التوت البري

“إن لديه كمية من النساء…لا تُغتفر”
______________________________________

كان يعالج النوم
بأن يدني إلى صدره
أغنية الدخان…
عند أول اشتعال النار
لكي يصبح مدمناً على رماده.

……

هو الآن على مهل.
يلمس أطراف خفاياها
حين عباءتها السوداء
ظلت تخبّىءُ نصف أنوثتها
في أعالي الخيال.

………..

هو الآن مسرع
يمضي خلف تسرع قلبه.
مسرعٌ يفك أزرار بطولته في الحب.
مخفياً تحت أضلاع قديمة
في أسفل البطن، جمرة الرماد القديم .
ومبدياً نصف لهفته اللغوية…
ومكثراً من الخلط بين خمر الذكريات
وبين موت الذكريات

…………..

هو الآن يلمسها…
كأجاصة في الحلم.
هو الآن يشم عطر أنوثتها
حين فاحت كجرح القروي
على الصفصاف.

……

هو الآن على الرصيف المجاور
كنزها الصيفي…
ـ كما أسلافه ـ
يعد على أصابعه
التي لامست نهدها لأول مرة،
بعد أخر النزوات
آتيةً إليه من حلم بعيد.

…….

قالت له ما سوف يكره،
حين وردة في المساء الأخير هنا
تسأل عنك.
قالت له :
بي عيبٌ في تكوين أنوثتي.
العباءة تخفيه…
يداك تغفرانه .

………………….

في لحظة انتباه الى أول النار.
قلت لها : الحب من اختراع الأنوثة.
الأنوثة ماءٌ على شفة في
ظهيرة يوم، على ضفة نهر.
الأنوثة ما نصنعه، كالعمل المنزلي،
في سرير، بعد الخفقان الأوليّ .

………………

يده اليمنى: وهي تزيحُ النهدَ
عن شجيرة توته البري…
ارتبكت:
بين النهدين شامة كانت
في حجم دبوس الغواية…
علامة على قبلة صغرى…
قبلة البدائي …
برعم الدهشة …
اصغاء المفتونين حول الينابيع…
شامة …
تلك التي ابدعت فما ممتلئا بصرخة عليا
وتجمدت…منذ ملايين السنين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى