الاستثمار في النجومية صفقة لا خاسر فيها

ظاهرة انضمام شخصيات رياضية وفنية إلى أحزاب سياسية معروفة باتت ملفتة في الكثير من البلدان العربية، وفي مصر على وجه التحديد. وهنا يطرح السؤال نفسه: من انضم إلى الآخر، وانضوى تحت سطوته الإعلامية والجماهيرية، الهيئة الحزبية أم الشخصية النجومية؟

وفي هذا الصدد، تحدثت أنباء عن انضمام رياضيين إلى حزب الوفد المصري في الفترة الأخيرة، حيث وقع عمرو زكى لاعب نادي الزمالك السابق والمنتخب الوطني استمارة الانضمام إلى حزب الوفد في حضور المستشار بهاء الدين أبوشقة رئيس حزب الوفد، وانضم إلى لجنة الرياضة بحزب الوفد

كما وقع أيضا لاعب منتخب مصر السابق، الكابتن هشام يكن، استمارة انضمام عضوية حزب الوفد، معربًا عن سعادته بانضمامه ل “بيت الأمة”.

وأضاف يكن، في تصريح، أن انضمامه لحزب الوفد، جاء بعد النشاط السياسي والحزبي الملحوظ منذ تولى المستشار بهاء الدين أبوشقة رئاسة الحزب، مشيرا إلى أن الوفد يضم لجنة رياضية والتي من خلالها سأقدم عددا من المشروعات والقوانين التي من شأنها أن تخدم المجال الرياضي.

وأثنى نجم منتخب مصر السابق، على الهيئة البرلمانية لحزب الوفد، برئاسة المستشار بهاء الدين أبوشقة، والتي سنت ” عددًا من المشروعات تحت قبة البرلمان تصب في صالح وخدمة الوطن” حسب رأيه.

وبدوره رحب أبو شقة بالكابتن هشام يكن، لافتا إلى أن انضمامه إلى الحزب يعد “إضافة قوية، لتاريخه الرياضي المشرف”.

يذكر أن عبد الواحد السيد، كابتن نادي الزمالك السابق، ومصطفى يونس لاعب النادي الأهلي السابق انضما أيضا إلى حزب الوفد منذ 6 أشهر.

ويرى محللون أن حزبا عريقا مثل ” الوفد المصري” قد فقد بريقه بأفول نجومية زعمائه ومناضليه، وهو يحاول اليوم استقطاب عشاق النجوم لإيجاد ظهير شعبي قد يعوض غياب الدور السياسي للأحزاب وتصلب شرايين العمل المجتمعي.

وسعت أحزاب مصرية عدة لممارسة الحملة الإعلامية ذاتها عن طريق انضمام عديد من الأدباء والفنانين لكسب المزيد من الشعبية. واشتهر حزب التجمع، باحتضانه للكثير من نجوم المجتمع، وكان لديه مكتب مخصص للأدباء والفنانين، مارسوا من خلاله العمل السياسي وقاموا بدور توعوي في مواجهة انتشار التنظيمات الإسلامية في سبعينات القرن الماضي، وكان على رأس المنضمين إليه الفنانة سعاد حسني، والفنان محمد وفيق والفنانة محسنة توفيق، فضلا عن الفنان حمدي أحمد.

أن يعزز حزب سياسي صفوفه بشخصيات فنية ورياضية، أمر ليس جديدا ولا طارئا، فالقاعدة أن لا تخضع النشاطات الحزبية إلى قاعدة، وتكون متاحة لجميع الفئات والشرائح الاجتماعية، لكن بعض المنظرين في الحقل السياسي يرون بأن العمل الحزبي ينبغي أن يدار من طرف محترفين متفرغين.

الخلاف في مسألة انضمام رياضيين وفنانين إلى أحزاب سياسية لم يكن أبدا حول المبدأ بقدر ما هو رصد ومحاسبة للنوايا بل نوع من المحاكمة الضمنية لهذا الطرف أو ذاك، إذ يبدأ السؤال على النحو التالي: لماذا انضم هذا الفنان أو الرياضي لهذا الحزب بعينه؟ وكذلك يُطرح السؤال بشكل معكوس أي لماذا يحاول هذا الحزب أن يستقطب هؤلاء الرياضيين والفنانين دون غيرهم؟

أما الموضوع الأكثر تعقيدا فهو التطرق إلى مسألة النجومية كوسيلة استقطاب تدخل سوق الصفقات بين السياسي من جهة، والفنان أو الرياضي من جهة ثانية، ومن المستفيد الأكبر من هذه الصفقة أم أنها معادلة لا خاسر فيها؟.

شاهدنا رياضيين وفنانين يقومون بدعايات انتخابية لصالح شخصيات سياسية، وشاهدنا كذلك سياسيين على مدرجات الملاعب أو في صالات العروض الفنية، لكننا لم نألف كثيرا رياضيين يتحولون إلى سياسيين محترفين وبنفس الحنكة والمهارة التي هو عليها في الملعب.

أغلب السائد في تحول الفنان أو الرياضي إلى شخصية سياسية هو بعد الاعتزال والتفكير في التفرغ الكلي لإنهاء مشواره الاحترافي الرياضي أو الفني ومن ثم الدخول في مشوار الاحتراف السياسي.. ويبقى الخيط الرابط دائما هو تلك ” النجومية” وكيفية استثمارها.

وثمة من يرى أن استعانة حزب ما بغير السياسيين يعبر عن أزمة زعامة أثرت على المستوى الشعبي، وهي محاولة بائسة للنفاذ إلى قطاعات مختلفة عبر بوابة الحضور المجتمعي وليس السياسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى