التدجين ..!!
أشتاق انوثتي التي أضاعتها سنوات الانتظار ..
أشتاق طلاء الأظافر الذي كان يضفي لونا حيّا على أصابعي ..
أشتاق قلم الحمرة الذي كان يضفي لمسة بريق على الشفاه ..
وأشتاق قلم الكحل الذي يظلل حواف عيني ويمنحها بياضها اللماع ..
أشتاق لمصفف الشعر وفرشاة تتهادى على أطراقه فتمنحه تمايلا وانسياب ..
أشتاق لوجهي الذي كان يتلاعب على العمر .. بحمرة الخدود .. ومرمم التجاعيد .. وكريم الأساس !!
أشتاق لضحكتي التي كانت علامتي الفارقة والتي كنت أتفاخر انها لا تفارق وجهي حتى في اسوأ الأوقات ..
أشتاق انوثتي التي أضعتها بين انتظار أن تنتهي الحرب ومعابر الاغتراب ..
أشتاق انوثتي التي استهلكتها صور القتل والدم والخراب .. ونشرات الأخبار ..
أشتاق انسانيتي التي اعتادت على اللامبالاة .. !! والتي لم تعد تهتز .. ولا تتأثر .. ولا تتفاعل مهما اشتدت صور التشويهات والدم
والدمار ..
أشتاق الى نفسي وأنوثتي وانسانيتي التي سلبتها العوالم الافتراضية .. والأخبار الموجهة الحاقدة التدميرية .. وهشمها الخوف .. الخوف من الانتقاد من التعبير من الكلام .. الخوف من التصنيف والتخوين والتشهير .. الخوف من الحقد والثأر والانتقام ..
أشتاق الى سوريتي وانسانيتي .. الى حلمي الى أملي ..
الى تفاصيل تافهة تعيد لي أنوثتي ورغبتي بالتحدي والحلم والانطلاق .. !!
أشتاق الى أشياء لن يفهمها الا من عاصر القضايا الكبرى وسنوات الحرب والغربة والضياع .. وشعر بقيمة أصغر وأتفه الأشياء .. ويشتاق الى روحه وإنسانيته التي انهكها الانتظار .. فلقد تعبت من القضايا الكبرى ومن قصص القتل والدمار ..
تعبت من عجزي .. وكوني مجرد متلق بلا أي فعل ولا انفعال ولا حتى لون ..أشتاق انسانيتي وأنوثتي .. وبعض أقلام التلوين ومعدات المكياج ، لأُعيد الى وجهي وأنوثتي وروحي بعض ألوان الفرح و الحياة ..!!