المُنتجة في العالم، فعادت شكوك المستثمرين الدوليين إليها، بعدما بدأت موجة الحوافز الاقتصادية المقدرة بنحو 800 بليون دولار تتراجع منذ مطلع السنة.
وفي سويسرا، يعتمد رجال الأعمال في قطاع الذهب على توجيهات شركات التعدين السويسرية والأجنبية. وواضح أن الحذر هو سيد الموقف لدى هذه الشركات.
وعلى المدى المتوسط، لا يتوقع تسجيل تباين لافت في أسعار السلع الأولية، ولكن في موازاة تحركات مجلس الاحتياط الغامضة، ينتظر أن يكون لانتعاش أنشطة البناء والمقاولات في الصين دور إضافي في مسار أسعار الذهب.
صحيفة الحياة اللندنية