صحة ورشاقة

التهاب أعصاب الأطراف… السكّري المتهم الأول

إذا عانيت في نهاية أصابع قدميك أو يديك، من الخدر أو التنميل، أو من وخز يشبه وخز الإبر، أو من لسع كلسع اللهب. أو من صعق كصعق الكهرباء، أو بكل بساطة من آلام صريحة، خصوصاً في الطرفين السفليين عند المشي. فليس مستبعداً أن تكون مصاباً بالتهاب أعصاب الأطراف. أو ما يسمى طبياً التهاب الأعصاب الطرفي. والتهاب الأعصاب الطرفي هو اضطراب في الأعصاب يؤدي الى حدوث خلل حركي أو حسي أو الاثنين معاً.

التهاب أعصاب الأطراف… السكّري المتهم الأول

ويعد التهاب أعصاب الأطراف من أهم المضاعفات المزمنة التي يصاب بها مرضى السكري. إذ إن أكثر من 50 في المئة منهم يصابون به في فترة ما من حياتهم. وهو يحصل عادة في الشكل المزمن أو غير المراقب من الداء السكري.

ولعل الخطورة الكبيرة في هذا المرض أن كثراً يتعايشون معه فترات طويلة، الى درجة أن بعضهم يفقد الإحساس جزئياً أو كلياً في الأطراف. لذلك من الضروري استشارة الطبيب باكراً من أجل إيقاف أضراره. ويُنصح الأشخاص المعرضون أكثر من غيرهم للإصابة بالتهاب الأعصاب أن يخضعوا لفحوص دورية، خصوصاً مرضى السكري.

التهاب أعصاب الأطراف… السكّري المتهم الأول

ويعطي التهاب أعصاب الأطراف عوارض تأتي وتذهب أو قد تكون متواصلة. إلا أن نقص الإحساس الناتج من المرض يؤدي الى خطرين شائعين: الأول نقص الشعور بدرجة الحرارة والألم، ما يزيد من احتمال الإصابة بالحروق والرضوض والحوادث. أما الخطر الثاني فهو إصابة القدم بالعدوى والتقرحات إثر التعرض لجروح وخدوش، وإذا لم يتم تدبير عدوى القدم على وجه السرعة فإن إصابة القدم بالغنغرينا أمر وارد للغاية ما قد يعني ضرورة اللجوء الى البتر.

وتفيد بحوث حول مرض التهاب الأعصاب الطرفي عند السكريين بأن هناك نوعين منه: مرض التهاب الأعصاب الحاد في حال شكا المصاب من عوارض على مدى فترة لا تتعدى 12 شهراً. أما اذا كانت العوارض ملازمة للمريض لأكثر من سنة فعندئذ يطلق على المرض اسم التهاب الأعصاب المزمن.

وليس الداء السكري هو المسبب الوحيد لمرض التهاب الأعصاب الطرفي، فهناك مسببات أخرى هي:

– بعض الأمراض المزمنة، مثل قصور الغدة الدرقية، وأمراض المناعة الذاتية، وأمراض الكلى المزمنة.
– النقص المزمن للفيتامينات ب1، ب6، ب12.
– التسمم بالمعادن الثقيلة، خصوصاً معدن الرصاص.
– الإدمان على المشروبات الروحية.
– الكسور العظمية والأورام التي تضغط على الأعصاب المجاورة.
– التهاب الفقرات وتآكلها.
– التعرض لدرجات حرارة منخفضة لمدة طويلة.
– تناول بعض الأدوية، مثل خافضات الضغط، وأدوية السرطان.
– بعض الأمراض المعدية، مثل الهربس، وداء لايم، والآيدز، والتهاب الكبد بالفيروس سي.
– بعض الأمراض الوراثية.
– نقص التروية الدموية.
– إجهاد الطرف جراء القيام بالحركة ذاتها لفترات طويلة.
– أسباب مجهولة كلياً.

كيف يعالج التهاب الأعصاب الطرفي؟ إن التشخيص المبكر لالتهاب الأعصاب وتقديم الرعاية الطبية الجيدة يسمحان بمنع حدوث المزيد من الضرر في الأعصاب وبالتالي منع تفاقم المرض نحو الأسوأ.
ويقوم تدبير المرض على محورين، الأول إزالة أسباب المرض، والثاني السيطرة على العوارض الملازمة له، خصوصاً الألم.

ويمكن إعطاء مسكنات الألم العادية. مثل مضادات الألم غير الستيروئيدية. للسيطرة على الآلام الخفيفة. أما إذا كانت الآلام شديدة فتوصف للمصاب مضادات ألم أقوى. وقد تتطلب بعض الحالات وصف الأدوية المضادة للاختلاج والأدوية الكابحة للمناعة عند الذين يشكون من التهاب الأعصاب الطرفي بسبب وجود مرض مناعي ذاتي. وإذا كان الألم شديداً ومحصوراً في بقعة معينة، فإنه يفيد وضع لصاقات الليدوكائين التي تخدر المنطقة موضعياً.

وقد تساعد بعض العلاجات الموضعية الطبيعية في تسكين الألم الناتج من التهاب العصب.

ويشيع في هذا المجال استخدام الفلفل الحار موضعياً من أجل تخفيف المادة الكيماوية المحفزة للألم. ويُنصح هنا بتطبيق كمية بسيطة من الفلفل الحار لأن زيادة الكمية تعطي نتائج عكسية تزيد من الألم.

وفي حال فشلت الأدوية في تحقيق ما هو مطلوب منها. فإن التحريض العصبي الكهربائي من طريق الجلد قد يفيد في التخفيف من وقع العوارض الناجمة من التهاب العصب المحيطي، ويتم ذلك من خلال وضع أقطاب الكترونية تلصق بالجلد تعبر من خلالها ذبذبات كهربائية متنوعة تسمح بالقضاء على التهاب العصب وتعيد التوازن اليه، وتمكن المعالجة بهذه الطريقة في العيادة أو في المنزل، وهي وسيلة آمنة لا خطر يترتب عنها.

وعلى المصابين بالتهاب أعصاب الأطراف توخّي الحذر في الطقس البارد لأنه يزيد الوضع سوءاً، لذا عليهم ارتداء الملابس المناسبة، وتأمين الحماية الكافية لليدين والقدمين، وتفادي التدخين والمشروبات المنبهة، والتزام الأماكن الدافئة، وممارسة النشاط البدني لأنه يحسّن جريان الدم.

صحيفة الحياة اللندنية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى