التلفزيون العبريّ نقلاً عن مصادر رفيعةٍ: إسرائيل خائفةً ومرتدعةً ولذا لا تُهاجِم مصانع أسلحة حزب الله ومُحلّل يؤكّد: تطوّر المحور الروسيّ الإيرانيّ مُقلقُ جدًا لتل أبيب

بطبيعة الحال، خصّصّت قنوات التلفزة العبريّة مساء أمس الجمعة نشراتها المركزيّة الأسبوعيّة لتبعات وتداعيات خطاب رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، في الأمم المُتحدّة، وشدّدّت بصورةٍ لافتةٍ للغاية على الكشف الذي ساقه نتنياهو عن مُواصلة إيران تطوير البرنامج النوويّ، والمخاطِر المُحدّقة بالدولة العبريّة نتيجةً لذلك، مع ذلك، بدأت تُسمَع في تل أبيب الأصوات التي تنتقد الخطاب، ليس من حيثُ المضمون، إنمّا لأنّ نتنياهو يُركّز بشكلٍ منهجيٍّ على الجمهوريّة الإسلاميّة، ويتجاهل، ربمّا عن سبق الإصرار والترصّد أنّ الخطر الأكبر على الأمن القوميّ لدولة الاحتلال يتواجد على بعد عدّة كيلومترات، أيْ في لبنان، وتحديدًا من قبل حزب الله اللبنانيّ، وكان بيان الناطق العسكريّ لجيش الاحتلال، الذي أكّد العثور على مخازن أسلحة ومصانِع لتطوير الصواريخ الدقيقة في بيروت، قد جاء ضمن الحملة الإسرائيليّة المسعورة ضدّ محور المُقاومة المتمثّل بإيران-سوريّة-حزب الله، وانعكاسات ذلك على إستراتيجيّة دولة الاحتلال.

وفي هذا السياق، لم يكُن لافتًا بالمرّة أنْ يقوم المُحلّل للشؤون العسكريّة في القناة العاشرة بالتلفزيون العبريّ، ألون بن-دافيد، وبعد أنْ كال المديح لـ”خطاب نتنياهو التاريخيّ” في الأمم المُتحدّة ببقّ الحصوة: بن دافيد، المُقرّب جدًا من المؤسسة الأمنيّة بتل أبيب، قال إنّه مع كلّ الاحترام للكشف الذي جاء به نتنياهو، مُستخدمًا إنجازات الموساد، خلافًا لرؤساء وزراء آخرين، فإنّ التهديد الأخطر على إسرائيل يتواجد بالقرب منها، وهو حزب الله، كاشفًا في الوقت عينه، عن أنّ إسرائيل مردوعةً وخائفةً من شنّ عدوانٍ على لبنان للتخلّص من تهديد صواريخ حزب الله، التي من يوم لآخر، تتحسّن من ناحية الدقّة في إصابة الأهداف، ومؤكّدًا في الوقت عينه على أنّ كلّ منطقةٍ أوْ بُقعةٍ في الدولة العبريّة، بما في ذلك مفاعل ديمونا الذريّ، باتت في مرمى صواريخ المُقاومة الإسلاميّة، على حدّ تعبيره.

على صلةٍ بما سلف، رأى الصحافي الإسرائيليّ المُخضرم، عكيفا إلدار، أنّ تل أبيب تدفع ثمنًا استراتيجيًا باهظًا نتيجة التحالف القويّ بين رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب، وفي مقالٍ تحليليٍّ نشره في موقع “المونيتر”، قال المُحلّل إلدار إنّ الانسحاب الأمريكيّ من الاتفاق النوويّ مع إيران أشعل أزمة ثقة بين الولايات المتحدة وأقرب حلفائها وهم فرنسا وألمانيا وبريطانيا، وتابع قائلاً إنّ ترامب ومن خلال الانسحاب من هذا الاتفاق حرّر روسيا من العقوبات الدوليّة على إيران وحوّل موسكو وطهران إلى حلفاء في سوريّة، على حدّ قوله.

علاوة على ذلك، اعتبر المُحلّل الإسرائيليّ أنّ الانسحاب الأمريكيّ من الاتفاق النوويّ مع إيران أشعل سباق تسلح على حدود الدولة العبريّة بشكلٍ غيرُ مسبوقٍ منذ أيام الحرب الباردة، مشيرًا في هذا السياق إلى قرار موسكو قبل أيام بتزويد سوريا صواريخ “S-300” وغيرها من التجهيزات المتطورة.

بالإضافة إلى ذلك، تطرّق المُحلّل إلدار إلى عجز الرئيس الأمريكيّ ترامب أمام ازدياد صلابة المحور الروسيّ-الإيرانيّ-الشيعي، على حدّ وصفه، لافتًا إلى أنّ هذا التطور مُقلق جدًا لإسرائيل، بحسب قوله.

بالإضافة إلى ما ذُكر أعلاه، وفي وقتٍ ترفض روسيا استقبال وفدٌ إسرائيليٌّ رفيع المستوى، حاول وزير الأمن افيغدور ليبرمان التأكيد على أنّ الاتصالات مستمرة حتى بعد حادثة إسقاط الطائرة “إيل-20” الروسية. وقال ليبرمان أمام صحافيين خلال جولة له على منطقة الجولان السوري المحتل إنّ التنسيق الأمنيّ بين الجيش الروسيّ ونظيره الإسرائيلي هو أمر مهّمُ جدًا، ولسنا معنيين بالسجال العلني مع روسيا، مضيفًا أنّ هناك الكثير من الاتصالات وهناك الكثير من التنسيق، عبر القنوات السريّة، بحسب تعبيره.

وتعقيبًا على اللقاء الذي جمع ترامب بنتنياهو على هامش الجمعة العامة للأمم المتحدة، قال ليبرمان إنّ الدولة الفلسطينيّة لا تهمني، ما يهمني أكثر هو الدولة اليهودية، ويوجد الكثير من التحديات أمامنا، على حد قوله. وهاجم ليبرمان المواطنين العرب في الداخل الفلسطينيّ، قائلاً إنّ هناك عشرين بالمائة من المواطنين هم عرب، الذين يخرجون مرّة تلو الأخرى في مظاهراتٍ مع أعلامٍ فلسطينيّةٍ، وهذه مشكلة مركزية، علينا الاهتمام بالدولة اليهودية، والباقي أمور ثانوية، قال ليبرمان.

من ناحيته، حذّر الكاتب الأمريكيّ دانا ميلبانك من أنّ نتنياهو وبتشجيع من ترامب يضع إسرائيل على مسارٍ يؤدّي إلى النفور والدمار. وأضاف أنّ الضوء الأخضر الذي يُعطيه ترامب للتطرف يرتد سلبًا ويؤدي إلى نفور العديد من الأمريكيين اليهود، أمّا نتنياهو فيقوم بإلغاء التأييد الذي تخظى به إسرائيل عند كلا الحزبين الجمهوريّ والديمقراطيّ، مقابل التحالف مع مسيحيين متشدّدّين واليهود الأرثوذكس وعدد من الشخصيات الممولة المؤيدة لتل أبيب، واختتم قائلاً: أمام اليهود الأمريكيين واجب، وهو أنْ يقولوا للصهاينة إنّه لا يُمكِنهم الاستمرار بدعمهم.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى