
سمح الانهيار المالي في لبنان والصراع في سورية بتنامي الأنشطة الاقتصادية غير المشروعة، ما أدّى إلى بروز تجّار مخدراتٍ جدد يرتبطون بأحزاب وشخصيات لبنانية ويتمتّعون بنفوذٍ قوي داخل الأجهزة الأمنية. ويتعيّن على الدولة تبنّي مقاربةٍ شاملة من أجل التصدّي لهذا الواقع.
أدّى الصراع في سورية إلى بروز تجّار كبتاغون في لبنان ذوي نفوذ سياسي ومؤسّسي أكبر من نفوذ تجّار الحشيش التقليديين المرتبطين بالعشائر. ويُعزى السبب في ذلك إلى عوامل عدّة، منها تنامي الاقتصاد النقدي في لبنان، وتسهيل الإتجار غير المشروع، وتراجع الريع من دول الخليج. لذا، لا بدّ لأيّ استجابةٍ فعّالةٍ أن تأخذ في الحسبان الأوضاع الاقتصادية في كلٍّ من لبنان، وسورية ما بعد الحرب، وأن تُنفَّذ على وجه السرعة للاستفادة من الفرص التي وفّرها سقوط نظام الأسد في سورية.
محاور أساسية
أفضى الصراع في سورية إلى بروز تجّار كبتاغون في لبنان، إلى جانب تجّار الحشيش التقليديين المرتبطين بالعشائر في سهل البقاع.
سهّلت العقوبات الدولية المفروضة على سورية، وازدياد حجم الاقتصاد النقدي في لبنان نتيجة الانهيار المالي في العام 2019، الظروفَ أمام توسّع الشبكات غير المشروعة.
يتمتّع تجّار الكبتاغون بصلاتٍ قوية على جانبَي الحدود اللبنانية السورية. فقد تجاوزوا الانقسامات السياسية، ونسجوا مصالح مع جهاتٍ أكثر تنوّعًا من تلك التي تعامل معها التجّار العشائريون، إذ بنوا علاقات في لبنان وسورية، ومع تجّار عابرين للحدود الوطنية.
تشكّل قدرة المهرّبين على إيجاد متعاونين في الأحزاب اللبنانية، مثل “حزب الله”، وضمن القوى الأمنية، سمةً جديدة وأشدّ إثارةً للقلق في سلوكهم مقارنةً مع تجّار المخدّرات العشائريين.
خلاصات وتوصيات
مع أن نظام الأسد اضطلع بدور مهمّ في توسّع تجارة الكبتاغون، قد لا يشكّل سقوطه نهاية لها. ففصائل المعارضة السورية السابقة كانت متورّطة أيضًا في الإتجار بالكبتاغون، وهي قادرة بالتالي على مواصلة هذه الأنشطة في مرحلة ما بعد الأسد.
لا يزال الطلب من دول الخليج محرِّكًا أساسيًا للإتجار بالكبتاغون، لكن على لبنان ضمان ألا تتعرّض صادراته إلى دول الخليج للحظر مجدّدًا بسبب استخدامها من المهرّبين لإخفاء شحنات المخدّرات.
يتعيّن على الحكومة اللبنانية، في ظلّ سعيها إلى الحدّ من أنشطة تجّار الكبتاغون، اتّخاذ تدابير أمنية على طول حدودها، وانتهاج مقاربة أشمل تتضمّن إجراءات لتحقيق التعافي الاقتصادي.
ما لم يتحسّن الوضع الاقتصادي، ستبقى شبكات التهريب قادرةً على استمالة عناصر القوى الأمنية، الذين تقلّصت رواتبهم بشكلٍ كبير نتيجة الأزمة المالية منذ العام 2019.
إن الضرر الذي لحق بـ”حزب الله” عقبَ الصراع الأخير مع إسرائيل ليس كافيًا لضمان التراجع المستدام في الإتجار بالكبتاغون. بل يجب أيضًا ضبط أمن الحدود، ووضع خطةٍ لتحقيق التعافي الاقتصادي في منطقة البقاع التي ينطلق منها جزءٌ كبير من عمليات التهريب، من أجل إيجاد مصادر دخل بديلة لسكان هذه المنطقة.
مقدّمة
أسفر الصراع في سورية عن تداعيات ألقت بظلالها على لبنان على مدى العقد الماضي، ومن ضمنها توسُّع الأنشطة غير القانونية لإنتاج وتجارة الكبتاغون، وهو مخدِّر مركَّب من مادّتَي الأمفيتامين والثيوفيلين. وقد أدّى الإتجار بالكبتاغون إلى بروز جهات فاعلة جديدة من مختلف الطوائف، استغلّت الشبكات السياسية والأمنية لمراكمة ثرواتٍ طائلة واكتساب نفوذٍ كبير، متفوّقةً بنطاقها وتأثيرها على شبكات الإتجار بالمخدّرات العشائرية التقليدية.
كانت تجارة المخدّرات في لبنان قائمة، منذ العقد الأول بعد الاستقلال في العام 1943، على إنتاج الحشيش (القنّب) والأفيون، وتَركَّزت في سهل البقاع الشمالي على طول الحدود الشرقية مع سورية. وحين أصبحت هذه التجارة مدعاةً للقلق الإقليمي والدولي، ضغطت الدول الأجنبية على السلطات اللبنانية لمعالجة المشكلة.1 واستجاب لبنان في الكثير من الأحيان بإرسال الجيش والقوى الأمنية لإتلاف حقول الحشيش، مشجّعًا المزارعين على زراعة محاصيل بديلة، إلا أن هذه الإجراءات فشلت في كبح الإتجار بالمخدّرات. والواقع أن السلطات كانت تلعب لعبةً مزدوجة: فمن جهة، قبلت ضمنيًا باستمرار الإتجار بالمخدّرات، معتبرةً إياه تعويضًا عن تهميش البقاع؛ ومن جهة أخرى، حاولت أن تُظهِر للدول الأجنبية أنها تستجيب لمطالبها. وقد أصبح تلف المحاصيل تقليدًا سنويًا، وإن كان عقيمًا إلى حدٍّ كبير، سواء قبل اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية في العام 1975، أم بعد انتهائها، من تسعينيات القرن الماضي فصاعدًا، وحتى العام 2012 تقريبًا، أي العام الثاني من الصراع السوري.
أما الشخصيات الرئيسة في تجارة المخدّرات، فكانت تتحدّر من عشائر البقاع الكبرى. ومع أن هذه العشائر غالبًا ما كانت مُمثَّلةً في مجلس النواب، حدَّت خلفيّتها الزراعية وعملها ضمن مناطق نفوذها العشائري من قدرتها على التأثير في العملية السياسية في بيروت. وقدّمت العشائر الحماية لشبكات المخدّرات، وسمحت للتجّار بالتهرّب من السلطات، فيما وفّر الإتجار بالمخدّرات فرص العمل، وساهم في تحقيق تنمية محدودة في المنطقة.2 نظرت الدولة اللبنانية الضعيفة، التي غالبًا ما تعصف بها الأزمات الوطنية والإقليمية، إلى تجارة المخدّرات في البقاع عمومًا على أنها مصدر إزعاج يمكن التعامل معه.
لكن خلال العقد ونصف العقد الماضيَين منذ بداية الحرب الأهلية السورية، أدّت تجارة الكبتاغون إلى بروز تجّار مخدّراتٍ جدد من أطراف البقاع، لا ينتمون إلى العشائر الكبرى. راكم هؤلاء التجّار ذوو الانتماءات السياسية العابرة للطوائف أرباحًا أكبر، نظرًا إلى أن إنتاج حبّة الكبتاغون يكلّف أقلّ من دولار واحد، فيما يمكن بيعها بمبلغٍ يصل إلى 20 دولارًا في أسواق الخليج.3 كذلك اكتسبوا قدرةً على التأثير في السياسة والأمن على نطاق أوسع من التجّار العشائريين.4 تُظهِر مسيرة اثنَين من كبار تجّار الكبتاغون، محمد رشق وحسن دقّو، اللذَين اعتقلتهما السلطات اللبنانية وحاكمتهما وأدانتهما، مدى الضرر الذي يمكن أن تُلحقه هذه التجارة بمؤسسات الدولة اللبنانية وعلاقاتها الإقليمية، ولا سيما مع دول الخليج، التي تُعدّ الأسواق الرئيسة للكبتاغون.5 إن قدرة التجّار على توسيع نفوذهم بما يتجاوز السياسات الطائفية والعشائرية، وعلى نسج علاقاتٍ في صميم الحياة السياسية اللبنانية، إضافةً إلى تجنيد عناصر من الأجهزة الأمنية في عملياتهم، كلّها عوامل تسلّط الضوء على التهديد الذي يشكّلونه على استقرار الدولة وحُسن سير مؤسساتها في ظلّ تأرجحها بين الأزمة المالية الداخلية والضغوط الاقتصادية الخارجية.
استفاد تجّار المخدّرات أيضًا من ظروفٍ أخرى شهدتها كلٌّ من سورية ولبنان، منها العقوبات الأميركية المفروضة على دمشق، من خلال قانون قيصر لحماية المدنيين في سورية،6 أو العقوبات التي فرضتها السلطات الأميركية في السنوات الأخيرة على أفراد ورجال أعمال ومؤسسات في لبنان.7 هذا فضلًا عن انهيار النظام المالي اللبناني في العام 2019، الذي أتاح للمصارف المُفلِسة رفض سداد الودائع إلى العملاء أو تقييد عمليات السحب والتحويل، الأمر الذي عزّز نموّ الاقتصاد النقدي.8 وبينما كانت الطبقة السياسية اللبنانية في الماضي تعتمد بشكلٍ أساسي على الريع من دول الخليج، انحسر ذلك إلى حدٍّ كبير بعدما حوّلت هذه البلدان اهتمامها إلى أماكن أخرى.
أتاح تنامي الاقتصاد غير الشرعي في لبنان مصدرًا بديلًا للتمويل وسط ضعف التنظيم الحكومي في هذا المجال، وهو ما صعّب مهمّةَ كبح الإتجار بالكبتاغون. في غضون ذلك، تتمتّع شبكات الإتجار بالمخدّرات بنفوذ قد يتيح لها فرض أو المساهمة في تشكيل ظروفٍ مؤسّسية وسياسية جديدة في لبنان وسورية ما بعد الأسد. ويمكن لهذه الشبكات التي تُراكِم الثروات والعلاقات السياسية أن تعرقل عملية التعافي الاقتصادي أو الانتقال السياسي. ربما يطرح سقوط النظام السوري في كانون الأول/ديسمبر 2024 تحدّيًا قصير الأمد لشبكات الإتجار بالكبتاغون، بما أنه كان مُنتِجًا رئيسًا لهذا المخدّر. مع ذلك، ونظرًا إلى القدرات الإنتاجية القائمة على الجانب اللبناني من الحدود، والطلب المتواصل على الكبتاغون في دول الخليج، قد يشهد لبنان زيادةً في تصنيعه في المستقبل. ولهذا السبب، على الدول الإقليمية والغربية اتّخاذ إجراءات استباقية من أجل التصدّي لهذا الخطر.
شبكات المخدّرات العشائرية وشبكات الكبتاغون في لبنان
قد تختلف الشبكات المرتبطة بالعشائر عن شبكات الإتجار بالكبتاغون في لبنان، إلا أن العلاقة بينهما تكافلية في الغالب،9 ومعظم خلايا تجّار الكبتاغون التي ألقت السلطات القبضَ عليها ضمّت أيضًا أفرادًا من العشائر. والواقع أن شبكات الكبتاغون تستفيد من الشبكات العشائرية الراسخة. فمنذ استقلال لبنان في العام 1943، عملت العشائر في سهل البقاع الشمالي، وهي شيعية بمعظمها ولكن أيضًا مسيحية وسنّية، في زراعة الحشيش والأفيون وإنتاجهما والإتجار بهما لبيعهما محليًا، بينما استعانت بوسطاء لبيع مخدّراتها إقليميًا ودوليًا.10 وخلافًا للكبتاغون، يُعَدّ إنتاج الحشيش والأفيون نشاطًا زراعيًا، يشمل سلسلةً طويلة من المستفيدين، بدءًا من الفلاحين. وقد أثّر الانتماء السياسي للتجّار العشائريين والعنف الذي استخدموه، على روابطهم بالعشائر الأخرى، فسعت الأحزاب السياسية والسياسيون في البقاع إلى التوسّط في النزاعات وإدارتها، وهو دورٌ اضطلع به “حزب الله” إلى حدٍّ كبير في السنوات الأخيرة.11
توفّر العشائر الحماية لأفرادها من مداهمات الحكومة في منطقة “الجرد” الريفية التي تتميّز بسلسلة جبال وعرة. وغالبًا ما يعتمد تجّار المخدّرات على شبكات من مناطق أخرى في البقاع، ولا سيما البقاع الغربي، للعمل بصفة وسطاء في بيع المخدّرات إلى الأسواق الخارجية حيث لهذه الشبكات روابط،12 خصوصًا في أميركا اللاتينية. ضيّق ذلك هوامش الربح، وحدَّ من تأثير الشبكات العشائرية على السياسة والتنمية المحلية.13 فخلافًا للأرباح المتأتّية من تهريب الكبتاغون، تتوزّع أرباح تجارة الحشيش على نطاق أوسع، ما يحول دون مراكمة ثرواتٍ طائلة كفيلة ببسط نفوذ سياسي ملحوظ. كذلك، لا تتّسم السياسات العشائرية بالمرونة، وغالبًا ما تكون العلاقات العشائرية والروابط السياسية مُحدَّدة مسبقًا. وقد أدّى انخراط العشائر في عمليات الثأر الدمويّ في الكثير من الأحيان إلى منح السياسيين أو الأحزاب أدوارًا رئيسةً في رعاية المصالحة بينها، ما حدَّ من النفوذ السياسي لهذه العشائر. واضطّر كبار تجّار المخدّرات إلى الخضوع لسياسات العشائر، التي هيمن عليها منذ تسعينيات القرن الماضي الولاء لـ”حزب الله” ونهج المقاومة الذي يتبنّاه. فالحزب والطرف الثاني من الثنائي الشيعي، “حركة أمل”، يحتكران المشهد السياسي الشيعي، وحالا دون بروز شخصيات أخرى لتمثيل الطائفة، خصوصًا في البقاع.14
والواقع أن قيادات “حزب الله” و”حركة أمل” تتحدّر بصورة رئيسة من جنوب لبنان، ما زاد من التهميش الذي تعانيه منطقة البقاع المتأخرة تنمويًا على صعيد التمثيل الشيعي والوطني. ففي البقاع الشمالي، لم يركّز الحزب على تنمية المنطقة، بل على الاستجابة لمطالب العشائر الكبرى بمعالجة مصير أفرادها المسجونين بتُهَمٍ تتعلّق بالمخدّرات.15 وفي الماضي، شنّت الحكومة حملات لمكافحة إنتاج المخدّرات من خلال إتلاف حقول الحشيش قبل موسم الحصاد أو توقيف المتورّطين في تهريبه، فيما غضّ “حزب الله” الطرف عن ذلك.
ظلّت هذه السياسة تُنتَهَج حتى العام 2012، حينما لقيت المطالب العامة بتشريع الحشيش16 دعمًا سياسيًا، إذ أيّدها كبار السياسيين، سواء وزير الداخلية آنذاك مروان شربل، وهو مسيحي ماروني، أم الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، مشيرَين إلى فوائده المحتملة في تأمين إيراداتٍ للاقتصاد الوطني المتعثّر، خصوصًا بعدما شرّعت ولايتان أميركيتان الماريجوانا.17 وفي تلك الفترة، ظهر تجّار حشيش من عشائر معروفة، ولا سيما نوح زعيتر، على شاشات التلفزيون، وساهموا في النقاش حول هذه المسألة، داعين إلى تشريع الحشيش. وقد أخذت هذه النقاشات عوامل عدّة في الحسبان، من ضمنها غياب الإرادة السياسية لكبح تهريب الحشيش، إضافةً إلى الركود الاقتصادي في لبنان، والتداعيات الاقتصادية الناجمة عن الحرب السورية، فأبدت الطبقة السياسية مرونةً تجاه شبكات الحشيش.18
وبالتوازي مع هذا النهج، دعم “حزب الله” و”حركة أمل” وحلفاؤهما، نيابةً عن قواعدهم الشعبية في أوساط العشائر، منح العفو العام لمئات الأشخاص المسجونين بتُهَمٍ تتعلّق بالمخدّرات حتى العام 2020، ومعظمهم من عشائر البقاع الشمالي.19 لكن العفو لم يبصر النور حتى اليوم، إذ تعثّر بسبب مطالب طوائف لبنانية أخرى بإطلاق سراح أفرادها المسجونين بتُهَمٍ مختلفة. ونظرًا إلى الطابع الخلافي لمسألة العفو، أُرجئت إلى أجَلٍ غير مُسمّى ريثما يجري التوصّل إلى توافق طائفي حولها. مع ذلك، يبقى العفو خيارًا جدّيًا، ومن شأنه أن يشمل تجّار الكبتاغون. ويرى “حزب الله” على وجه الخصوص في ذلك فرصةً لتعزيز الدعم الذي يحظى به في البقاع، ولا سيما في ضوء الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمناطق الشيعية جرّاء الصراع مع إسرائيل في فترة 2023-2024.
لطالما افتُرِض وجود روابط بين الطبقة السياسية في لبنان والعشائر المنخرطة في تهريب المخدّرات، ولكنها لم تكن روابط معروفة للعامّة، كما إنها لا تدلّ على أن العشائر استخدمت علاقاتها لخدمة مصالحها في تجارة المخدّرات. على سبيل المثال، انتُخِب يحيى شمص، وهو شخصية بارزة من البقاع، وسياسي وتاجر مخدّرات مشتبه به، نائبًا في البرلمان في العام 1992. وفي تشرين الثاني/نوفمبر 1995، اعتُقِل واتُّهِم بالتورّط في جرائم تتعلّق بالمخدّرات، قضى بموجبها فترة في السجن.20 وقد أنكر شمص التُّهَم الموجّهة إليه، قائلًا إن اعترافه انتُزِع منه تحت التعذيب. وكان يُعتقَد بأنه أحد كبار تجّار المخدّرات في ثمانينيات وأوائل تسعينيات القرن الماضي.21 وبعد إطلاق سراحه، أبقى على نشاطه السياسي ضمن عشيرته ومنطقته، ثم خاض انتخابات العام 2018، إلا أنه لم يَفُز.22 ولكن لم يظهر ما يؤشّر على أنه استغلّ منصبه النيابي لتعزيز نفوذه أو تحسين علاقاته عبر الحدود لأغراض توسيع التجارة غير المشروعة. بل اعتُبر المنصب السياسي الذي تولّاه شمص في التسعينيات مكافأةً على نجاحه المالي وعلاقاته بكلٍّ من “حزب الله” و”حركة أمل”، وباللواء غازي كنعان،23 الحاكم السوري الفعلي للبنان آنذاك. لقد خدم منصبُ شمص السياسي عشيرتَه، ولكنه لم يخدم مصالحها التجارية على ما يبدو.
حدث الأمر نفسه مع سياسي وتاجر مخدّرات بارز آخر هو نايف المصري، الذي كان نائبًا في البرلمان خلال السبعينيات. في العام 1970، صادرت السلطات اليونانية طائرةً في جزيرة كريت مُحمَّلة بالحشيش، قيل إنها أقلعت من مدرجٍ للطائرات في أحد عقارات المصري في البقاع.24 وقد اتّهم وزير الداخلية اللبناني آنذاك، كمال جنبلاط، المصري بتهريب الأسلحة والحشيش والسجائر على متن طائرته الخاصة.25 ولكن على الرغم من قدرة المصري على فعل كل ذلك، بقي نفوذه وموارده محصورَين إلى حدٍّ كبير بمنطقته.
ومن أبرز الشخصيات العشائرية المعروفة في تجارة المخدّرات نوح ومنذر زعيتر، وأفراد من عشيرتَي آل شمص وآل المصري.26 وفي حين اتُّهِم نوح زعيتر، الذي يُعَدّ تاجر المخدّرات الأكثر ظهورًا في لبنان، على نطاق واسع بتهريب الكبتاغون، نفى هذه التُّهَم مُعترفًا بالإتجار بالحشيش.27 مع ذلك، يُشار إلى أن أفرادًا من آل زعيتر أُوقفوا في إطار عمليات لمكافحة شبكات الكبتاغون. وتقتصر صلات نوح زعيتر السياسية في معظمها على الحزبَين الشيعيَّين المهيمنَين في البلاد، “حزب الله” و”حركة أمل”. وشملت هذه الصلات إبداء دعمه الصريح لهما، خصوصًا خلال الصراع في سورية، حينما ظهر زعيتر في مواقع عسكرية تابعة للحزب، مُعلِنًا تأييده له وللرئيس السوري المخلوع بشار الأسد.28 لكن ما عدا الحزبَين الشيعيَّين، قليلةٌ هي الدلائل على أن لزعيتر تأثيرًا على الحياة السياسية أو الأجهزة الأمنية في لبنان. وهو لا يزال مطلوبًا للعدالة، مع أن الحكومة لم تبذل جهودًا جدّية لاعتقاله بسبب ارتباطه بـ”حزب الله”، وما زال يظهر بانتظامٍ في وسائل الإعلام.
تجدر الإشارة إلى أن شبكات الكبتاغون في لبنان تعبر الحدود بشكلٍ لا تستطيع أن تفعله الشبكات العشائرية. فعلى خلاف عشائر البقاع، ينتمي كبار تجّار الكبتاغون عمومًا إلى أُسَرٍ أصغر حجمًا، ويتحدّرون من بلداتٍ حدودية هامشية، وتجمعهم صلات قوية على جانبَي الحدود، ناهيك عن أن بعض هؤلاء التجّار يحملون الجنسيّتَين اللبنانية والسورية. فضلًا عن ذلك، تجاوزوا الانقسامات السياسية، ونسجوا مصالح متوازية مع جهات أكثر تنوّعًا من تلك التي تعامل معها التجّار العشائريون، إذ بنوا علاقات في لبنان وسورية، ومع تجّار عابرين للحدود الوطنية. ولا يبدو تجّار الكبتاغون مهتمّين كثيرًا بالمشاركة مباشرةً في الحياة السياسية من خلال الحصول على مناصب في مؤسسات الدولة، كما لا يظهرون في وسائل الإعلام. ولكن في الوقت نفسه، تُعدّ قدرتهم على إيجاد متعاونين في الأحزاب اللبنانية الرئيسة، مثل “حزب الله”، وضمن القوى الأمنية، سمةً جديدة وأشدّ إثارة للقلق في سلوكهم مقارنةً مع تجّار المخدّرات العشائريين.
تُعَدّ شبكات الكبتاغون أكثر شمولًا، إذ لا يقتصر الانخراط فيها على أبناء العشائر كما أنها لا تستبعدهم من عملياتها، وتوظّف لبنانيين وسوريين على حدٍّ سواء. فقد أظهرت التحقيقات التي أُجريَت مع التاجرَين رشق ودقّو استعانتهما بأفرادٍ من العشائر، ولكن ليس من عشيرة واحدة كما هي الحال في شبكات الحشيش أو الأفيون.29 ينطوي توظيف أفراد العشائر على مزايا، إذ يساعد في توسيع نفوذ شبكات الكبتاغون ليطال مناطق أخرى، مع بقاء هذه الشبكات مستقلّة عن ولاءات العشائر السياسية. ويمنح هذا الأمر مرونةً للشبكات، إذ يُرجَّح أن يشمل العفوُ العام أفرادَ العشيرة الذين يُلقى القبض عليهم في سياق النظام اللبناني المتعدّد الطوائف، ولا سيما أن سجناء من جميع الطوائف الدينية يستفيدون عمومًا من العفو. هذه المرونة سمحت للمهرّبين بالحفاظ على علاقاتهم مع مجموعة واسعة من القوى السياسية أو الاجتماعية، المُتناحرة في أغلب الأحيان، ما أبقى الخيارات مفتوحة أمام شبكاتهم. فالتاجر رشق كان يملك منزلًا في بلدة أدما المسيحية القريبة من جونية، حيث يتمتّع حزب “القوات اللبنانية” (وهو خصم لدود لـ”حزب الله”) بالنفوذ، وحيث تتمركز قوى الأمن اللبنانية،30 ما أظهر مدى راحته في التعامل مع النظام الطائفي اللبناني المعقّد. من الصعب تصوّر تاجر مخدّرات من عشيرة بقاعية يتصرّف بطريقة مماثلة.
فضلًا عن ذلك، يؤكّد قضاة ومحامون ومسؤولون محليون أن تجارة المخدّرات تحوّلت خلال العقد الأخير من إنتاج وتهريب الحشيش والأفيون المرتبطَين بالعشائر إلى إنتاج الكبتاغون.31 تتطلّب تجارة الكبتاغون خبرةً أكبر في التهريب ومروحة أوسع من العلاقات، وقد تسارعت وتيرتها خلال الصراع السوري. واستفادت هذه التجارة من طرق وشبكات تهريب الحشيش والأفيون القائمة في المناطق الحدودية، ثم اعتمدت على الروابط السياسية والأمنية العابرة للحدود التي تتمتّع بها هذه الشبكات لإكمال دورة التهريب. ففي قضية دقّو على سبيل المثال، كشفت جلسات استجوابه تورّطه في تهريب شحنات دولية، وفي إنشاء شركاتٍ وهمية.32 وعلى الرغم من أن هذه الأنشطة حقّقت ثروات طائلة لكلٍّ من رشق ودقّو، لم تشهد علاقاتهما مع عشائر المنطقة توتّرًا باديًا أو أعمال عنفٍ كانت لتضرّ بتجارة الكبتاغون، نظرًا إلى القوة العسكرية التي تتمتّع بها العشائر وقدرتها على التعبئة.
يُمكن أن يُعزى غياب العنف بين الطرفَين إلى عاملَين، أوّلهما قرار الحكومة اللبنانية في العام 2012 بالتوقّف عن تلف حقول الحشيش والأفيون سنويًا، الأمر الذي أبقى على ما يكفي من النشاط التجاري للجميع. وبُرّر القرار عمومًا على أنه إجراءٌ لتخفيف حدّة الأثر الاقتصادي السلبي للصراع السوري على المنطقة الحدودية المهمّشة اقتصاديًا في لبنان. أما العامل الثاني، فكانت مشاركة أفرادٍ من العشائر في شبكة الكبتاغون، والتداخل القائم بين مختلف جوانب هذه التجارة، أي التصنيع والتهريب والتوزيع المحلي.33 ويتّضح استنادًا إلى المعلومات التي جرى الحصول عليها خلال توقيف خلايا ضالعة في التهريب، أن كل جانب من هذه التجارة يضمّ ممثّلين من مختلف الشبكات المتورّطة. هؤلاء يحافظون على علاقات بالعشائر في المناطق الحدودية ويديرونها، وهذا أمرٌ يوازي في أهميته امتلاك روابط سياسية.
ومن بين المتورّطين في هذه الشبكات أفرادٌ في فلك “حزب الله”.34 فقد اعتُقِل في حالتَين شخصان مرتبطان بالحزب، أحدهما شقيق النائب السابق حسين الموسوي، لانخراطهما في تصنيع الكبتاغون، فيما تردّد أن مؤسسات مثل الحوزات العلمية التابعة لـ”حزب الله” في البقاع تحتفظ بمخزونات من هذا المخدّر.35 وقد أشارت التحقيقات لاحقًا إلى أن الحزب سهّل نقل المخدّرات إلى المناطق الحدودية وجنوب سورية. هذه الأدلّة، وإن لم تكن قاطعة كما في حالة النظام السوري، كانت كافيةً لربط الحزب بتجارة الكبتاغون في النقاشات العامة حول هذا المخدّر.36
وتكشف المعلومات المتعلّقة بتاجرَي الكبتاغون المسجونَين رشق ودقّو كيف أن الطبقة الجديدة من التجّار أكثر تطوّرًا في طريقة إدارة عملياتها مقارنةً مع التجّار العشائريين، سواء من ناحية الثروات التي يمكنها جمعها، أم من ناحية صلاتها السياسية والأمنية.37 يتحدّر رشق البالغ من العمر 62 عامًا من قرية فليطة السورية القريبة من الحدود مع لبنان.38 وقد حافظ سكان فليطة، مثلهم مثل سكان الكثير من القرى الواقعة على طول الحدود اللبنانية السورية على علاقات بالجانب اللبناني، وتحديدًا بأقاربهم البعيدين في العائلات الكبيرة في بلدة عرسال الحدودية ذات الغالبية السنّية في شمال شرق البقاع. والواقع أن غياب الرقابة المُشدَّدة على الحدود منذ الاستقلال، والتضاريس الجبلية المحيطة بفليطة، حوّلا هذه الأخيرة إلى مركزٍ للتهريب، حيث لطالما حظيت الروابط والعلاقات العابرة للحدود بالأهمية. وتعود شهرة رشق إلى قدرته على العمل انطلاقًا من عرسال، التي كانت مركزًا لفصائل المعارضة السورية، وتحديدًا جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، والمعروفة اليوم بهيئة تحرير الشام التي انشقّت علنًا عن القاعدة في العام 2017 .39 في العام 2013، أُصيب أفرادٌ من عشيرة الحجيري الكبيرة في البلدة أثناء الدفاع عن رشق عندما تعرّض لمحاولة اختطاف، الأمر الذي أبرز أهميته، مع أنه كان تاجرًا سوريًا في بلدة لبنانية.40 في موازاة ذلك، كان رشق معروفًا بروابطه بـ”حزب الله” الذي زوّده بالمكوّنات الضرورية لتصنيع الكبتاغون.41 لم تكن قدرته على إدارة علاقاتٍ متناقضة أمرًا غير مألوف في تلك الفترة من الحرب السورية، نظرًا إلى مستوى العنف وحالة انعدام الأمن على الجانب اللبناني من المنطقة الحدودية.
ما حسن دقّو، المولود في العام 1978، فيتحدّر من خلفية أفقر. وهو ابن بلدة الطفيل الواقعة على الحدود اللبنانية السورية، حيث يشكّل التهريب نشاطًا رئيسًا لكثير من الناس، بمَن فيهم والد دقّو.42 صحيحٌ أن الطفيل تقع في لبنان، إلا أنها كانت أكثر ارتباطًا بالجانب السوري من الحدود، وجرى تجاهلها تاريخيًا نظرًا إلى موقعها. بدأ دقّو عمله كبائع ساعاتٍ في الشارع، ولكنه وسّع أنشطته تدريجيًا لتشمل سلسلةً من الأعمال التجارية، بما فيها امتلاك مصنعٍ للمبيدات الحشرية في الأردن، ومعرضٍ للسيارات في سورية، وأسطولٍ من الصهاريج.43 وأتاحت له ثروته المتنامية شراء عددٍ كبيرٍ من العقارات في بيروت والبقاع. وتحدّث دقّو في استجوابه ومحاكمته عن روابطه بالفرقة الرابعة المدرّعة النخبوية في الجيش السوري، التي كان يقودها ماهر شقيق بشار الأسد، إضافةً إلى المساعدة التي قدّمها لـ”حزب الله” خلال الصراع السوري.44 كذلك أتى على ذكر الدور الذي اضطلع به في مساعدة جهاز المخابرات التابع لمديرية قوى الأمن الداخلي في لبنان، والمعروف بشعبة المعلومات.45
شبكات الكبتاغون وخطرها على الدولة اللبنانية
انبثقت أنشطة تجّار الكبتاغون، شأنها شأن أنشطة الشبكات التقليدية، من سياق اقتصادي واجتماعي سهَّلَ تنامي الأعمال غير الشرعية في لبنان، سواء تلك المرتبطة بالمخدّرات أم غيرها. فقد ملأت شبكات الكبتاغون الفراغ الذي خلّفه الصراع السوري والانهيار المالي الاقتصادي في لبنان بين العامَين 2019-2020، فضلًا عن التحوّل بعيدًا عن الاعتماد على الريع الإقليمي الذي كان متراجعًا أساسًا.
ولكن الأكثر مدعاةً للقلق هو أن تجارة الكبتاغون شَرَعت تتغلغل في الحياة السياسية والمؤسسات الأمنية في الدولة اللبنانية. وإذ تغيب الأدلّة على تورّط شخصيات بارزة من الطبقة السياسية في الإتجار بهذا المخدّر، يبدو أن بعض هؤلاء أقام علاقات غامضة بالتجّار، ما أثار تساؤلات محرجة في المجتمع اللبناني.46 كذلك يُشتبَه بتورّط أحزاب سياسية بارزة، خصوصًا “حزب الله”، في تجارة الكبتاغون. وتشير هذه المعطيات كلّها إلى أن القضاء على تجارة الكبتاغون قد يكون أصعب ممّا قد يُخيَّل بدايةً.
أدّت الحرب السورية دورًا رئيسًا في توسّع تجارة الكبتاغون بعد العام 2012. فقد واجه نظام الأسد ضغوطًا هائلةً نتيجة العقوبات التي فُرِضَت عليه، ورفضه القبول بأيّ حلٍّ سياسي من شأنه المساهمة في إعادة الأوضاع إلى طبيعتها في البلاد. لهذا بدأ هذا النظام المفلس ماليًا بإشراك الجيش السوري مباشرةً في صناعة الكبتاغون وتجارتها.47 وأدّت هذه الشبكة من العلاقات إلى نشوء مصالح متوازية مفاجئة، ذلك أنها ضمّت أيضًا شبكات تهريب عابرة للحدود كانت متحالفة مع المعارضة السورية، إضافةً إلى شبكات استفادت من تعاون “حزب الله” أو حمايته في لبنان.48 والأهمّ من ذلك أن نظام الأسد استفاد من الطلب المتزايد على الكبتاغون في دول الخليج، إذ تدفّقت مليارات الدولارات إلى سورية من هذه الدول من دون شروط سياسية، ما أتاح للأسد استخدام تجارة الكبتاغون بمثابة ورقة مساومة في المفاوضات مع الدول العربية المتضرّرة من هذا الوضع.49
ومع أن توسّع الإتجار بالكبتاغون كان في البداية مدفوعًا من الدولة في ظلّ نظام الأسد المحاصر، امتدّت ركائز هذه التجارة – أي الطلب المستدام في الخليج، والخبرة التقنية في إنتاج الكبتاغون، وشبكات النقل النشطة – لتشمل جهات فاعلة أخرى خارج سيطرة النظام. وقد أظهر انتشار النشاط الاقتصادي غير الشرعي، مثل تهريب الكبتاغون، أن لبنان وسورية لم يستجيبا بشكلٍ فعّال لانحسار أنظمة الريع التي كان البلَدان يعتمدان عليها. فقد كانت الدول المُنتِجة للنفط والغاز تُعيد توزيع جزءٍ من إيراداتها على البلدان غير المُنتِجة للنفط، أو تلك التي تُنتجه بكميات محدودة، عبر وسائل مختلفة. واستفاد لبنان وسورية من هذا الريع، إلا أن تراجعه بسبب عوامل عدّة مثل العقوبات المفروضة على إيران، والتحوّل في السياسات السعودية، إلى جانب انهيار الاقتصادَين والنظامَين السياسيَّين اللبناني والسوري، أرغمَ كلا البلدَين على اللجوء إلى اقتصاد الظلّ من أجل البقاء.50
عقب الإطاحة بنظام الأسد، سُلّط الكثير من الضوء على تورّطه في تجارة الكبتاغون،51 إذ كان له دورٌ بارزٌ في إنتاج المخدّر بكميات كبيرة، وقُدّرَت عائداته السنوية بنحو 10 مليارات دولار في الفترة الممتدّة بين العامَين 2018-2019 وحتى سقوط بشار الأسد،52 علمًا أن هذا الرقم كان أعلى من الناتج المحلي الإجمالي لسورية آنذاك.53 أما التفاصيل المتعلّقة بكيفية تنامي تهريب الكبتاغون وبلوغه هذا الحجم، فلم تتّضح بالكامل بعد، غير أن هذه التجارة ازدهرت بين أوروبا الشرقية والشرق الأوسط في ثمانينيات القرن الماضي، ثم أتى بها إلى سورية كيميائيون مُدرَّبون في بلغاريا.54 أشارت الأدلّة المُستمَدّة من شبكات الكبتاغون إلى وجود صلة بالفرقة الرابعة المدرّعة بقيادة ماهر الأسد، وبخمس عشرة منشأة إنتاج كبرى.55 فقد كشفت التحقيقات التي أجرتها السلطات اللبنانية عن صلاتٍ بين دقّو ومدير مكتب ماهر الأسد، اللواء غسان بلال، الذي كان على تواصل منتظم مع الشبكة لمناقشة تسليم شحنات الكبتاغون الآتية من سورية،56 مع الإشارة إلى أن دقّو لَقّب بلال بـ”المعلّم” في محادثاته. لكن موضوع الحديث بينهما اقتصر على دور بلال في العملية، ولم يشمل أنشطة دقّو في لبنان، حيث تواصل مع جهاتٍ مختلفة، وسهّل نقل الشحنات إلى الخارج. على سبيل المثال، تضمّنت ملفّات التحقيق في قضية دقّو، التي سُرِّبَت إلى وسائل الإعلام، إشارات إلى شرائح الاتصال الخلوية السعودية العائدة إليه، والأشخاص السعوديين الذين تواصل معهم.57 لقد شكّلت سورية لتجّار الكبتاغون العاملين على الحدود مركزًا رئيسًا للإنتاج، ولكنها لم تكن المركز الوحيد. فقد كانت لدقّو صلاتٌ لبنانية سواء مع “حزب الله” أم داخل الدولة والسوق في لبنان، فيما حافظ على علاقات مع التجّار في البلدان التي كان يُرسَل إليها الكبتاغون. ومع أن النظام السوري كان يُحكم السيطرة على أراضيه، اعتمدت شبكات التهريب التابعة له على خدمات واتصالات أشخاص مثل دقّو ورشق، لذا لم يكن من السهل استبدالهما.
كذلك كشفت التحقيقات في قضية دقّو أن الجانب اللبناني في تجارة الكبتاغون يستنسخ الطريقة التي تدير بها النخبة السياسية لبنان ما بعد الحرب، وتحديدًا من خلال تقاسم زعماء الطوائف غنائم الوطن (أو ما يُعرَف بنظام المحاصصة).58 بتعبير آخر، تتقاطع مصالح الشبكات، أيًّا تكن الانقسامات في البلاد. والواقع أن عوامل عدّة اجتمعت لتوسيع نطاق الأنشطة غير الشرعية. فعند اعتقال دقّو في العام 2021، كانت البلاد قد دخلت العامَ الثاني من الانهيار المالي والاقتصادي، في ظلّ تراجع التمويل الإقليمي للطبقة السياسية في لبنان مع تغيّر القيادة السعودية منذ العام 2015.59 فضلًا عن ذلك، أثّرت حملة الضغوط القصوى التي شنّتها إدارة ترامب الأولى ضدّ إيران على كلٍّ من ماليّة طهران واقتصاد لبنان، بالتوازي مع تزايد التدقيق في القطاع المصرفي.60 وقد تحوّل “حزب الله” نتيجة دعمه نظامَ الأسد، وانتشاره على طول الحدود اللبنانية السورية، إلى مشاركٍ في تجارة الكبتاغون ودعمها. لذا، اتّهمت واشنطن الحزب باستخدام الكبتاغون لتمويل أنشطته، وفرضت عقوبات على أفرادٍ مرتبطين به.61
أدّى تزايد حجم الاقتصاد النقدي في لبنان نتيجة القيود المصرفية التي أعقبت الانهيار المالي في العامَين 2019-2020 دورًا كبيرًا في تسهيل المعاملات غير المشروعة. ففي العام 2022، قُدّرَت قيمة الاقتصاد النقدي في لبنان بـ9.9 مليارات دولار، ما يعادل أقلّ من نصف الناتج المحلي الإجمالي بقليل، وفقًا للبنك الدولي.62 حدث ذلك بالتوازي مع عمليات التهريب واسعة النطاق التي كانت تجري على طول الحدود اللبنانية السورية، خصوصًا للبنزين والمازوت، إذ استفاد المهرّبون من دعم لبنان لأسعار هاتَين المادّتَين.63 وحتى عندما تسبّب نظام الدعم المُكلِف بنقصٍ حادّ في السلع الأساسية في لبنان، أبقت الحكومة عليه وسط اتهامات بالتواطؤ بين السياسيين والمهرّبين.64 ووقع الحدث الأبرز خلال تلك الفترة في قرية التليل الشمالية، حيث لقي ثلاثون شخصًا مصرعهم في حريق شبّ في مستودع كان يُخزَّن فيه الوقود.65 آنذاك، استخدم المتورّطون في تهريب الوقود علاقاتهم السياسية لتجنّب المساءلة، ودفعوا المال لعائلات الضحايا لإسقاط الدعاوى القضائية ضدّهم.66 كانت هذه العلاقات والتواطؤ، بما في ذلك مع “حزب الله”، أمرًا ضروريًا لإجراء عمليات التهريب بين لبنان وسورية خلال الفترة الممتدّة بين العامَين 2019-2022.
لكن التهريب لم يكن سوى الوجه الأكثر وضوحًا للاقتصاد غير الشرعي الناشئ. أما الجانب الأقلّ وضوحًا، فكان الإتجار بالكبتاغون، وكشفت الصور التي تجمع دقّو بسياسيين لبنانيين، والتي انتشرت بعد توقيفه في العام 2021، عن روابط مُقلقة. فقد أظهرت هذه الصور التي جرى تداولها على نطاق واسع التاجرَ دقّو مع رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، والأمين العام لتيار المستقبل، أحمد الحريري، والنائب عن “حزب الله” إبراهيم الموسوي. وأشارت صلات دقّو بكلٍّ من الموسوي وسعد الحريري، الذي يُعدّ من بين الشخصيات البارزة المناهضة للأسد التي دعمت المعارضة السورية في سنوات الصراع الأولى، إلى البراغماتية التي تمتّع بها.67 وقد شملت تعاملات دقّو شراء السيارات من وزير الداخلية السابق نهاد المشنوق، وهو شخصية أخرى مناهضة للأسد، والحصول على ترخيص من وزير الداخلية آنذاك محمد فهمي لبناء منشآت تخزين في بلدته.68 أنكر جميع هؤلاء السياسيين معرفتهم بانخراط دقّو في تجارة كبتاغون، مع أن هذا الأمر يصعب تصديقه. فموكب السيارات الذي كان يملكه دقّو، وأسلوب حياته الباذخ، ونشاطه على الحدود كلّها مؤشّراتٌ يُفترض أنها أثارت شبهات هؤلاء السياسيين الدهاة حول مصادر دخله.69
وكانت القدرة على تجاوز الانقسامات السياسية، التي أظهرها دقّو، واضحةً أيضًا لدى تجّار الكبتاغون في سورية، الذين يُشكّلون ممرًّا لشبكات الكبتاغون اللبنانية إلى الشرق الأوسط الأوسع. وبينما بقي نظام الأسد الطرف الأساسي في إنتاج المخدّر على المستوى الصناعي، استلزم تهريب الكبتاغون إلى الأردن التعاملَ مع شبكات محلية راسخة. بعض هذه الشبكات أنشأه قادة فصائل المعارضة السورية الذين توقّفوا عن قتال النظام بعد اتفاقيات المصالحة التي دعمتها روسيا في العام 2018، ولكنهم ظلّوا مُعادين له.70 كان هؤلاء القادة والشبكات ضروريين، نظرًا إلى معرفتهم بالتضاريس، وارتباطهم بعشائر أردنية على الجانب الآخر من الحدود، وقدرتهم على التنقّل في منطقة ذات انتشار عسكري كثيف. وبما أن محافظة درعا في الجنوب السوري ظلّت غير آمنة لجنود الحكومة، إذ تواصَل العنف حتى انهيار النظام في كانون الأول/ديسمبر 2024، من الواضح أن شبكات التهريب المحلية كانت تملك قدرةً على التأثير في العلاقة مع مورّدي الكبتاغون. فالعلاقة بين الطرفَين كانت بمثابة زواج مصلحة، نظرًا إلى حاجة كلٍّ منهما إلى الموارد.71 وفي وقتٍ لاحق، تحرّكت قوات المعارضة في درعا وأدّت دورًا رئيسًا في إسقاط النظام.72
كذلك، برز اسم مرعي الرمثان، المُلقَّب بـ”إسكوبار” الجنوب السوري،73 كونه أحد كبار تجّار الكبتاغون بين سورية والأردن. وكان الرمثان يعمل راعي أغنام قبل أن ينتقل للعمل في تجارة المخدّرات، وقُتل لاحقًا على إثر غارة جوية أردنية استهدفت مقرّ إقامته في أيار/مايو 2023.74 وتحدّثت تقارير صحافية عن شبكة العلاقات التي جمعته بشخصيات أمنية سورية رفيعة المستوى في شعبة المخابرات العسكرية، وشخصيات من “حزب الله”،75 إلّا أن قوّته الحقيقية كانت مهارته في التهريب عبر الحدود السورية الأردنية. فمن أجل اختراق الإجراءات الأمنية المشدّدة التي يفرضها الأردن على المنطقة الحدودية، لجأ المهرّبون إلى وسائل مبتكرة لإرسال الشحنات عبر الحدود، بما في ذلك استخدام الطائرات المسيّرة والحمام الزاجل، مُستغلّين الظروف الجوية المُعانِدة للإفلات من المراقبة. وشنّ الطيران الحربي الأردني أيضًا غارتَين جوّيتَين استهدفتا شخصَين متّهمَين بتجارة المخدّرات في محافظة السويداء السورية في كانون الثاني/يناير 2025.76
تضمّنت طرق تهريب الكبتاغون من شمال سورية إلى تركيا شكلًا من أشكال التعاون بين النظام السوري وفصائل مسلّحة منضوية تحت لواء الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا.77 وقد أصبح تورّط هذه الفصائل في تجارة المخدّرات معروفًا للعلن، وتناقشه وسائل الإعلام المناهضة للأسد.78 يُشار إلى أن الجيش الوطني السوري وسّع انتشاره الجغرافي في سورية عَقِب سقوط الأسد.79
هذا وقد نسج تجّار الكبتاغون أيضًا علاقاتٍ داخل قوى الأمن اللبنانية، ومع شخصيات رفيعة المستوى في دول الخليج حيث يُعدّ الطلب على الكبتاغون كبيرًا. على سبيل المثال، تصدّرت صلات محمد رشق بضباط في قوى الأمن الداخلي عناوين الأخبار،80 إذ كان يستعين بهم للتغطية على أنشطته الإجرامية.81 وبالفعل، عمل أحد الضباط لحسابه طوال سنوات، قبل أن يُلقى القبض عليه في نهاية المطاف. ولا تقلّ عن ذلك أهمية قدرة رشق على الخروج من أحد السجون السورية في العام 2011، ما سلّط الضوء على شبكة علاقاته القوية في سورية.82 وتضمّنت علاقاته الرفيعة المستوى خارج سورية الأمير السعودي عبد المحسن بن وليد بن عبد العزيز الذي جرى توقيفه في بيروت في العام 2015.83 فقد أُلقي القبض على “أمير الكبتاغون”، وهو اللقب الذي أطلقه عليه اللبنانيون، في تشرين الثاني/نوفمبر 2015 بينما كان يستعدّ لمغادرة الأراضي اللبنانية على متن طائرة خاصة متّجهة إلى السعودية ومُحمَّلة بنحو طنَين من الكبتاغون موضَّبة داخل طرود.84 أظهرت هذه القضية الأمير حجم الطلب الكبير على الكبتاغون في السعودية، حيث اعتقلت السلطات في تشرين الأول/أكتوبر 2024 ستة عشر موظفًا حكوميًا ضمن شبكة إجرامية مرتبطة بالمخدّرات.85
جرى توقيف رشق وعبد العزيز في فترةٍ شهدت تصاعدَ حدّة التوتّرات بين السعودية وكلٍّ من إيران و”حزب الله” على خلفية تدخّل الحزب في سورية واليمن، وتسلّمَ خلالها الأمير محمد بن سلمان الحكم الفعلي في المملكة. وفي العام 2016، أُلقي القبض على رشق وعلى ضابط برتبة مقدّم في قوى الأمن الداخلي اللبناني، وصفته تقارير إعلامية بأنه “شريك” تاجر المخدّرات. وعلى الرغم من أن عمليتَي اعتقال رشق والأمير السعودي مرتبطتان ببعضهما البعض، نظرًا إلى توّرطهما في الإتجار بالكبتاغون، أشار أسلوب توقيفهما وهوية الجهة التي اعتقلت كلًّا منهما إلى وجود أجندات سياسية مختلفة وراء التوقيفَين. فقد ألقى جهازان أمنيّان مختلفان القبض على رشق وعبد العزيز: أوقف جهازُ أمن المطار الأميرَ السعودي، وكان رئيسه آنذاك مرتبطًا بـ”حزب الله”؛ أما رشق فقد اعتقلته شعبة المعلومات التابعة لقوى الأمن الداخلي، التي كانت موالية لرئيس الوزراء السابق سعد الحريري، حليف السعودية، بعد أن وصلتها من السلطات الخليجية معلوماتٍ استخبارية حول أنشطة رشق.86 سلّطت هذه التطوّرات الضوء على الترابط القائم بين ديناميّات تجارة المخدّرات والسياسة في الكثير من الأحيان، ما يوضح كيف باتت تجارة الكبتاغون في صميم التنافس السياسي الأوسع نطاقًا. ويظهر ذلك بدوره مدى صعوبة كبح هذه التجارة.
وإذ يتيح النظام الطائفي القائم على تقاسم السلطة في لبنان للجهات السياسية التأثيرَ على الأجهزة الأمنية، سمحت العلاقات المتنوعة لشبكات الكبتاغون بتحسين ظروف الموقوفين، مع أن هذا الأمر أضرّ بسمعة البلاد ونزاهة أجهزتها الأمنية. فعلى سبيل المثال، جرى توقيف مدير عام الجمارك اللبنانية المحسوب على “التيار الوطني الحر”، الحليف المسيحي لـ”حزب الله” آنذاك، بتهمة رفع قرار منع السفر بشكل غير قانوني عن عبد العزيز في العام 2020، بعد بضعة أشهرٍ على انفجار مرفأ بيروت في 4 آب/أغسطس، وهو الحدث الذي دفع السعودية إلى إرسال مساعدات تضامنًا مع اللبنانيين.87 وكانت الأضواء قد سُلطّت أساسًا على المعاملة التفضيلية التي تلقّاها الأمير في السجن بعدما سُرِّب له مقطع فيديو يُظهره وهو يحتفل بعيد ميلاده مع أصدقائه في مخفر حبيش.88
برزت مرارًا وتكرارًا أمثلةٌ إضافية عن المعاملة المتساهلة التي تلقّاها الموقوفون في قضايا المخدّرات، ولا سيما بُعيد الأزمة المالية والاقتصادية في فترة 2019-2020، نظرًا إلى انهيار قيمة الليرة اللبنانية، وبالتالي تدنّي القدرة الشرائية للضباط والجنود. وفي العام 2018، اتُّهم أربعة ضباط من قوى الأمن الداخلي بمساعدة شبكات الكبتاغون في نقل المخدّرات، مستخدمين سياراتهم وبزّاتهم العسكرية.89 يُشار إلى أن التحقيقات التي أُجريت بعد العام 2019 حول تورّط عناصر في قوى الأمن الداخلي بتجارة المخدّرات كانت أوسع نطاقًا بكثير. إحدى القضايا البارزة كانت توقيف الرئيس السابق لمكتب مكافحة المخدّرات المركزي في لبنان، وهو عقيد في قوى الأمن الداخلي، في مطلع العام 2022 بتهمة بيع كمية من المخدّرات المضبوطة.90 أما القضية الأحدث فكانت التحقيق مع خمسة وعشرين عنصرًا من ضباط ومفتّشي الأمن العام على خلفية المعاملة التفضيلية التي حظيَ بها تاجر المخدّرات السوري الجنسية فايز العبد خلال فترة اعتقاله، ثم تسهيل هروبه من السجن، بعدما جرى توقيفه في العام 2023 عند وصوله إلى مطار بيروت الدولي، آتيًا من تركيا.91 تُظهر هذه القضايا كيف استخدم تجّار المخدّرات صلاتهم السياسية ونفوذهم المالي لدفع الرشاوى إلى عناصر قوى الأمن وتقويض سلطة الأجهزة الأمنية (انظر الشكل 1).92
سلّطت العلاقات التي تربط شبكات الكبتاغون بشخصيات من مختلف ألوان الطيف السياسي الضوءَ على كيفية استفادة المجرمين من الفساد المُستشري في لبنان. فقد اتّبعت نمطًا شبيهًا بقضية بنك المدينة الذائع الصيت الذي اتُّهم في العام 2003 بتبييض الأموال والاختلاس والاحتيال، وأغلقه مصرف لبنان في نهاية المطاف.93 حينذاك، ألقت السلطات القبض على رنا قليلات، المتّهمة الرئيسة في تلك القضية، إلّا أن قليلات استخدمت علاقاتها السياسية ومواردها المالية لتحويل زنزانتها إلى ما وصفته وسائل الإعلام بأنه “سويت” فخم، قبل أن تهرب من البلاد.94 وكشفت تلك الفضيحة عن الهدايا والإكراميات المقدّمة إلى سياسيين وشخصيات أمنية، والتي ساهمت لا ريب في ضمان إفلات قليلات من يد العدالة. وهكذا، عمّقت فضيحة بنك المدينة فقدان ثقة اللبنانيين بالنخب السياسية والأجهزة الأمنية والقضاء، ما شكّل أرضًا خصبة لازدهار شبكات الكبتاغون.95
تجلّى هذا الواقع الاجتماعي السياسي أيضًا من خلال جانبٍ آخر أظهر قدرة تجّار الكبتاغون على التغلغل في النظام السياسي اللبناني، وتمثّل تحديدًا في الاشتباه بتعاونهم مع “حزب الله”. فمنذ فرضت إدارة ترامب عقوبات على إيران بدءًا من العام 2018، أشارت مجموعة من الأدلّة إلى ارتباط الحزب بشبكاتٍ غير مشروعة، ولا سيما تلك المتعلقة بتجارة الكبتاغون. ومنذ نشوب الصراع في سورية في العام 2011، وبخاصة بعد العام 2018، كشفت مقاربة “حزب الله” تجاه الاقتصاد اللبناني عن اتّجاهَين اثنَين. أولًا، ساهم الحزب في تعاظم حجم الاقتصاد النقدي في لبنان من خلال اعتماده على بنية تحتية مالية منفصلة عن النظام المالي الرسمي.96 واشتُبه أيضًا بضلوع “حزب الله” في عمليات التهريب عبر الحدود مع سورية، أو تسهيلها، خلال السنوات التي أعقبت الانهيار المالي الذي شهده لبنان في العام 2019، حين كان يُعاد بيع السلع المدعومة في لبنان، مثل الوقود والأدوية والسلع الأساسية، إلى سورية بهدف تحقيق الربح. وكبّدت هذه الأنشطة الاقتصادَ اللبناني خسائر بمليارات الدولارات. هذا وسلّطت العقوبات الأميركية الضوء كذلك على صلات “حزب الله” بمؤسسات صرافة،97 تُعتبر بمثابة واجهات تسمح للحزب بالالتفاف على القيود الدولية المفروضة على المعاملات المالية بهدف تمويل أنشطته.
ثانيًا، ساهم “حزب الله” في إضعاف سياسات الحكومة اللبنانية في مجال مكافحة المخدّرات بعد نشوب الصراع السوري.98 وفيما استمرت الأموال الإيرانية في التدفّق إلى الحزب حتى بعد الأضرار الفادحة التي ألحقتها العقوبات الأميركية بموارد طهران وقطاعها النفطي منذ العام 2018 فصاعدًا،99 استخدم الحزب نفوذه للدفع باتجاه اعتماد نهجٍ لبناني أكثر تساهلًا مع جرائم المخدّرات، وذلك قبل انخراط النظام السوري بقوة في تجارة الكبتاغون. ساهمت سيطرة “حزب الله” على الحدود اللبنانية السورية ورفضه أن تضطلع الدولة بأكثر من مجرّد دورٍ شكلي في إدارة المعابر، في تعاظم حجم الإتجار غير المشروع. بل أقدم الحزب بشكلٍ منهجي على تقزيم دور الدولة في ضبط الحدود بعد اندلاع الحرب السورية، ما أفضى حتى إلى وقف التقليد السنوي غير الفعّال المتمثّل في إتلاف حقول الحشيش والأفيون في البقاع.100
طالت العقوبات الأميركية أفرادًا مرتبطين بـ”حزب الله” ومنخرطين، كما ذُكر، في إنتاج الكبتاغون مع الفرقة الرابعة المدرّعة التابعة للجيش السوري.101 في السابق، كان الحديث عن دور الحزب في هذه التجارة يقتصر في الغالب على ضلوعه في نقل الكبتاغون أو تسهيله هذه العملية، بيد أن العقوبات التي فُرضت مؤخّرًا تشير إلى تورّط الحزب في إنتاج هذا المخدّر داخل سورية.102 لقد كان دور الحزب في لبنان امتدادًا لدوره في سورية، أي تحديدًا تسهيل نشاط مهرّبي المخدّرات أو التغاضي عن أنشطتهم. وفي التحقيقات التي أُجريت مع دقّو، بدا ارتباطه بـ”حزب الله” واضحًا من خلال قدرته على تنسيق مرور شحنات المخدّرات عبر الحدود.103 وبصرف النظر عن حجم الأدلة التي تُدين الحزب، فواقع أنه كان متواجدًا على جانبَي الحدود ولم يوقف حركة تهريب الكبتاغون أو يعرقلها على الإطلاق، يشير إلى شكلٍ من التورّط، ناهيك عن أن الإنتاج ظلّ مستمرًّا على قدم وساق في مناطق كانت قوات الحزب منتشرة فيها.104 علاوةً على ذلك، جمعت “حزب الله” علاقات بأفرادٍ يمارسون أنشطة عابرة للحدود الوطنية، وتحديدًا مع دول أميركا اللاتينية، سواء في فنزويلا أو المكسيك أو في المنطقة الحدودية الثلاثية حيث تلتقي حدود كلٍّ من البرازيل والأرجنتين وباراغواي.105 على سبيل المثال، ارتبط اسم أيمن جمعة، الذي كان على صلةٍ بـ”حزب الله”، بعصابة “لوس زيتاس” (Los Zetas) لتجارة المخدّرات في المكسيك.106 وهذه الصلة دفعت الولايات المتحدة إلى الضغط من أجل إغلاق البنك اللبناني الكندي في العام 2011.107 وقد أورد الباحثون في تقارير مختلفة أن نسبةً تتراوح بين 20 و30 في المئة من إيرادات “حزب الله” البالغة مليار دولار تأتي من تبرّعات المغتربين الشيعة الأثرياء ومن عائدات التعاملات غير المشروعة.108
أثّر الإتجار بالكبتاغون على الدولة اللبنانية من نواحٍ أخرى أيضًا، أبرزها تقويض مصداقيتها ومصالحها الإقليمية. ففي نيسان/أبريل 2021، منعت السعودية دخول شحنات الفواكه والخضار من لبنان بعدما ضبطت السلطات 5.3 ملايين حبة كبتاغون مُخبّأة داخل شحنة فاكهة الرمّان في ميناء جدّة.109 وبلغت التوتّرات المتنامية ذروتها عندما سحبت السعودية والكويت والإمارات والبحرين سفراءها من بيروت في تشرين الأول/أكتوبر من العام نفسه على خلفية التصريحات التي أدلى بها وزير الإعلام اللبناني آنذاك حول الصراع في اليمن.110 وقد اتُّخذت هذه الإجراءات نظرًا إلى تأثير تجارة الكبتاغون على المجتمعات الخليجية، وإلى نفوذ “حزب الله” في لبنان، فضلًا عن انخراطه في حرب اليمن. ترى دول الخليج أن هذه القضايا مترابطة، وأن تهريب الكبتاغون امتدادٌ للحرب الموجّهة ضدّها بوسائل أخرى، وتحديدًا من خلال الشبكات التي ارتبط بها “حزب الله”، الداعم لحركة “أنصار الله” (المعروفة بالحوثيين) التي تُعتبر العدو اللدود للسعودية والإمارات في اليمن. واشتُبه بتورّط دقّو في محاولة تهريب شحنةٍ من 95 مليون حبة كبتاغون إلى السعودية عبر ماليزيا في العام 2021.111 لذا لم يكن من قبيل الصدفة أن تلقي شعبة المعلومات اللبنانية القبض عليه في العام نفسه وتفتح تحقيقًا في أنشطته.
شكّل استخدام نظام الأسد في العام 2023 ورقة الكبتاغون لاستعادة العلاقات الطبيعية مع الدول العربية بعد سنوات من العزلة،112 مؤشرًا على دخول لبنان في لعبة سياسية إقليمية أوسع نطاقًا بسبب الكبتاغون. فقد أعلنت السعودية في العام 2023 عن استئناف علاقاتها الدبلوماسية مع سورية، بعد يومَين فقط على ترحيب جامعة الدول العربية بعودة دمشق إلى الحضن العربي. لكن ما حصل لم يبدّل سلوك النظام السوري، إذ كان وقف إنتاج الكبتاغون يتطلّب إيجاد مصادر دخل بديلة مُربحة. ونظرًا إلى ضعف قبضة النظام في المناطق الحدودية السورية، التي كان يجري منها تهريب المخدّرات إلى الدول المجاورة، واعتماده على الميليشيات والوحدات النخبوية في الجيش السوري المنخرطة في إنتاج الكبتاغون، كان الحدّ من هذه التجارة سيتطلّب إحداث تغييرات هيكلية طويلة الأمد داخل سورية لم يكن النظام مستعدًّا لها أو قادرًا على تطبيقها.
وعلى الرغم من سقوط الأسد، ما من ضمانات على أن تهريب الكبتاغون سيتوقف. فالأردن لا يزال قلقًا بشأن تدفّق هذا المخدّر إلى أراضيه على الرغم من تراجع حجم إنتاجه. وتعتقد السلطات الأردنية أن منشآت تصنيع الكبتاغون تواصل عملها في جنوب سورية.113 علاوةً على ذلك، قد يلجأ “حزب الله” حتى إلى زيادة انخراطه في إنتاج الكبتاغون، على ضوء التراجع المُحتمل في حجم التمويل الإيراني له عَقب الصراع مع إسرائيل بين أيلول/سبتمبر وتشرين الثاني/نوفمبر 2024، والتكاليف الباهظة المرتبطة بتمويل مؤسساته وإعادة إعمار مناطق نفوذه التي دمّرتها إسرائيل. في هذا السياق، قد يضطلع المهرّبون بدور أساسي في تنسيق الأنشطة عبر الحدود، لأن الفصائل على الجانب السوري من الحدود تكنّ عداءً شديدًا للحزب. وسيعتمد الكثير أيضًا على مدى قدرة لبنان وسورية على تقويض الإتجار بالمخدّرات. وغالب الظن أن تُعزّز الدولة جهودها في مكافحة المخدّرات وتُحقّق نتائج ملموسة الآن بعد انتخاب جوزاف عون رئيسًا للجمهورية وزيادة الدعم الدولي المقدّم إلى الجيش اللبناني.114 أما الحكومة السورية الجديدة التي تسعى إلى رفع العقوبات الدولية عنها، وحقّقت تقدّمًا بارزًا في هذا المجال، فتواجه تحدّيًا أكبر بعد، نظرًا إلى قدراتها الاقتصادية المحدودة وحاجتها إلى توحيد مختلف الفصائل التي تبسط نفوذها في المناطق الحدودية.
ستؤثّر الاستجابة الإقليمية والدولية لمرحلة ما بعد الأسد في سورية على قدرة شبكات الكبتاغون في لبنان على التعافي من انهيار النظام السوري وفرقته الرابعة المدرّعة، ومن إضعاف “حزب الله”. وفي حين أن حجم الإنتاج والدعم اللوجستي قد لا يعودان إلى المستويات نفسها التي كانا عليها في السابق، قد تبقى شبكات الإنتاج والإتجار قائمةً نظرًا إلى الحاجات المالية للحزب والمجموعات السياسية الأخرى في سورية، مع العلم أن السلطات الأردنية واصلت استهداف منشآت الإنتاج وشبكات المهرّبين.115 وبما أن بعض فصائل المعارضة السورية كانت متورّطة في إنتاج الكبتاغون والإتجار به، من الممكن أن تستأنف أنشطتها، إلا إذا أتاحت السياسات الجديدة والتعافي الاقتصادي في سورية فرصًا لمسارات عملٍ بديلة.
ومن الممكن جدًّا أن يُؤدّي عدم رفع العقوبات الأميركية بشكل كامل عن سورية، حتى بعد سقوط نظام الأسد، إلى نشوء بيئة اقتصادية تفسح المجال أمام تعافي الشبكات غير الشرعية، وإن كان على نحوٍ لامركزي، وهو ما قد يكون من الصعب أكثر احتواؤه، وقد تكون له تداعيات محتملة على لبنان.116 يُضاف إلى ذلك أن عجز القيادة الجديدة والمؤسسات في سورية عن ضبط المناطق الحدودية للبلاد، في ظلّ حشد مواردها لمواجهة التحدّيات الناشئة في أماكن أخرى، قد يحسّن ظروف الإتجار بالكبتاغون. ولهذا السبب، ربما يكون من الأفضل التعاطي مع الفترة الانتقالية في سورية من خلال رفع العقوبات عنها بالكامل، وزيادة المساعدات لها من أجل تحسين الظروف المعيشية. كان قرار الاتحاد الأوروبي في كانون الثاني/يناير 2025 ببدء تخفيف العقوبات المفروضة على دمشق خطوةً إيجابيةً في هذا الصدد.117 ولن تكون مساعي إنفاذ القانون كافيةً بمفردها للقضاء على تجارة الكبتاغون، كما تؤكّد التجربة اللبنانية على الحدود.
ما حدث في لبنان يمكن أن ينذر بما سيحدث في سورية. فعقب توقيف رشق في العام 2016، ودقّو في نيسان/أبريل 2021، استُؤنِف إنتاج الكبتاغون والإتجار به، فيما ضُبِطَت شحناتٌ مُتّجهة إلى أسواق الخليج، وأُوقِف تاجر مخدّرات عراقي كبير في بيروت في العام 2024.118 أظهر استئناف تجارة الكبتاغون، وبَحثُ شبكات التهريب عن أسواق جديدة، على غرار العراق،119 قدرةَ هذه الشبكات على التكيّف. وفي حال بقيت مشاكل لبنان المالية والاقتصادية من دون معالجة، ولم تتوافر الإرادة السياسية لتطبيق الإصلاحات ووضع البلاد على سكّة التعافي المالي، من المرجّح أن يستمرّ تدهور القدرة الشرائية لعناصر الأجهزة الأمنية، ما من شأنه أن يجعلهم أكثر عرضةً للاختراق من الشبكات غير الشرعية. وإذا ما تنامى نفوذ شبكات الكبتاغون، قد يقوّض ذلك قدرة الحكومة على احتواء تجارة المخدّرات، ما سيدفع الدول الأجنبية إلى معالجة الأمر بنفسها. ونظرًا إلى الانقسامات التي تشوب المجتمع اللبناني، قد يلحق هذا الأمر الضررَ بالسلم الأهلي الهشّ في لبنان. ومع ذلك، يُتيح رحيل النظام السوري وإضعاف “حزب الله” فرصةً لمعالجة مشكلة الإتجار بالكبتاغون عبر الوسائل الاقتصادية المستدامة بدعمٍ إقليمي ودولي.
ويمكن أن يكون أحد أبعاد هذا النهج التنمية العادلة للبقاع الشمالي على المدى الطويل عن طريق دعم المشاريع الزراعية القائمة، وإحياء قطاع السياحة الذي أُعيق جرّاء التحدّيات الأمنية والقيود التي فرضها “حزب الله” بهدف إحكام سيطرته على المنطقة. فقد دفعت الاشتباكات واستباحة القانون على الحدود الكثير من اللبنانيين إلى وصم منطقة البقاع الشمالي، وعزوفهم عن زيارتها والاستمتاع بما تقدّمه. ولذا، يمكن لحضور الدولة بشكلٍ نشِط في المنطقة أن يساهم في استعادة مكانتها بوصفها مركزًا ثقافيًا، وموقعًا لأحد أشهر المعالم الأثرية الرومانية في العالم في مدينة بعلبك.120 يتطلّب تحقيق ذلك استثمارًا يمتدّ سنواتٍ عدّة من أجل إنشاء بديلٍ اقتصادي فعّال، بعيدًا عن الاعتماد على المخدّرات والتهريب خلال العقود السابقة.
ومن المسارات السياسية الأخرى التي طُرِحَت على المستوى الوطني، توسيع نطاق تشريع الحشيش اللبناني والقنّب الطبّي من أجل التصدير، وتطبيق قانون العام 2020 الذي يركّز على استخدام هذا الأخير لأغراض طبّية. فمن شأن تنظيم إنتاج الحشيش والقنّب الطبّي بدعمٍ من الدولة أن يساعد الأجهزة الأمنية على تصفية شبكات إنتاج الكبتاغون والإتجار به. لكن الحكومة لم تتّخذ خطواتٍ مُحدَّدة لتطبيق قانون العام 2020، مثل تشكيل لجنة مُخوَّلة إصدار التراخيص.121 حظيَ هذا الخيار السياسي بدعم حكومة نجيب ميقاتي، ويمكن أن يحقّق إيرادات تصل قيمتها إلى حدود 1.5 مليار دولار.122 آنذاك تصرّفت الحكومة ومجلس النواب بناءً على تقرير شركة ماكينزي وشركاؤه،123 الذي أوصى بتشريع الحشيش لتعزيز إيرادات خزينة الدولة.124 ولهذا السبب، ينبغي على الحكومة الأولى في عهد جوزاف عون أن تحثّ على تطبيق هذا القانون وتوسيع نطاقه ليتجاوز الاستخدام الطبّي، ويشمل بيع الحشيش للدول التي تُشرّع استهلاكه. ولا بدّ لعون، الذي تعهّد في خطاب القسم بالتركيز على مكافحة إنتاج المخدّرات والإتجار بها،125 أن يعطي الأولوية لتطوير البدائل الاقتصادية، إلى جانب اتّخاذ إجراءاتٍ صارمة ضدّ شبكات المخدّرات، لضمان التوصّل إلى حلٍّ دائم لهذه الآفة.
خاتمة
انطوى الإتجار بالكبتاغون في لبنان على تداخلٍ بين عوامل محلية ووطنية وإقليمية. وطرح تنامي هذه التجارة تحدّيات جديدة على النظام السياسي في البلاد، وقوّض الأجهزة الأمنية خلال سنواتٍ من الركود الاقتصادي، والصراع في سورية، والانهيار المالي الذي شهده لبنان بعد العام 2019.
لقد كان على القوى الأمنية، في ظلّ تقلّص مواردها وتدنّي رواتب عناصرها، أن تتصدّى لشبكة تهريبٍ أكثر كفاءةً، تضمّ متعاونين محليين نافذين، وتتمتّع بروابط عابرة للحدود، وبقدرة على التحايل على الرقابة الحدودية. وقد أثّرت تجارة الكبتاغون بشكلٍ سلبي على مختلف فئات الصادرات اللبنانية، نظرًا إلى استخدام الشبكات المنتجات الزراعية، واللوازم المكتبية، والملابس، والأغذية، والمشروبات، لإخفاء شحناتها. وفي السنوات الثلاث الماضية، شكّلت الضغوط الإقليمية دافعًا لاتّخاذ إجراءاتٍ أمنية لمواجهة شبكات الكبتاغون، لكن من الصعب توقّع استمرار النجاح في مكافحة الإتجار بالمخدّرات في ظلّ قلّة الموارد المتاحة لدى المؤسسات اللبنانية.
وبينما يمكن أن يفسح سقوط النظام السوري المجال للقضاء على تجارة الكبتاغون، تشكّل سلاسل التوريد والشبكات العابرة للحدود وطرق التهريب التي يعتمد عليها التجّار، إضافةً إلى الطلب المتواصل على الكبتاغون في الخارج، تحدّياتٍ جسيمة. ونظرًا إلى تورّط فصائل المعارضة السورية السابقة في الإتجار بالمخدّرات، لن يؤدّي خروج الأسد من الصورة بالضرورة إلى كبح هذه الأنشطة. لكن التركيز على نهجٍ أمني صارم لحلّ المشكلة لن يجدي نفعًا، إذا ما استمرّت الظروف الاقتصادية والمالية الصعبة في لبنان وسورية. فضلًا عن ذلك، ستظلّ قدرات إنفاذ القانون في البلدَين مرتبطةً بتعافيهما المالي، الذي يجب أن يحافظ على ميزانيات الأجهزة العسكرية والأمنية ومستوى معيشة عناصرها. أما في غياب ذلك، فمن المرجّح أن تستأنف شبكات الكبتاغون أنشطتها على قدمٍ وساق.
هوامش
1Douglas Valentine, The Strength of the Wolf: The Secret History of America’s War on Drugs, New York: Verso, 2004, p. 121.
2Julia Buxton (ed.), The Politics of Narcotic Drugs: A Survey, First edition, Routledge, 2010, https://doi.org/10.4324/9780203838860.
3هشام الغنام، “كسر قبضة الكبتاغون: كيف تستخدم سورية هذا المخدّر لغرض الضغط السياسي”، مركز مالكوم كير-كارنيغي للشرق الأوسط، آب/أغسطس 2024، https://carnegieendowment.org/research/2024/07/border-traffic-how-syria-uses-captagon-to-gain-leverage-over-saudi-arabia?lang=ar
4مقابلة أجراها المؤلّف مع ضابط في قسم مكافحة المخدّرات، بيروت، لبنان، 23 تموز/يوليو 2024.
5كارمن كريم، “سيرة حسن دقو ومحضر اعترافاته: من طفلٍ يبيع الساعات إلى ‘ملك الكبتاغون’ في لبنان”، منصّة درج، 13 تموز/يوليو 2023، https://daraj.media/سيرة-حسن-دقو-ومحضر-اعترافاته-من-طفلٍ-ي/
6U.S. Congress. H.R.31 – Caesar Syria Civilian Protection Act of 2019, 116th Congress, 2019. https://www.congress.gov/bill/116th-congress/house-bill/31.
7U.S. Department of the Treasury, OFAC Sanctions List Update, Office of Foreign Assets Control, 2024, https://ofac.treasury.gov/media/6351/download?inline.
8Edmund Blair, “Lebanon’s Financial Crisis: How It Happened,” Reuters, January 23, 2022, https://www.reuters.com/markets/rates-bonds/lebanons-financial-crisis-how-it-happened-2022-01-23/.
9مقابلة أجراها المؤلّف مع محامٍ يتولّى قضايا تتعلّق بالمخدّرات، بيروت، لبنان، 8 حزيران/يونيو 2024.
10Jonathan Marshall, The Lebanese Connection: Corruption, Civil War, and the International Drug Traffic, Stanford: Stanford University Press, 2012, pp. 2 and 95.
11″مصالحة عائلية في الهرمل برعاية حزب الله وأمل”، المنار، https://www.almanar.com.lb/9139858
12مقابلة أجراها المؤلّف مع ضابط في قسم مكافحة المخدّرات، بيروت، لبنان، 23 تموز/يوليو 2024.
13خلال سبعينيات القرن المنصرم، قبل اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، شمل الفاعلون في هذا المجال أفرادًا من العائلة المالكة الأردنية في إحدى القضايا. انظر: Peter Walsh, Drug Wars: The Secret History, London: Mainstream Publishing, 2013, page 121.
14Ziad Majed, “Hezbollah and the Shiite Community: From Political Confessionalization to Confessional Specialization,” Aspen Institute, November 2010, https://www.aspeninstitute.org/wp-content/uploads/files/content/docs/pubs/LRF_AW_digital_1122.pdf.
15″‘القانون في خدمة السياسة’.. أسباب تمسك حزب الله بإقرار ‘العفو العام’ في لبنان”، الحرة، 13 تشرين الأول/أكتوبر 2020، https://tinyurl.com/y5paa9e4
16ساندي متيرك ورازي أيوب، “سرديّة ‘تشريع زراعة القنّب’ من حملات المكافحة إلى الحملات الانتخابية”، المفكرة القانونية، 18 تموز/يوليو 2023، https://legal-agenda.com/سرديّة-تشريع-زراعة-القنّب-من-حملات-ال/
17Maia Szalavitz, “Two U.S. States Become First to Legalize Marijuana,” Time, November 7, 2012, https://healthland.time.com/2012/11/07/two-u-s-states-become-first-to-legalize-marijuana/.
18Leila Bassam and Dominic Evans, “Cannabis Cultivation Thrives in Lebanon, and Its Eradication Is Not a State Priority,” Reuters, May 14, 2014, https://www.reuters.com/article/world/–idUSKBN0E01RO/.
19″‘القانون في خدمة السياسة’.. أسباب تمسك حزب الله بإقرار ‘العفو العام’ في لبنان”.
20″جلسة استجواب حامية في قضية النائب الموقوف يحيى شمص البعينو وعلي شمص وحمود يتراجعون عن إفاداتهم والتركي أياز يبقى”، السفير، https://archive.assafir.com/ssr/800369.html
21Nayla W. Razzouk, “Police Arrest Lebanese Legislator,” UPI, November 25, 1994, https://www.upi.com/Archives/1994/11/25/Police-arrest-Lebanese-legislator/2568785739600/.
22Ben Hubbard and Huwaida Saad, “In First Election in Nearly a Decade, Lebanon Faces Questions of Iranian Influence,” New York Times, May 3, 2018, https://www.nytimes.com/2018/05/03/world/middleeast/lebanon-election-vote.html.
23غادة حلاوي، “في البقاع الشمالي لائحة لا يجمع أعضاءها إلا الصورة”، الأخبار، 30 آذار/مارس 2018، https://tinyurl.com/j2csfuyw
24Martin Patience and Alex Rowell, “Hooligan X: The Former Middlesbrough DJ and the Drug Deal in Lebanon That Cost Him His Life,” BBC News, https://www.bbc.co.uk/news/resources/idt-sh/the_death_of_hooligan_x.
25″بلاد السمّ الأخضر”، الجمهور الجديد، بيروت، لبنان، العدد الأول، أيلول/سبتمبر 1970، الصفحة 11.
26رحيل دندش، “تشييع حاشد للشهداء والتفاف شعبي مع الجيش ضد مروّجي المخدّرات”، الأخبار، 17 شباط/فبراير 2023، https://tinyurl.com/2yyp8rud
27″بعد خبر مداهمة منزله ومصادرة الكبتاغون.. نوح زعيتر يخرج عن صمته”، لبنان 24، 6 كانون الأول/ديسمبر 2017، https://www.lebanon24.com/docs/407268
28″إمبراطور المخدّرات في لبنان بأحضان ‘حزب الله’ بالقلمون.. الحزب ينفي ومغردون يردون بوسم ‘زعيتر خليفة نصرالله'”، سي إن إن بالعربية، 15 أيلول/سبتمبر 2015، https://tinyurl.com/53y5s4he
29وردت أسماء أفراد العشائر وشركائهم في التحقيقات وملفّات المحاكمات. شعبة المعلومات التابعة لقوى الأمن الداخلي، تسريبات لمحضر التحقيق مع حسن دقّو نُشرت في الصحف اللبنانية في العام 2021.
30رضوان مرتضى، “‘بارونات الكبتاغون’: بين أنطلياس وأدما وشارع بلس”، الأخبار، 22 نيسان/أبريل 2016، https://al-akhbar.com/Community/99931
31مقابلة أجراها المؤلّف مع محامٍ لبناني متخصّص في قضايا تتعلّق بالمخدّرات، بيروت، لبنان، 20 حزيران/يونيو 2024؛ ومقابلة أجراها المؤلّف مع ضابط متقاعد رفيع المستوى في مديرية المخابرات اللبنانية، بيروت، لبنان، 6 حزيران/يونيو 2024؛ ومقابلة أجراها المؤلّف مع قاضٍ لبناني في منطقة البقاع، بيروت، لبنان، 6 أيلول/سبتمبر 2024.
32شعبة المعلومات التابعة لقوى الأمن الداخلي، محضر استجواب حسن دقّو الذي حصل عليه المؤلّف، بيروت، لبنان، 6 نيسان/أبريل 2021.
33استنادًا إلى تحليلات المؤلّف حول عمليات الاعتقال في قضايا مرتبطة بتجارة الكبتاغون، بمن فيهم شركاء دقّو ورشق.
34″شقيقا النائب من حزب الله حسين الموسوي على رأس شبكة تجار حبوب الكبتاغون المخدّرة”، أم تي في، 8 آذار/مارس 2012، https://tinyurl.com/3axzd6fa
35رضوان مرتضى، “عصابة الكبتاغون: شيخٌ موقوف وآخر مطلوب وثالث أخلي سبيله”، 8 حزيران/يونيو 2012، الأخبار، https://al-akhbar.com/Archive_Justice/70699
36Mazen Ezzi, “Lebanese Hezbollah’s Experience in Syria,” Research Project Report, European University Institute, March 13, 2020, https://cadmus.eui.eu/bitstream/handle/1814/66546/MED_WPCS_2020_4.pdf.
37لورين فريدريكس، ” خلع ‘ملك الكبتاغون’ في لبنان عن عرشه”، معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، 9 أيار/مايو 2022، https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/khl-mlk-alkbtaghwn-fy-lbnan-n-rshh
38رضوان مرتضى، “‘بارونات الكبتاغون’: بين أنطلياس وأدما وشارع بلس”.
39Mackenzie Holtz, “Examining Extremism: Hayat Tahrir al-Sham (HTS), ” Center for Strategic and International Studies, August 3, 2023. https://www.csis.org/blogs/examining-extremism/examining-extremism-hayat-tahrir-al-sham-hts;
انظر أيضًا:
“How the War in Syria Left Its Marks on the Lebanese Town of Arsal,” BBC News, August 3, 2014, https://www.bbc.com/news/world-middle-east-28624524.
40″توتر بعرسال بعد خطف سوري من البلدة وإصابة شخصين خلال العملية”، النشرة، 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2013، https://tinyurl.com/yc4hv8ty
41″حزب الله… ميليشيا في لبنان وأكبر تاجر ومُصنع كبتاغون في الشرق الأوسط”، موقع 24، 5 نيسان/أبريل 2022، https://24.ae/article/696737/
42لوسي بارسخيان، “صدامات أهالي ‘الطفيل’ ومسلّحي حسن دقو: صراع البساتين والكبتاغون”، المدن، 12 نيسان/أبريل 2023، https://tinyurl.com/5t2f4w92
43“Lebanon’s ‘Captagon King’ Sentenced to 7 Years in Jail,” L’Orient Today, May 3, 2022, https://today.lorientlejour.com/article/1320880/lebanons-captagon-king-sentenced-to-7-years-in-jail.html.
44كارمن كريم، “سيرة حسن دقو ومحضر اعترافاته: من طفلٍ يبيع الساعات إلى ‘ملك الكبتاغون’ في لبنان”.
45المصدر السابق.
46″كانوا أسياد التهريب… نواب يخشون فضح علاقاتهم السرية!”، ليبانون ديبايت، 15 كانون الأول/ديسمبر 2024، https://www.lebanondebate.com/news/677189
47Caroline Rose, “Captagon: How Assad’s Drug Trade Fueled His Downfall,” New Lines Magazine, January 23, 2025, https://newlinesmag.com/spotlight/captagon-how-assads-drug-trade-fueled-his-downfall/.
48“Treasury Sanctions Syrian Regime and Lebanese Actors Involved in Illicit Drug Production and Trafficking,” U.S. Embassy in Syria, Emergency Information for U.S. Citizens, March 28, 2023, https://sy.usembassy.gov/treasury-sanctions-syrian-regime-and-lebanese-actors-involved-in-illicit-drug-production-and-trafficking/?_ga=2.143213110.268574905.1738222382-1408157648.1738222379.
49Emily Costello, “Captagon: Assad’s Ticket to Normalization in the Arab World,” Arab Center Washington D.C., May 22, 2024, https://arabcenterdc.org/resource/captagon-assads-ticket-to-normalization-in-the-arab-world/.
50Hasan Alhasan and Camille Lons, “Gulf Bailout Diplomacy: The Economic Role in Gulf States’ Foreign Policy,” International Institute for Strategic Studies, October 10, 2023, https://www.iiss.org/research-paper/2023/10/gulf-bailout-diplomacy/.
51Timour Azhari, “Discovery of Vast Syrian Drug Lab Reveals Secrets of Illicit Trade,” Reuters, December 13, 2024, https://www.reuters.com/world/middle-east/discovery-vast-syrian-drug-lab-reveals-secrets-illicit-trade-2024-12-13/.
52Ed Caesar, “How Syria Became the Middle East’s Drug Dealer,” New Yorker, November 11, 2024, https://www.newyorker.com/magazine/2024/11/11/how-syria-became-the-middle-easts-drug-dealer.
53المصدر السابق.
54المصدر السابق.
55Karam Shaar and Caroline Rose, “The Syrian Regime’s Captagon Trade: A Looming Crisis for the Middle East,” New Lines Institute, May 25, 2023, https://newlinesinstitute.org/wp-content/uploads/20230525-Dossier-Syrian-Regime-Captagon-NLISAP-1-1.pdf.
56Emir Nader, “Syria: New Captagon Drug Trade Link to Top Officials Found,” BBC News, June 24, 2023. https://www.bbc.com/news/world-middle-east-66002450.
57شعبة المعلومات التابعة لقوى الأمن الداخلي، محضر استجواب حسن دقّو الذي حصل عليه المؤلّف، بيروت، لبنان، 6 نيسان/أبريل 2021.
58Rania Abouzeid, “How Corruption Became a Way of Life in Lebanon,” New York Times Magazine, October 28, 2021, https://www.nytimes.com/2021/10/28/magazine/corruption-lebanon.html.
59Samia Nakhoul, Laila Bassam, and Tom Perry, “Exclusive: How Saudi Arabia Turned on Lebanon’s Hariri,” Reuters, November 11, 2017, https://www.reuters.com/article/world/exclusive-how-saudi-arabia-turned-on-lebanons-hariri-idUSKBN1DB0QG/.
60Ellie Geranmayeh, “Reviving the revolutionaries: How Trump’s maximum pressure is shifting Iran’s politics”. European Council on Foreign Relations, June 23, 2020. https://ecfr.eu/publication/reviving_the_revolutionaries_how_trumps_maximum_pressure_is_shifting_irans/;
انظر أيضًا:
Bilal El-Amine, “U.S. Sanctions Are Strangling a Lebanon in Crisis”, In These Times. August 12, 2020. https://inthesetimes.com/article/lebanon-beirut-crisis-explosion-sanctions-foreign-debt-imf-trump-maximum-pressure.
61Caitlin Webber, “U.S. Targets Sanctions Evasion Network Tied to Hezbollah,” Reuters, October 16, 2024, https://www.reuters.com/world/middle-east/us-targets-sanctions-evasion-network-tied-hezbollah-2024-10-16/.
62″لبنان: التطبيع مع الأزمة ليس طريقاً للاستقرار”، مجموعة البنك الدولي، بيان صحافي، 16 أيار/مايو 2023، https://www.albankaldawli.org/ar/news/press-release/2023/05/16/lebanon-normalization-of-crisis-is-no-road-to-stabilization
63“Lebanon-Syria Smuggling and Sanctions: The New Front Line,” France24, April 16, 2021, https://www.france24.com/en/tv-shows/reporters/20210416-lebanon-syria-smuggling-and-sanctions-the-new-front-line.
64Sarah Dadouch and Nader Durgham, “As Lebanon’s Crisis Deepens, Even the Wealthy Can’t Find Fuel or Electricity,” Washington Post, July 4, 2021, https://www.washingtonpost.com/world/middle_east/lebanon-economic-energy-crisis/2021/07/04/b8367752-d8fe-11eb-8c87-ad6f27918c78_story.html.
65Walid Saleh, Omar Ibrahim, Nafisa Eltahir, Laila Bassam, and Issam Abdallah, “At Least 20 Killed in Lebanon Fuel Tank Explosion,” Reuters, August 15, 2021, https://www.reuters.com/world/middle-east/least-20-killed-lebanon-fuel-tank-explosion-mtv-news-2021-08-15/.
66بشير مصطفى، “القرار الاتهامي بانفجار التليل: 8 متّهمين وحيّز كبير لجرائم الاحتكار في عكار”، المفكرة القانونية، 15 آب/أغسطس 2022، https://tinyurl.com/33m8k45j
67″حسن دِقّو: ملك الكبتاغون المحمي أمنيّاً وقضائيّاً وسياسيّاً..”، خيام دوت كوم، 27 نيسان/أبريل 2021، https://khiyam.com/news/article.php?articleID=38543
68نور سليمان، “حسن دقّو ‘ملك الكبتاغون’ والحاكم بأمر السلطة والحزب”، منصة درج، 3 أيار/مايو 2021، https://tinyurl.com/5bx7shdc
69شعبة المعلومات التابعة لقوى الأمن الداخلي، تسريبات لمحضر التحقيق مع حسن دقّو نُشرت في الصحف اللبنانية في العام 2021. للاطّلاع على التسريبات، انظر: كارمن كريم، “سيرة حسن دقو ومحضر اعترافاته: من طفلٍ يبيع الساعات إلى ‘ملك الكبتاغون’ في لبنان”.
70إبراهيم الحريري، “‘جيش’ الكبتاغون جنوبي سوريا.. الحواضن والمنافذ”، الجزيرة، 13 تموز/يوليو 2024، https://tinyurl.com/3cdvw6h9
71رياض الزين، “‘قصف هستيري’ على درعا… وهجمات على النظام في ريفها”، الشرق الأوسط، 31 آب/أغسطس 2021، https://tinyurl.com/m5v354f4
72″المعارضة المسلحة تعلن السيطرة على درعا وتتقدم صوب حمص”، بي بي سي، 6 كانون الأول/ديسمبر 2024، https://www.bbc.com/arabic/articles/cdd666359njo
73إحسان محمد، “من هو مرعي الرمثان الذي قتلته الأردن بغارة جوية في سوريا؟”، وكالة نورث برس، 9 أيار/مايو 2023، https://npasyria.com/151390/
74“Jordan Behind Attack that Killed Drug Trafficker in Syria: SOHR,” Al-Jazeera, May 9, 2023, https://www.aljazeera.com/news/2023/5/8/sohr-attack-that-killed-drug-trafficker-in-syria-was-by-jordan.
75″مرعي الرمثان يقر بتبعيته لمخابرات النظام ويؤكد توقيفه على طريق دمشق”، شبكة شام، 17 كانون الأول/ديسمبر 2022، https://shaam.org/news/syria-news/mray-alrmthan-yqr-btbayth-lmkhabrat-alnzam-wyukd-twqyfh-ala-tryq-dmshq?utm_campaign=nabdapp.com&utm_medium=referral&utm_source=nabdapp.com&ocid=Nabd_App
انظر أيضًا: “نهاية إسكوبار السوري.. أكبر مهرب مخدرات بالشرق الأوسط”، الجزيرة، 11 أيار/مايو 2023، https://www.aljazeera.net/politics/2023/5/11/نهاية-إسكوبار-السوري-أكبر-مهرب-مخدرات
76″السويداء: غارات أردنية على مواقع مهربي المخدّرات”، المدن، 14 كانون الثاني/يناير 2025، https://www.almodon.com/arabworld/2025/1/14/السويداء-غارات-أردنية-على-مواقع-مهربي-المخدّرات?utm_source=almodon.com&utm_medium=edgs.co
77″قادمة من الشمال السوري.. تركيا تضبط 380 ألف حبة كبتاغون متجهة إلى دبي”، SyriaTV.com، https://www.syria.tv/قادمة-من-الشمال-السوري-تركيا-تضبط-380-ألف-حبة-كبتاغون-متجهة-إلى-دبي
78″من المسؤول عن تحوّل الكبتاغون إلى تجارة في شمال سوريا؟”، مقابلة عبر الفيديو على راديو أورينت، 30 تموز/يوليو 2023، https://tinyurl.com/4r7y4xfx
79″عندما يصبح الحامي هو الجاني: قادة الجيش الوطني وتجارة المخدّرات في شمال سوريا”، فرات بوست، 14 تموز/يوليو 2024، https://tinyurl.com/3kr86b49
80” فليطة… أو قندهار الثورة… بين بابلو إسكوبار السوري والنقيب الإدلبي”، سورية الوعد، 18 كانون الثاني/يناير 2013، https://syriathepromise.wordpress.com/2013/01/18/فليطة-أو-قندهار-الثورة-بين-بابلو-اسكو/
81عبدالله قمح، “فضيحة قضائية… ‘كارتيل الكبتاغون’ حرّ”، ليبانون ديبايت، 18 شباط/فبراير 2020، https://www.lebanondebate.com/news/470201
82تُظهر هذه التدوينة على فايسبوك إعلانًا عن حدث للاحتفال بترشّح الرئيس السوري بشار الأسد آنذاك، صفحة ماذا يحدث في القلمون، 18 أيار/مايو 2021، https://www.facebook.com/photo.php?fbid=116630170582438&id=102377735341015&set=a.102419035336885
83رضوان مرتضى، “الأمن اللبناني لا السعودي من يكشف عمليات التهريب ويحبطها: لماذا تخفي السعودية هوية تجار الكبتاغون؟”، الأخبار، 4 كانون الثاني/يناير 2022، https://www.al-akhbar.com/Politics/327196
84″الأمير السعودي متهم بتهريب المخدّرات والمتاجرة بها في لبنان”، الحرة، 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2015، https://www.alhurra.com/saudi-arabia/2015/11/02/الأمير-السعودي-متهم-بتهريب-المخدّرات-والمتاجرة-بها-في-لبنان
85Ed Caesar, “How Syria Became the Middle East’s Drug Dealer.”
86رضوان مرتضى، “الأمن اللبناني لا السعودي من يكشف عمليات التهريب ويحبطها: لماذا تخفي السعودية هوية تجّار الكبتاغون؟”.
87Timour Azhari, “Lebanon Customs Chief Formally Arrested in ‘Captagon Prince’ Case,” Al-Jazeera, November 5, 2020, https://www.aljazeera.com/news/2020/11/5/lebanon-customs-chief-formally-arrested-in-captagon-prince-case.
88″أمير الكابتغون يحتفل بعيد ميلاده في سجن حبيش”، أخبار الجديد، مقطع فيديو على يوتيوب، 19 كانون الأول/ديسمبر 2021، https://www.youtube.com/watch?v=xDa0C4mwhk4
89رضوان مرتضى، “أربعة ضباط بخدمة تجّار مخدرات”، الأخبار، 14 شباط/فبراير 2018، https://al-akhbar.com/Politics/244704
90حسين طليس، “‘قصة من الأفلام في لبنان.. توقيف رئيس مكافحة المخدّرات بتهمة سرقة كوكايين”، الحرة، 8 شباط/فبراير 2022، https://tinyurl.com/bdfk2kn4
91″بعد تهريب موقوف من سجن الأمن العام: 25 ضابطاً ومفتّشاً قيد التحقيق”، الأخبار، 3 حزيران/يونيو 2024، https://tinyurl.com/4fr6577y
92NNA, 2013 https://www.nna-leb.gov.lb/en/%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9/69881/prisoner-escapes-roumieh-jail; Naharnet, 2014 https://m.naharnet.com/stories/en/119917-3-inmates-break-out-of-roumieh-2-arrested; Daily Star, 2018 https://civilsociety-centre.org/sir/lebanese-man-arrested-drug-dealing; انظر أيضًا: الأخبار، 2018، https://www.al-akhbar.com/Politics/244704; والنشرة، 2018، https://elnashra.com/news/show/1224889; وصيدونيانيوز، 2019، https://tinyurl.com/mr3pmhyy; وليبانون ديبايت، 2020، https://www.lebanondebate.com/news/470201; وقوى الأمن الداخلي، 2020، https://tinyurl.com/2r7u9vvd; Naharnet, 2020 https://www.naharnet.com/stories/en/276935-over-60-prisoners-escape-from-baabda-prison; OLJ, 2021 https://today.lorientlejour.com/article/1285794/seven-inmates-escape-military-prison-in-bekaa.html; انظر أيضًا: الحرة، حسين طليس، 2022، https://tinyurl.com/bdfk2kn4; OLJ, 2022 https://today.lorientlejour.com/article/1307905/more-than-30-detainees-escape-from-adlieh-prison-security-sources.html; OLJ, 2022 https://today.lorientlejour.com/article/1311523/ten-prisoners-escape-from-saida-five-arrested-shortly-after.html; OLJ, 2022 https://today.lorientlejour.com/article/1314851/nine-prisoners-escape-from-fakhreddinebarracks-in-beirut.html; OLJ, 2022 https://today.lorientlejour.com/article/1312725/isf-catches-17-of-19-inmates-who-escaped-from-jounieh-prison-on-friday.html; OLJ, 2022 https://today.lorientlejour.com/article/1317419/eighteen-prisoners-escape-from-amioun-prison-in-koura.html; OLJ, 2022 https://today.lorientlejour.com/article/1322034/twenty-six-prisoners-escape-from-jib-jenin-prison-in-western-bekaa.html?utm; LBC, 2024 https://www.lbcgroup.tv/news/press/761913/brigadier-general-arrest-edamid-suspicions-of-drug-network-involvement/en?utm; وأيضًا: جنوبية، 2014، https://tinyurl.com/228prwxz; OLJ, 2024 https://today.lorientlejour.com/article/1429136/prison-break-in-jezzine-two-inmates-remain-at-large.html.
93“Fugitive Lebanese Banker Avoids Extradition by Brazil,” New York Times, October 12, 2007, https://www.nytimes.com/2007/10/12/world/africa/12iht-fugitive.4.7870904.html.
94علي الموسوي، “رنا قليلات: من ‘الحفلات الساهرة’ في الزنزانة الى عبور سورية بجواز مزوّر”، إيلاف، 7 تشرين الثاني/نوفمبر 2005، https://elaph.com/Web/NewsPapers/2005/11/103652.htm
95أشارت علاقات قليلات بالشخصيات السياسية إلى معرفتها معلوماتٍ سريّة من داخل أروقة السلطة، ما مكّنها من ابتزاز سياسيين بارزين كانوا يتلقّون مبالغ مالية منها لقاء توفير الحماية لها.
96طوني بولس، “‘حزب الله’ يستأثر بالجزء الأكبر من ‘اقتصاد الظل’ في لبنان”، إندبندنت عربية، 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2020، https://tinyurl.com/2yxrwbnv
97“Treasury Sanctions Key Hizballah Money Exchanger,” U.S. Treasury Website, January 24, 2023, https://home.treasury.gov/news/press-releases/jy1211.
98خلدون زين الدين، “مزارعو الحشيش في لبنان يتحدون الدولة”، دويتشه فيله عربية، 13 آب/أغسطس 2013، https://tinyurl.com/yj65j8wy
99“Lebanon-Syria Smuggling and Sanctions: The New Front Line.”
100ساندي متيرك ورازي أيوب، “سرديّة ‘تشريع زراعة القنّب’ من حملات المكافحة إلى الحملات الانتخابية”.
101“Treasury Targets Hizballah Finance Network and Syrian Captagon Trafficking,” U.S. Department of the Treasury Press release, October 16, 2024, https://home.treasury.gov/news/press-releases/jy2648.
102Caitlin Webber, “U.S. Targets Sanctions Evasion Network Tied to Hezbollah,” Reuters, October 16, 2024, https://www.reuters.com/world/middle-east/us-targets-sanctions-evasion-network-tied-hezbollah-2024-10-16/.
103شعبة المعلومات التابعة لقوى الأمن الداخلي، محضر استجواب حسن دقّو الذي حصل عليه المؤلّف، بيروت، لبنان، 6 نيسان/أبريل 2021.
104Adam Doyle, “Captagon, Trafficking, and the Long Comedown of the Syrian Narco-State,” New Arab, August 5, 2021, https://www.newarab.com/analysis/captagon-trafficking-and-syrias-narco-state.
105جون فرنانديز، “‘إدارة مكافحة المخدّرات’ تستهدف الشبكة العالمية للدعم الجنائي لـ’حزب الله'”، معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، 10 كانون الثاني/يناير 2020، https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/adart-mkafht-almkhdrat-tsthdf-alshbkt-alalmyt-lldm-aljnayy-l-hzb-allh
106Jacqueline Brewer and Michael Miklaucic (Eds), Convergence: Illicit Networks and National Security in the Age of Globalization, Washington, D.C.: Institute for National Security Studies, Center for Complex Operations, 2013, p. 71, https://ndupress.ndu.edu/Portals/68/Documents/Books/convergence.pdf.
107Jason Ryan, “Lebanese Drug Lord Charged in U.S.: Links to Zetas and Hezbollah,” ABC News, December 14, 2011, https://abcnews.go.com/blogs/politics/2011/12/lebanese-drug-lord-charged-in-us-links-to-zetas-and-hezbollah.
108″الحرس الثوري يعزز قبضته على صادرات النفط: أموال أكثر لإعادة تأهيل حزب الله”، العرب، 19 كانون الأول/ديسمبر 2024، https://tinyurl.com/2x4h7ft3
انظر أيضًا:
Yossi Melman, “Israel’s War on Hezbollah’s Economic Empire: From Human Trafficking to Making Captagon,” Haaretz, November 4, 2024, https://www.haaretz.com/israel-news/2024-11-04/ty-article-magazine/.premium/israels-war-on-hezbollahs-economic-empire-from-human-trafficking-to-making-captagon/00000192-f36b-dfba-a7b2-ff6ffde70000.
109″السعودية تحظر شحنات الخضروات والفواكه من لبنان بسبب استغلالها في تهريب المخدّرات”، الجزيرة، 23 نيسان/أبريل 2021، https://www.aljazeera.net/politics/2021/4/23/السعودية-تحظر-شحنات-الخضروات
110“Saudi Arabia Expels Lebanon Ambassador Amid Yemen Row,” BBC News, October 30, 2021, https://www.bbc.com/news/world-middle-east-59096578
111رضوان مرتضى، “الأمن اللبناني لا السعودي من يكشف عمليات التهريب ويحبطها: لماذا تخفي السعودية هوية تجّار الكبتاغون؟”.
112Ed Caesar, “How Syria Became the Middle East’s Drug Dealer.”
113مقابلة أجراها المؤلّف مع مسؤول أردني طلب عدم الكشف عن هويته، عمّان، الأردن، 1 كانون الثاني/يناير 2025.
114“Lebanon’s President Joseph Aoun Vows State Monopoly on All Arms.” The New Arab, January 9, 2025. https://www.newarab.com/news/lebanons-president-joseph-aoun-vows-state-monopoly-all-arms.
115″السويداء: غارات أردنية على مواقع مهربي المخدّرات”.
116Zach Montague and Euan Ward, “U.S. Eases Some Restrictions on Humanitarian Aid to Syria,” New York Times, January 6, 2025, https://www.nytimes.com/2025/01/06/us/politics/syria-us-sanctions-aid.html.
117Jeanna Smialek and Erika Solomon, “E.U. to Cautiously Pare Back Sanctions on Syria,” New York Times, January 27, 2025, https://www.nytimes.com/2025/01/27/world/europe/eu-syria-sanctions.html.
118Maya Gebeily, “Lebanon Seizes 10 Million Captagon Pills Being Smuggled Abroad: Minister,” Reuters, April 14, 2023, https://www.reuters.com/world/middle-east/lebanon-seizes-10-million-captagon-pills-being-smuggled-abroad-minister-2023-04-14/.
انظر أيضًا: فرح منصور، “توقيف أخطر تاجر مخدرات عراقيّ في بيروت”، المدن، 1 كانون الأول/ديسمبر 2024، https://tinyurl.com/365tbc39
119″العراق.. ضبط أول مصنع لإنتاج الكبتاجون بمحافظة المثنى جنوبى البلاد”، اليوم السابع، 17 تموز/يوليو 2023، https://tinyurl.com/4zx49r2b
120“Cultural Experts Urge UN to Shield War-Torn Lebanon’s Heritage.” Voice of America, November 17, 2024. https://www.voanews.com/a/cultural-experts-urge-un-to-shield-war-torn-lebanon-s-heritage-/7866819.html.
121ريتا الجمّال، “لبنان أول دولة عربية تقرّ زراعة “الحشيش” لأغراض طبية”، العربي الجديد، 23 نيسان/أبريل 2020، https://tinyurl.com/kw27c89h
122بشير مصطفى، “زراعة القنب الهندي… المداخيل المرتفعة تثير شهية الحكومة اللبنانية”، اندبندنت عربية، 18 كانون الثاني/يناير 2024، https://www.independentarabia.com/node/538731/
123Lebanon Economic Vision, McKinsey & Company, January 2019, https://www.economy.gov.lb/media/11893/20181022-1228full-report-en.pdf.
124Jeremy Berke, “Lebanon to Legalize Medical Marijuana After McKinsey Report,” Business Insider, July 2018, https://www.businessinsider.com/lebanon-to-legalize-medical-marijuana-after-mckinsey-report-2018-7.
125رحيم أحمد، “جوزيف عون بعد فوزه برئاسة لبنان: لا مافيا ولا تهريب أموال ولا تجارة مخدرات”، المشهد نيوز، 9 كانون الثاني/يناير 2025، https://www.almashhadnews.com/299938
مركز مالكوم كير-كارنيغي للشرق الأوسط