ندوة ثقافية هامة في دمشق توقفت عند المنهج النفسي لعالم النفس الشهير سيغموند فرويد وأثره على النقد ودراسة الرواية في العالم ، وقد شارك في الندوة مجموعة من الباحثين الأكاديميين هم : الدكتور غسان السيد والدكتورة منى داغستاني، والدكتور محمد غنوم والدكتور بلال عرابي والدكتورة ربى ياسين .
وقد قام الدكتور راتب سكر بإدارة الندوة التي أقيمت ضمن أنشطة النادي الأدبي الثقافي في المركز الثقافي العربي في أبي رمانة، وجرى التعريف بالمنهج النفسي وتجربة فرويد الفذة على هذا الصعيد وجرت نقاشات حول انعاكساته على الفن والأدب.
الدكتور غسان السيد عرّف بشخصية فرويد ونشأته وعمله وحياته ، موضحا أن أساس هذا المنهج في تطبيقه حول النص هو دراسة المؤلف وحياته وطفولته لأن المؤلف هو حقيقة اللاوعي، ولكي نتعرف على شؤون النفس لابد من العودة إلى الأربع سنوات الأولى من حياة الإنسان .
وقال الدكتور غسان السيد إن فرويد طبق منهجه على النصوص وشخصيات فنية وأدبية وفنية مشيرا إلى أن آخر أعمال فرويد هي : مستقبل وهم، موسى والتوحيد، الطوطم والتابو .
وفي مجال التطبيقات بين الدكتور غسان السيد أن نظرية فرويد انتشرت مع الكاتب المصري طه حسين عام 1914 في دراسته عن أبي العلاء المعري ، كذلك طبق عباس محمود العقاد هذا المنهج ثم الناقد محمد النويهي ، ثم أخذ مستوى النقد يتطور بعد النويهي فاشتغل النقاد على جبران والمرأة في حياته ، والكتاب الأكثر أهمية في تطبيق المنهج النفسي هو كتاب خريستو نجم النرجسية في أدب نزار قباني .
الدكتورة منى داغستاني من قسم اللغة العربية في جامعة دمشق أشارت في الحديث عن تجربتها النقدية إلى أنها طبقت منهج فرويد (التحليل النفسي) على الشاعر السوري نديم محمد، وهي في تحليلها تؤيد فكرة أن للطفولة أثرا عظيما في حياة الكاتب، وأوردت معلومات عن الشاعر السوري المذكور وأثر شكله على شخصيته، فأنه معقوف وكان دميما قليلا وعاش بين تسعة أخوة وأثر فيه حرمانه من الأم ، حيث عانى من النبذ، ثم أرسله أبوه إلى فرنسا وأعطاه مئة ليرة ذهبية ، ثم انتقل إلى سويسرة . تزوج نديم محمد من الخادمة لأن شكله لم يساعده على الزواج ممن يحب، وأصابه السل..
الدكتور محمد غنوم وهو فنان تشكيلي قال إن هناك علاقة بين علم النفس والأدب والفن، مشيرا إلى العلاقة بين علم النفس والألوان ، وفي لوحات الفنانين التشكيليين يظهر الأثر الكبير للونيات في التحليل النفسي ، فهناك ألوان حارة وألوان باردة وألوان حيادية وكلها لها تأثيرات نفسية للفنان وعلى مشاهد اللوحة الفنية.
وأوضح الفنان محمد غنوم أن الألوان الحارة والدافئة تعني أننا سنتجه إلى عالم الحيوية والنشاط والدف ونشعر بالموضوع في أعماقنا. وعندما نتحدث بالخطوط (خطوط اللوحة) نبحث عن العلاقة بين الخطوط المنحنية والمنكسرة، وبين المستقيمة والمنحنية، كذلك يعطينا اللون الأزرق اتساعا وفسحة، وهو لون هادئ بارد وهو يؤشر إلى معان في دراسة صاحبه . وأشار إلى أن موقفنا من اللون يتغير بين الطفولة والكبر.
الدكتور بلال عرابي من جانبه تحدث عن تجربة الكاتب العالمي ديستويفسكي وشخصياته النموذجية في علم النفس ، مؤكدا على أن الأدب الروائي تفوق على علماء النفس في تقديم الشخصيات (شايلوك، قصة مدينتين، نجيب محفوظ ..)
الدكتورة ربى ياسين تحدثت عن الأساطير ودورها في دراسات فرويد (ألكترا، أوديب) .
بوابة الشرق الأوسط الجديدة