بين البقرة الحمراء والبيت الأبيض :جريمة إبادة الفلسطينيين و قضيتهم مستمرة
د.فؤاد شربجي
العالم يقف على حافة اجتياح رفح. إدارة بايدن تعلن أن لديها خطة بديله للاجتياح تحقق أهداف إسرائيل دون حدوث مجازر للمدنيين. ويذهب وفدان إسرائيليان إلى واشنطن لبحث الخطة الأمريكية البديلة، أو لاعتماد الخطة الإسرائيلية سراً بعد تعديلها.
من جهة أخرى تستعد الجهات التلمودية المتطرفة لذبح البقرة الحمراء تمهيداً لتطهير اليهود من (نجاسة الموتى) بما يسمح لهم بدخول المسجد الأقصى. وهكذا فإن القضية الفلسطينية وحياة أهل غزة ومصير رفح واقع بين خرافة البقرة الحمراء وبين خطة اجتياح رفح المجرمة.
إدارة بايدن متفقة مع حكومة نتنياهو على ضرورة القضاء على المقاومة، وعلى إخضاع القطاع وفق المصالح الإسرائيلية عبر حل الدولتين أو عبر حل يشبه الدولتين، وبذلك تنتهي القضية الفلسطينية. حكومة نتنياهو مصرة على اجتياح رفح لانه ، كما يقول نتنياهو، بدون هذا الاجتياح لن يتم القضاء على المقاومة. بينما الخطة الأمريكية البديلة لرفح تهدف أيضا للقضاء على المقاومة ولكن بطريقة يمكن تسويقها. وتقوم هذه الخطة البديلة على إغلاق الحدود وختق الفلسطينيين في حيز ضيق، والبحث عن المقاومة واغتيال القادة والعناصر. أي أن بايدن يقترح الخنق والتضييق والاغتيالات والتهجيربدلا من القصف الجوي والاجتياح الناري الشامل. وهكذا فإننا أمام (سرطان خفي) يدمر القطاع بدلاً من (طاعون صاعق) يفتك برفح، وكلاهما مرض خطير قاتل. وكلا الخطتين الإسرائيلية والأمريكية البديلة عدوان همجي و جريمة إبادة جماعية متمادية ومستمرة.
في الخرافة التلمودية لابد من ذبح البقرة الحمراء في الثاني من نيسان العبري الذي يوافق هذه السنة أول أيام عيد الفطر. وتقول الخرافة أنه لابد من الحصول على بقرة حمراء كليا ليس فيها ولا شعرة بلون آخر، تذبح على جبل الزيتون مقابل الباب الشرقي للأقصى، ثم تحرق ويذر رمادها لتطهير اليهود من (نجاسة الموتى). وبذلك يسمح لهم دخول الأقصى وتسقط عنهم فتوى تحريم هذا الدخول للمسجد الأقصى. هذا الحدث سيرفع عدد المتطرفين المندفعين لاجتياح الأقصى وسيبلغ عددهم عشرات الآلاف، وربما تفكر إسرائيل بارتكاب مثل هذه الجريمة باجتياح الأقصى لإعلان انتصار صهيوني مبني على خرافة البقرة الحمراء، ويعطي تل أبيب ذريعة إعلان انتصار على الأقصى ليكون أنهاء وكسراً لطوفان الأقصى مما يعيد للحكومة الصهيونية المتطرفة ماء وجهها. انه خطر محتمل يكمل خطر اجتياح رفح.
اجتياح رفح أو خنقها واصطياد المقاومة، وإخضاع الشعب بالتجويع والابادة الجماعية، كلها جرائم إسرائيلية مخططة ومعتمدة ومسلحة وممولة من الادارة الأمريكية. حتى البقرة الحمراء هي استنساخ أمريكي. حيث جرى في تكساس استنساخ خمس بقرات حمراء لتحقيق الخرافة التلمودية للعدوان على الأقصى. وبذلك فإن السلاح أمريكي والخطط أمريكية وحتى البقرة الحمراء أمريكية…أمريكية… أمريكية.
بوابة الشرق الأوسط الجديدة