البابا هوبكنز والشيخ سلوم حداد !!
أدى الممثل البريطاني انطوني هوبكنز شخصية البابا ستيريليس في فيلم
((The Tou pob. ومرشح الان لجائزة الأوسكار من فئة أحسن ممثل، كذلك فقد أدى الممثل السوري سلوم حداد شخصية الشيخ عبد الجليل في مسلسل ( عندما تشيخ الذئاب )، ورشح سلوم للحصول على جائزة إيمي الدولية لأحسن ممثل أجنبي عن دوره هذا، وكان الممثل العربي الوحيد الذي رشح لهذه الجائزة هذا العام، ومجرد الترشيح لمثل هذه الجائزة فيه تقدير كبير لأداء وفن هذا الممثل السوري.
وقد يقول قائل إنني أبالغ في جمع النجم العالمي أنطوني هوبكنز بنجم عربي كسلوم حداد، ولكن ما جمع بينهما في الحقيقة هو أداؤهما لشخصية رجل دين وصاحب نفوذ ومن قال إننا لا نملك قدرات إبداعية تضاعي العالمية ؟!
وفي كل الأحوال فإن الموازنة في أداء هاتين الشخصيتين تكشف الكثير من معانيهما ومعاني أدائهما .
كلا النجمين هوبكنز وحداد أبدع في التقاط روح شخصيته كأساس لأدائها، وقدرة هوبكنز المذهلة في التقاط أساس شخصية بندبكيت فتحت له الأبواب لأدائها بشكل مذهل وكان (لحالة القلق الروحي) عند البابا وهي المحرك الذي ركبه هوبكنز في ضميره الإبداعي، فتاهت نظراته واهتزت خطواته، وتهدج صوته، وهكذا فقد قدم هوبكنز البابا بندبكيت المسكون بقلقه الروحي، ولم يقدمه كصورة منسوخة عن شكله وحركته فقط ، أي أن إبداع هوبكنز، انه جعل ( القلق الروحي ) هو باعث ومحرك وهيئة شخصية بنديكيت فتميز بشكل مذهل .
من جهته، التقط سلوم حداد ( غريزة السيطرة والذكورة ) كأساس في أداء شخصية الشيخ عبد الجليل، وهكذا أسكن سلوم هذه الغريزة في ضميره الإبداعي, وأعطاه الحرية في تحريك جسمه وإظهار ذئبه وإبراز سطوته واختبائه وراء نصوص الحديث والقرآن ، فظهر الشيخ عبد الجليل كمسيطر بالدين على أهل الحارة وكذكر يستحوذ بالزواج على كل إمراة تعجبه، كعنصر مهدئ مضاد لإرهابيين كان واحداً منهم … إبداع سلوم حداد هو في أنه جعل ( غريزة السيطرة والذكورة ) الباعث والمحرك والمجسد والمعبر لشخصية عبد الجليل فنجح بشكل مذهل.
إن أداء سلوم حداد وموازنته مع أداء السير انطوني هوبكنز ليس اجتراءً على مكانة النجم البريطاني بل هو تقدير لأداء نجم سوري – وهو واحد من نجوم سوريين كثر يرتقون بأدائهم التمثلي لمستويات عالمية، مثل أيمن زيدان – بسام كوسا – عباس النوري – رشيد عباس – عابد فهد – قصي خولي – تيم حسن أما نجماتنا فلهن حديث آخر يليق بأدائهن وإبداعهن.