التفكك الأسري ووسائل الحل والعلاج
خاص :
التفكك الأسري … موضوع الأسرة السورية ، والحال التي آلت إليها ، كان في صلب البحث الذي قدمه الدكتور سامر العطري في قاعة المحاضرات في المركز الثقافي في أبي رمانة مساء الأربعاء الماضي بعنوان : التفكك الأسري ووسائل الحل والعلاج .
وتوقف الباحث العطري عند أرقام مثيرة للاهتمام من بينها أن نسب الطلاق في المجتمع السوري وصلت في الآونة الأخيرة إلى نسبة 70% ، مشيراً إلى الاستهتار بمسألة الطلاق واعتباره قراراً سهلاً يمكن أن يتخذه الزوج أو الزوجة.
وأورد الدكتور العطري مفارقات حول المسألة من بينها أنه دُعي إلى حفلة من إحدى معارفه، وعندما استفسر عن سبب هذه الحفلة أخبرته أن بمناسبة طلاقها من زوجها !
وعرّج على الأسباب الكثيرة للطلاق مبيناً أن السبب الأهم هو عدم التكافؤ بين الزوج والزوجة ثقافياً ومادياً واجتماعياً منوهاً إلى مجموعة أخرى من الأسباب الخارجية التي تؤثر في بنية الأسرة وتماسكها.
وعقد العطري مقارنات عن تماسك الأسرة في المجتمعين العربي والغربي مؤكدا على أهمية هذا التماسك في بناء المجتمع وتطوره، ونقل ملخصا عن نموذج غربي لحالة تفاهم بين زوجين غربيين نقلتها محطة تلفزيون فرنسية عاشا بتفاهم كامل طيلة ستين عاما من زواجهما ، وقدم وجهة نظر المرأة الفرنسية في بناء هذا التفاهم الذي يعود إلى الحكمة التي اتسم بها سلوكها في الأوقات الصعبة التي مر بها هذا الزواج .
وقد أثار هذا البحث حواراً موسعاً بين الباحث والحضور، حيث جرى التأكيد على مسألتين الأول تتعلق بنسبة الطلاق والمبالغة فيها نظرا لعدم وجود إحصاءات دقيقة، والثانية انعكاسات الحرب على الأسرة وفقدان العديد من الأزواج أو اختطافهم ولجوء الزوجات إلى طلب الطلاق على أرضية هذه العلة .
كذلك جرى الحديث عن دور وسائل التواصل والمواقع الإباحية ودورها في تفكيك الأسرة وإثارة التناقضات بين أفرادها ، وهو دور يندرج ضمن عملية الغزو الثقافي التي تستهدف بُنى المجتمع العربي.
وقد أثنى الحضور على أهمية طرح هذا الموضوع في هذه المرحلة ، والحاجة إلى بحوث موسوعة وإحصائية ومنهجية حول المحاور التي طرحها الباحث في دراسته المعمقة.