مساحة رأي

التلفزيون العربي السوري ينبغي ألا يتوقف

عماد نداف

سجل التلفزيون العربي السوري منذ عدة أيام سنة جديدة من عمره تميزت بتوقفه عن البث نتيجة سقوط نظام بشار الأسد وتبعات هذا السقوط على بنى المجتمع المجتمعية والثقافية والإعلامية والسياسية، وهذا التوقف يحيلنا إلى منعطفات شبيهة في الإعلام السوري استمر بها التلفزيون وإن تغيرت هوية النظام السياسي القائم .

فالتلفزيون العربي السوري هو توأم التلفزيون المصري لأن المؤسستين انطلقتا في يوم واحد هو 23 تموز عام 1960 وكانت سورية موحدة مع مصر في دولة الجمهورية العربية المتحدة، وعندما وقع الانفصال ، لم يتوقف البث وتابع برامجه بعد أن تغيرت الهوية السياسية بسقوط دولة الوحدة وقيام دولة الانفصال كما عرفت في ذلك الوقت .

في أيام الانفصال وقع انقلابان ، واستمر البث التلفزيوني ، وإن تغيرت هويته السياسية مع هوية الانقلابين المذكورين، إلى أن جاء انقلاب الثامن من آذار عام 1963 ووصل البعث إلى السلطة، وعندها وقعت معركة كبيرة في ساحة الأمويين بين مبنى التلفزيون والأركان إثر حركة عرفت بحركة جاسم علوان ، وهي معركة بين البعثيين والناصريين حسم فيها البعث الحكم لصالحه واستفرد في سلطة امتدت إلى الثامن من كانون الأول عام 2024 .

في أيام حكم البعث وقعت حركة 23 شباط 1966 ، ثم حركة 16 تشرين الثاني 1970 ، وكان التلفزيون يغير هويته السياسية ويستمر، وسبب استمراره أنه أهم وسيلة اتصال بين الدولة والشعب بعد الإذاعة .

رغم تغير الهوية السياسية مرات كثيرة ، ظلت الهوية الاجتماعية والثقافية والفنية للتلفزيون قائمة، وكان الجمهور العربي يعتبره أفضل المحطات التلفزيونية التي يمكن أن تدخل بيوت الناس من دون أن تخدش الحياء، وبهوية الأسرة العربية نفسها.

نحن الآن ، وبعد سقوط النظام السابق ، بحاجة إلى التلفزيون العربي السوري، بقنواته وبرامجه وأخباره وبطبيعة الحال سيكون منبرا للهوية السياسية للدولة الجديدة التي انطلقت بعد الثامن من كانون الأول 2024..

وهنا لابد من التأكيد أن  إطالة الأمد في إطفاء الشاشة السورية ، مع احترامنا لعودة الإخبارية السورية بحلة جديدة، هو خسارة كبيرة ينبغي أن تعوض الدولة عنها بانطلاقة جديدة تسد الثغرة التي حصلت في الإعلام السوري بتوقف البث.

لم يعد هناك ما يستوجب التأخر، لأن التلفزيون هو الرابط الأبرز بين الشعب والدولة، ووجوده صمام أمان اجتماعي يساهم في وحدة البيت السوري .

 

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى