علوم وتكنولوجيا

البحر المتوهج.. لغز حيّر العلماء منذ 400 عام تُفكك خيوطه تدريجياً

مساحات شاسعة تصل إلى 100 ألف كيلومتر مربع تتحول إلى مصدر للضوء ليلاً

 

يروي البحارة منذ قرون أساطير حول البحار والمحيطات المتوهجة ليلاً، والتي يمكن أن يصل ضوؤها إلى حد تمكين البحّارة من القراءة على نورها.

حيث لا شمس ولا قمر، يسطع ضوء غامض يكسو المياه بلون حليبي باهت، كأن البحر نفسه ينبض بالحياة. هذه الظاهرة، التي حيّرت البحارة منذ أكثر من 400 عام، بدأت أخيراً تخرج من دائرة الأساطير إلى مختبرات العلماء، بعد أن رُصدت من الفضاء وبدأت تتفكك خيوطها شيئاً فشيئاً.

اليوم، يُطلق العلماء على هذه الظاهرة اسم “البحار اللبنية” والتي تم اكتشافها بالأقمار الصناعية، وهي تمتد أحياناً على مساحات شاسعة تصل إلى 100 ألف كيلومتر مربع، أي ما يعادل مساحة كوريا الجنوبية تقريباً، ويمكن رؤيتها من الفضاء، بحسب ما ذكره موقع “Eco Portal”.

ويقول الباحث جاستن هدسون من جامعة ولاية كولورادو، إنه جمع أكثر من 400 حالة موثقة لظهور هذه الظاهرة، بعضها يعود إلى قرون مضت، في قاعدة بيانات جديدة قد تساعد مستقبلاً في توجيه السفن مباشرة إلى مواقع التوهج لدراستها ميدانياً.

بكتيريا متوهجة.. ولكن لماذا؟

السبب المرجّح وراء هذا التوهج هو وجود تركيزات عالية من بكتيريا بحرية تُعرف باسم “Vibrio harveyi”، وهي تختلف عن العوالق النباتية التي تضيء عند اضطراب المياه. الغريب أن هذه البكتيريا تضيء باستمرار، وقد تكون تستخدم هذا الضوء لجذب الأسماك التي تبتلعها، ما يساعدها على البقاء داخل الجهاز الهضمي للأسماك.

لكن حتى الآن، لا يعرف العلماء لماذا تتوهج هذه البكتيريا بهذه الشدة، أو ما إذا كان ذلك مؤشراً على صحة النظام البيئي أو تدهوره.

يصف البحارة هذا التوهج بأنه يشبه ضوء النجوم المتوهجة في غرف الأطفال، بل إن بعضهم قال إنه كان بإمكانه القراءة على سطح السفينة ليلاً دون أي مصدر ضوء آخر. هذه الظاهرة، رغم ندرتها، قد تكون أكثر شيوعاً مما نعتقد، لكنها تحتاج إلى ظروف بيئية دقيقة جداً لتظهر.

العربية.نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى