التدخل التركي يعجل بافتتاح السفارة الليبية في دمشق

 

افتتحت الحكومة الليبية المؤقتة التي تتخذ من شرق ليبيا مقرا لها والتي ترفض الاعتراف بشرعية حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، سفارة لها في دمشق فيما تواجه الأخيرة وقوات الجيش الوطني الليبي تدخلا تركيا على أراضيهما.

يأتي هذا بعد يومين من لقاء جمع وزير الخارجية السوري وليد المعلم ووفدا ليبيا رسميا برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء الليبي عبدالرحمان الأحيرش ووزير الخارجية والتعاون الدولي في الحكومة الليبية، تم على إثره إمضاء اتفاق يقضي بإعادة افتتاح مقرات البعثات الدبلوماسية في البلدين.

وبحسب وكالة ‘سانا’ السورية، تم تسليم السفارة الليبية للحكومة التابعة لحفتر، بعد أن وقّع الطرفان في العاصمة دمشق مذكرة تفاهم لإعادة افتتاح السفارات في كلا البلدين.

وقال فيصل مقداد نائب وزير الخارجية السوري في حفل افتتاح السفارة إن الإرهاب سيقضي على أي دولة عربية إذا سُمح له بالخروج منتصرا من الحرب وإذا سُمح للرئيس التركي الذي وصفه بـ”المجرم” بالانتصار في هذه المعركة.

ولا يوجد تمثيل سياسي ليبي في سوريا منذ العام 2012 وبتوقيع المذكرة أعلنت سورية اعترافها بحكومة حفتر، في خطوة ترمي لتعزيز جهود الطرفين في مواجهة “الخصم” التركي المشترك الذي يتدخل عسكريا في ليبيا وسوريا لدعم الميليشيات.

ويقف النظام السوري والحكومة الموازية المدعومة من قبل الجيش الوطني الليبي على خط واحد في محاربة الميليشيات التي تدعهما تركيا في البلدين.

وكثفت تركيا تدخلها عسكريا في كل من سوريا وليبيا، ما ساهم في تصاعد العنف، بما يحول دون مساعي إرساء السلام في كل من ليبيا وسوريا، إذ لم تتوقف الحرب على أراضيهما منذ العام 2011.

ويدعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عسكريا حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، حيث أرسل آلاف المقاتلين المرتزقة من سوريا إلى طرابلس ومد المليشيات بأسلحة متنوعة.

وتتهم دول ومنظمات تركيا بانتهاك قرار مجلس الأمن الدولي الذي يحظر الأسلحة إلى ليبيا، حيث أثبتت تقارير وجود أسلحة تركية متنوعة في طرابلس، منها الطائرات المسيرة ومضادات الطائرات التي تظهر بأيدي المقاتلين الموالين لحكومة الوفاق.

ويقود الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر منذ أبريل/نسيان الماضي عملية عسكرية لتطهير العاصمة طرابلس من سيطرة الميليشيات المتطرفة.

وعلى صعيد آخر تركيا متهمة أيضا بارتكاب جرائم حرب في سوريا، فضلا عن الاتهام الروسي للسلطات التركية بانتهاك اتفاق سوتشي بمواصلة دعم فصائل المعارضة في إدلب بأنواع “خطيرة” من المعدات العسكرية.

وانهار اتفاق سوتشي عمليا على ضوء تقدم الجيش السوري في إدلب وحلب واستعادته لمناطق إستراتيجية شمال واستنزافه للجيش التركي بعد ميدانية دفعت تركيا لمزيد من التعزيزات العسكرية، فيما تحمل موسكو تركيا مسؤولية انهيار الاتفاق.

وتتصاعد حدة التوتر بين أنقرة من جهة ودمشق وموسكو من جهة أخرى، حيث جرت مواجهات ميدانية دامية، ما أسفر عن مقتل العشرات من الطرفين.

ومنيت تركيا الخميس بخسائر عسكرية فادحة بعد مقتل نحو 35 جنديا بضربات جوية اتهمت أنقرة الجيش السوري بتنفيذها.

وردت أنقرة الجمعة والسبت بعمليات عسكرية أسفرت عن مقتل العشرات من قوات الجيش السوري ومجموعات موالية له.

ودفعت الخسائر العسكرية التركية القاسية أنقرة إلى إطلاق عملية عسكرية ضد النظام السوري وتجري عنيفة بين الطرفين.

وأثار تصاعد العنف في سوريا قلقا دوليا من تفاقم الوضع الذي تسبب في مقتل مئات المدنيين ونزوح ما يزيد عن مليون سوري باتجاه الحدود التركية.

وحذر المجتمع الدولي من كارثة إنسانية شمال سوريا، إذ يعيش أكثر من 170 ألف نازح في العراء جلهم أطفال ونساء.

ميدل إيست أولاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى