نوافذ

البطالة

مقبل الميلع

تركيا – استنبول| إن الإنسان مرغم على كسب قوته بعرق جبينه، فانعدام العمل في حياته يسمى البطالة التي تؤثر على طبيعته الفكرية فتحرمه التلذذ بالسكون والجمود، لأن جلوسه من غير عمل يشعره أنه عالة على المجتمع، فالبطالة بالعموم هي ظاهرة اقتصادية واجتماعية نتيجة التباطؤ والركود الاقتصادي الذي يؤدي الى تقليل فرص العمل.

كنت أعبر بسيارتي فوق جسر البوابة الذهبية في مدينة سان فرانسيسكو، والعبور من هذا الجسر مدفوع حيث ينتهي الجسر بأربعة معابر، وعلى رأس كل معبر موظف يحصل رسم العبور، والمعابر مفتوحة على مدار الساعة مقسمة على ثلاث ورديات ثمان ساعات لكل منها فكانت المعابر الأربعة تشغل اثني عشر موظفا يعيلون أسرهم وبسبب التطور التكنولوجي لم تعد هناك حاجة إليهم فقامت الكاميرات الإلكترونية بعملهم وتم الاستغناء عنهم.

من آثار البطالة اجتماعيا أنها تؤدي إلى الفقر مما يزيد من الجريمة فينعكس على استقرار المجتمع وتؤثر على الفرد فتسبب له التوتر والقلق. أما أثرها على الاقتصاد فهو انخفاض الناتج المحلي للدول ورفع التضخم فيظهر ذلك بارتفاع الأسعار وهبوط عملة البلد.

حين نطرح مسألة البطالة لا بد لنا من البحث عن الحلول التي تقع على عاتق الدولة وسياساتها وعلينا الاستفادة من تجارب الدول الأخرى التي مرت بظروف مماثلة، كتجربة ماليزيا على يد رئيس وزرائها السيد مهاتير محمد الذي قضى على الفساد، وشجع المشاريع وخفض الهدر في الدولة فشهدت بلاده نموا اقتصاديا أصبح مثالا للدول النامية.

تقع بعض الدول في فخ البطالة المقنعة عندما تقوم بزيادة التوظيف في شركاتها ومؤسساتها فوق الحاجة المطلوبة وهذه المشكلة لا تقل خطورتها عن البطالة الفعلية فينعدم مفهوم الإنسان المناسب في المكان المناسب ويصبح هؤلاء عالة على الشركات والمؤسسات التي شغلتهم فينخفض الإنتاج وتتبخر الأرباح وهنا لا بد من التخطيط الصحيح والمراقبة الدائمة لتقويم الأخطاء.

يتوجب على الدولة دعم المشاريع الصغيرة والمتو

سطة وتسهيل القروض بشروط مناسبة سهلة وليست معقدة والاهتمام بالتعليم المهني الذي يلبي متطلبات السوق واستقدام الاستثمار الأجنبي الذي يوفر الكثير من فرص العمل وهذا يحتاج الى الأمن والاستقرار لان رأس المال جبان لا يستثمر سوى في البلدان المستقرة.

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى