البرهان ينشد دعم مصر بعد ليبيا مع تفاقم عزلته الأفريقية
حميدتي يعلن عن مباحثات مثمرة وبناءة مع الدبيبة في ليبيا ما يشير إلى تحرك مصري ليبي في مساعي إنهاء الحرب في السودان.
يسعى رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان في زيارته إلى مصر بعد ليبيا إلى الحصول على دعم وبحث وضعية قواته ميدانيا التي تحتاج إلى أي مساعدة خارجية في ظل استمرار ميل كفة المعارك لصالح قوات الدعم السريع وعزلة البرهان افريقيا بعد قطع علاقاته مع الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (إيغاد)، بينما انخرط قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” في مساعي السلام متوجها إلى ليبيا.
وأعلن مجلس السيادة السوداني في بيان، أن البرهان سيجري خلال الزيارة محادثات مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بشأن سبل تعزيز العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، ويرافق البرهان خلال الزيارة، كل من وزير الخارجية المكلف علي الصادق، ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل.
ويسعى قائد الجيش السوداني لحفظ ماء وجهه والخروج بأقل الخسائر من الأزمة التي تعاني منها قواته على الأرض لاسيما مع استمراره برفض جميع المبادرات التي عرضتها قوى سياسية في السودان وخارجها للاجتماع على طاولة الحوار مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي).
ونشرت الرئاسة المصرية مقطع فيديو يظهر استقبال السيسي للبرهان بمطار القاهرة، فيما أشار مراسل الرئاسة إلى أن هذه الزيارة “تتناول أبعاد سياسية واقتصادية”. وأضاف بحسب مقطع الفيديو، أن الزيارة ستشمل “الحديث عن تهدئة ووضع بعض التفاهمات بين المختلفين في السودان”.
وأكد السيسي للبرهان، التزام مصر بتقديم الدعم الإنساني اللازم “لتخفيف الآثار الإنسانية” الناتجة عن الصراع، وهو الأمر الذي عبر البرهان عن تقديره مشيرا إلى أن هذا “الدعم يعكس الروابط التاريخية الممتدة التي تجمع بين البلدين الشقيقين، والتي انعكست في الدور المصري في استقبال المواطنين السودانيين وتخفيف آثار الأزمة”.
وتأتي زيارة البرهان إلى القاهرة بعد توجهه إلى العاصمة الليبية طرابلس الاثنين، في زيارة رسمية، أجري خلالها مباحثات مع رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، ورئيس الوزراء المقال من البرلمان عبد الحميد الدبيبة، حول العلاقات الثنائية بين ليبيا والسودان.
وقطع البرهان العلاقات مع الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (إيغاد) ما جعله في حالة عزلة داخليا وخارجيا إضافة لفشل وساطات سعودية أميركية خلال الأشهر الماضية أسفرت عن اتفاقات لوقف إطلاق النار لكنها لم تصمد.
ويرى البعض أن البرهان منذ انقلابه على الديمقراطية في السودان “لا يملك شرعية قانونية أو دستورية”. ولا تظهر المعارك الميدانية أي أفق للحل، مع تواصل الاشتباكات بين الطرفين في مناطق عدة من البلاد مع تقدم كبير لقوات الدعم السريع خاصة في اقليم دارفور وفي العاصمة الخرطوم.
وبعد توجه البرهان إلى مصر، أعلن قائد قوات الدعم السريع حميدتي عن لقاءه عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، حيث أجرى معه مباحثات مثمرة وبناءة، تناولت التطورات التي يشهدها السودان في ظل الحرب الدائرة، ما يشير إلى تحرك الدول الثلاث في مساعي إنهاء الحرب في السودان.
وكشف حميدتي كواليس اللقاء قائلا في منشور على حسابه في إكس “شرحت للسيد الدبيبة الأسباب التي أدت إلى اشتعال الحرب، والأطراف التي تسعى لتوسعتها واستمرارها، قدمت له كذلك رؤيتنا لوقف الحرب وتحقيق السلام والاستقرار ورفع المعاناة عن كاهل شعبنا وإعادة بناء السودان على أسس جديدة وعادلة”.
وسجّل الأربعاء نزوح مئات العائلات من إحدى ضواحي الخرطوم غداة مقتل 19 مدنياً فيها بقصف نفّذه الجيش على مواقع لقوات الدعم السريع لكّنه أخطأ هدفه، بحسب ما أفاد ناشطون وسكّان.
من ناحية أخرى، تنتهي مهمة بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال الديمقراطي في السودان الخميس، حيث دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في بيان، أطراف النزاع في السودان إلي وضع السلاح والانخراط في مباحثات سلمية واسعة النطاق تؤدي لاستئناف مسار عملية الانتقال الديمقراطي، بقيادة مدنية.
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في بيان إن بعثة الأمم المتحدة (يونيتامس) تكمل انسحابها من السودان في 29 فبراير.
وأشار إلى أن فريقاً صغيراً سيبقى في بورتسودان للإشراف على عملية تصفية البعثة ابتداء من 1 مارس، “ويعول الأمين العام على التعاون الكامل من جانب السلطات السودانية لضمان إتمام هذه العملية بأكبر قدر ممكن من السلاسة والسرعة”.
وحذر البيان من أن “الصراع الذي لا يزال مستعراً في السودان يزيد من تآكل سيادة القانون وحماية المدنيين، فضلاً عن تعريض البلد والمنطقة بأكملها للخطر”.
ومع ذلك شدد البيان الأممي على أن “الأمم المتحدة لن تغادر السودان، ولا تزال ملتزمة التزاماً قوياً بتقديم المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة ودعم الشعب السوداني في تطلعاته إلى مستقبل سلمي وآمن”.
أشار البيان إلى أن المبعوث الشخصي للأمين العام إلى السودان رمطان لعمامرة “بدأ عمله في دعم جهود الوساطة، بالتنسيق والشراكة الوثيقة مع الشركاء الأفارقة وغيرهم من الشركاء الدوليين، وستكمل جهود الوساطة هذه العمل الأساسي الجاري الذي يقوم به فريق الأمم المتحدة القطري في الميدان، والذي يشمل تقديم المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة”.
وأكد أن استمرار الدعم الدولي في ذلك الصدد “له أهمية حاسمة”، مع تأكيد دعوة الأمين العام للأمم المتحدة السلطات السودانية إلى “مواصلة تعاونها بما في ذلك من خلال تيسير إصدار تأشيرات الدخول في الوقت المناسب وتنقل موظفي الأمم المتحدة وشركائها دون عوائق في البلد لتقديم هذا الدعم الذي تمس الحاجة إليه”
والاثنين قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر الجمعة إن الولايات المتحدة قلقة من “القرار الأخير للجيش حظر المساعدة الإنسانية عبر الحدود من تشاد والتقارير التي تفيد بأن القوات المسلحة السودانية تعيق وصول المساعدة إلى المجتمعات في مناطق تسيطر عليها قوات الدعم السريع”.
وعبرت وزارة الخارجية السودانية الموالية للجيش عن “رفضها” لما وصفته بـ”الاتهامات الباطلة” التي وجهتها واشنطن. وقالت الوزارة إن الحدود السودانية التشادية “هي نقطة العبور الرئيسية للأسلحة والمعدات” المستخدمة لارتكاب “فظائع” ضد السودانيين.
ميدل إيست أون لاين