الافراط في الأطعمة المصنعة ينذر بأمراض القلب
أشارت دراستان أوروبيتان أجريتا على أكثر من 120 ألف شخص ونشرت نتائجهما الخميس إلى أن الإفراط في تناول الأطعمة المصنعة جدا تزيد من خطر الإصابة بأزمات قلبية وعائية والوفاة. وتعزز هاتان الدراستان حتى لو انهما لا تثبتان رابطا سببيا مباشرا، ما ورد في أعمال سابقة تربط الأطعمة المصنعة جدا باحتمال أكبر للإصابة بالبدانة وضغط الشرايين وحتى السرطان. وتعتبر الأغذية مصنعة جدا عندما تكون خضعت لإجراءات صناعية تحويلية مثل الزيت المهدرج والنشاء المعدل، وتحوي مكونات كثيرة خصوصا المضافات.
إلا أن الأطباق الجاهزة للاستهلاك التي لا تحتوي على مضافات أكانت مجلدة أم لا، لا تدخل ضمن هذه الأطعمة المضرة. لكن غالبية الوجبات الجاهزة والمشروبات الغازية المحلاة أو التي تحوي محليات و”الشرائح” النباتية المعاد تكوينها بمضافات والنقانق والحساء الجاف والوجبات الخفيفة عموما تشكل جزءا منها.
وهي تحوي عادة كميات أكبر من الملح والدهون المشبعة والسكر وتكون فقيرة من الفيتامينات والألياف على ما قال الباحثون. يضاف إلى ذلك أيضا ملوثات ناجمة عن التوضيب والحاويات البلاستيكية.
ويشكل هذا النوع من الأغذية أكثر من نصف مصادر الطاقة في الكثير من الدول الغربية. على ما قال المعهد الوطني الفرنسي للصحة والبحث الطبي الذي أشرف على إحدى الدراستين.
الافراط في الأطعمة المصنعة ينذر بأمراض القلب
ونشرت نتائج الدراستين في مجلة “بريتيش ميديكال جورنال”. وشملتا أكثر من مئة ألف بالغ فرنسي ونحو 20 ألف متخرج جامعي إسباني.
وتشمل الدراسة الفرنسية الجديدة بإدارة ماتيلد توفييه . أكثر من مئة ألف مشارك غالبيتهم من النساء . جرت متابعتهم بين 2009 و2018 لمدة ست سنوات كحد أقصى. وهي قوّمت استهلاك 3300 نوع طعام وشراب صنفت بحسب درجة تحويلها الصناعي.
وتبين أن استهلاك أطعمة مصنعة بشكل كبير يرتبط باحتمال أكبر للإصابة بأمراض قلبية وعائية (1409 حالات من أصل 105 آلاف و159 مشاركا) خصوصا الأمراض التاجية (665 حالة) وأمراض دماغية-وعائية.
ويرتبط ارتفاع بنسبة 10% في استهلاك هذا النوع من الأطعمة . (أي من 15 إلى 25% على سبيل المثال) بارتفاع نسبته 12% في خطر الإصابة بأمراض قلبية-وعائية.
وقالت توفييه “. الدراسة لا تسمح بمفردها بالقول بوجود رابط سببي. إلا أن الرابط بين الأطعمة المصنعة جدا وخطر الأمراض القلبية الوعائية مهم من الناحية الإحصائية. مع أخذ وضع كل مشارك في الاعتبار (تدخين وكحول ومستوى النشاط الجسدي. والوضع الاقتصادي-الاجتماعي والعمر والجنس والوزن…”.
وأوضحت “تبين على سبيل المثال بالمقارنة بين أشخاص يدخنون ويمارسون النشاط الجسدي بالمستوى نفسه ويتمتعون بالوزن ذاته. أن الذين يتناولون نسبة أكبر من الأطعمة المصنعة جدا في تغذيتهم من بينهم. هم أكثر عرضة لاحتمال الإصابة بمرض قلبي وعائي”.
أما الدراسة الإسبانية التي أعدتها مايرا بيس-رسترويو من جامعة نافارا في بامبلونا. فقد درست الروابط المحتملة بين تناول أطعمة مصنعة جدا وخطر الوفاة مهما كان سببها. وقد شملت 19899 من متخرجي الجامعات الإسبانية من بينهم 12113 امرأة، يبلغ متوسط اعمارهم 38 عاما.
ووزعت الأطعمة هنا أيضا على فئات وفقا لمستوى تحويلها فيما أحصيت الوفيات على عشر سنوات بشكل وسطي.
خطورة عدد الحصص من الأغذية المصنعة
وجاء في الدراسة أن استهلاكا أكبر للأطعمة المصنعة جدا (أكثر من أربع حصص في اليوم) مرتبط بخطر أكبر للوفاة نسبته 62% مقارنة باستهلاك أقل لهذه الأطعمة (أقل من حصتين في اليوم).
وكل حصة يومية إضافية لأطعمة مصنعة جدا تزيد احتمال الوفاة بنسبة 18 %
وكانت دراسة أميركية أقامت قبل فترة قصيرة رابطا بين الأغذية المصنعة جدا واحتمال أكبر للوفاة من أسباب مختلفة مع عينة تمثيلية للبالغين.
وقالت توفييه “يجب ألا نبالغ في القلق والقول إن استهلاك وجبة مصنعة أو مشروبا غازيا من وقت إلى آخر يؤدي إلى احتمال الوفاة من أزمة قلبية بنسبة 12%. الاستهلاك المنتظم هو الذي يؤثر”. وهي تدعو إلى استهلاك أغذية غير معدلة مثل الخضر والفاكهة والسمك والعدس والجوز وغيرها.