التوتر بالمتوسط يتحول لعداء شخصي بين اردوغان وماكرون

 

وصف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الخميس نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه “عديم الكفاءة” وبـ”الطامع غير المؤهل”، مشيرا إلى أن سياساته “المتخبطة”، في تصعيد جديد للسجال الذي اتّخذ طابعا شخصيا متوترا بشكل متزايد بينهما.

وتبادل إردوغان وماكرون الإهانات على مدى شهور بعدما اتّخذا مواقف متناقضة حيال عدة نزاعات بدءا من ليبيا ومناطق أخرى في الشرق الأوسط ووصولا إلى خلاف تركيا مع اليونان بشأن الحدود البحرية.

ونقلت وكالة الأناضول التركية للأنباء عن أردوغان قوله الخميس “لو فرضنا أن تركيا استغنت عن كل شيء، هل ستتخلص فرنسا من سياسة التخبط التي قادها إليها ذلك الطامع غير المؤهل (ماكرون) وتتبنى سياسات عقلانية؟“.

وبينما تُتهم تركيا بتغذية الحروب بتدخلاتها العسكرية الواسعة، تابع اردوغان قائلا “لو انسحبت تركيا من سوريا فهل سيحل الأمن والاستقرار فيها، ولو انسحبنا من ليبيا هل سيتراجع الانقلابيون ويسلمون السلطة للحكومة الشرعية مباشرة، ولو تجاهلت تركيا وجود الإرهابيين قرب حدودها، فهل سيتطهر شمال العراق منهم”.

واستطرد “وإن تخلت تركيا عن كامل حقوقها المشروعة (في شرق المتوسط)، فهل سيستغني الاتحاد الأوروبي عن ازدواجية المعايير في تعامله معنا، وهل ستكف بعض الدول عن شن هجمات اقتصادية ضد بلادنا”,

وأثار ماكرون حفيظة أنقرة الأسبوع الماضي عندما أشار إلى أن تركيا “تستحق شيئا مختلفا” عن طريقة تعاطي حكومة إردوغان مع الشؤون الخارجية.

وقال الرئيس الفرنسي “نعتقد أنّه إذا لم تمض تركيا قدماً على طريق الحوار وتضع حدّاً لأنشطتها الأحادية الجانب، فإنّ الاتحاد الأوروبي مستعدّ لوضع قائمة بإجراءات تقييدية إضافية يمكن مناقشتها في المجلس الأوروبي الذي سيلتئم يومي 24 و25 أيلول/سبتمبر 2020”,

ومن المقرر أن يناقش الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل مسألة فرض عقوبات على تركيا ردا على إرسالها سفن تنقيب وسفنا حربية إلى مناطق في شرق المتوسط تطالب بها كل من اليونان وقبرص.

وأضاف ماكرون أنّه إذا لم تمتثل أنقرة لهذه الشروط و”رفضت الاستماع إلى المنطق”، فلن يكون أمام القادة الأوروبيين من “خيار آخر” سوى فرض “عقوبات كبيرة” عليها.

وقال إردوغان خلال اجتماع عبر الإنترنت لحزبه الحاكم العدالة والتنمية، إن منطق ماكرون في تحميل تركيا مسؤولية مشاكل المنطقة غير مجدٍ، فيما يتمسك الرئيس التركي بنهجه العدائي تجاه دول الاتحاد الأوروبي ويستمر في توسيع أنشطة التنقيب غير القانونية في مياه شرق المتوسط.

ويتفاقم العداء بين الرئيسين منذ حذّر ماكرون في نوفمبر/تشرين الثاني من أن عدم رد حلف شمال الأطلسي على العملية العسكرية التركية في شمال سوريا كشف أن الحلف يعاني من “موت دماغي”.

وتدعم تركيا حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة في طرابلس في حربها ضد قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر المتمركزة في شرق ليبيا.

ولطالما سرت شبهات بأن فرنسا تفضّل حفتر، لكن باريس تنفي ذلك على الصعيد الرسمي.

وتصاعدت حدة النزاع بعدما أرسلت فرنسا الشهر الماضي قطعا بحرية إلى شرق المتوسط لمساعدة السفن الحربية اليونانية التي أرسلت في مواجهة تلك التركية في المياه المتنازع عليها.

ورأى إردوغان أن الاتحاد الأوروبي يتعامل “بمعايير مزدوجة معنا منذ مدة طويلة”. وقال “بدعم من بلدنا، سنواصل القيام بكل ما هو جيد وصحيح ومفيد”.

 

 

ميدل إيست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى