نوافذ

التابوهات الثلاث

مقبل الميلع

كاليفورنيا – لفت انتباهي تعليق من أحد الأدباء الروائيين العرب المشهورين يقول:

( مسلسلاتنا إقياء وإعادة تدوير للإقياء ، أفكار متخلفة ممجوجة وعيش على ماض مسرطن ) ولقد أحببت أن أسلط الضوء على هذه الظاهرة التي راجت على شاشاتنا الفضية وزادت في التخلف تخلفاً وزرعت عادات في عقول المشاهدين لم تعرفها مجتمعاتنا العريقة وبعض منها شجع على أفكار دينية متزمتة نسفت بمفهوم الإخاء والعيش المشترك هذه الأفكار التي لنفرض أنه كان لها ما يبرره في زمن مضى لكننا في زمان غير زمان والظروف تغيرت والعالم تطور وتطورت معه الإنسانية وظهرت مفاهيم علمية وحضارية اكثر رقيا .

أسعد الله أوقاتك صديقي الروائي الأديب الغيور على هذا المواطن المسكين المجهل عمداً من خلال مستوى التعليم المتدني في المدارس والجامعات والمسيطر عليه أيضا من خلال وسائل الأعلام المكتوبة أو المرئية برامج تلفزيونية موجهة أو مسلسلات تافهة متتالية.

من الطبيعي أن يتطور الإنسان مع ازدياد معرفته. هذه المعرفة التي هي كم هائل لا حصر له من الثقافات والحضارات القديمة والحديثة، وهي عمل متواصل ومتتابع وجهد لا ينقطع من الفلاسفة والعلماء والمفكرين والأدباء والفنانين. هؤلاء العمالقة هم الذين صعدوا بالإنسان من الحيوانية الى الأنسنة الى الحرية الى العدل والمساواة واحترام المرأة إلى الأخلاق.

من خلال خبرتي المتواضعة في الكتابة بين الصحافة والدراما والرواية وجدت أن هامش الحرية متاح أكثر في الرواية والكتاب منها في التلفزيون والدراما وقد فسر لي داعية إسلامي سر هذا الهامش كون التلفزيون يصل مباشرة الى عامة الجماهير غير المتعلمة، هذه الجماهير التي لا يسمح بتنويرها فهي ملعب التابوهات الثلاث الممنوعة (الدين- الجنس – السياسة) أما الكتب فعدد قراؤها قليل فهم يشكلون خطراً محدودا ً فكان هذا الكرم.

أخيرا علينا هدم سد التابوهات الثلاث كي نسمح للمعرفة بالوصول إلى عقول العامة علنّا نلحق بركاب العصر الحديث.

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى