الجامعة العربية تجتمع : الوضع الليبي، أم خطورة أردوغان؟ و أين سورية؟

 

خاص باب الشرق

بعد أن جرب العرب في أدلب سورية، اتجه أردوغان إلى العراق، وغرز مخلباً له في شمالها. كما وصل إلى ليبيا معلناً خطوطه الحمر في وجه الليبيين. وكان قد أقام في البحر الأحمر قاعدة له بمواجهة الشواطئ السعودية… بعد كل ذلك تحرك العرب . اقترب السيسي من حدود ليبيا بخطاب يلمح بالتدخل العسكري لحفظ أمن مصر القومي.  وها هي جامعة الدول العربية تجمع مجلس وزراء الخارجية العرب لبحث ما يجري.

كما أعلنت الجامعة، فإن المجلس الوزاري سيعقد جلستين منفصلتين، تبحث الأولى ( الوضع الليبي) والثانية تدرس قضية (سد النهضة)، ومن عناوين  الجلسات يتضح مدى القصور العربي المتأخر عن مواكبة أي خطر يهدد الأمة ويستهدف وجودها.

( الوضع الليبي) ؟ أليس الوضع في ليبيا جزءاً من خطر أردوغان ومشروعه في التمدد على طول وعرض المنطقة العربية. لماذا فقط ( الوضع الليبي) ؟ أليس شمال العراق الذي يتعرض لعدوان أردوغان جزءاً من الأمة العربية . ثم أين أدلب سورية؟؟ ألم يبدأ أردوغان عدوانه ضد العرب من الإعتداء على سورية. و من تواجده في أدلب التي أراد جعلها منذ 2011 ( بنغازي سورية) كقاعدة لتدمير الدولة السورية، كما كانت بنغازي قاعدة لتدمير ليبيا. لماذا لم تخصص جلسة الجامعة العربية لبحث خطر أردوغان على الأمة العربية كلها وعلى البلاد العربية بدءاً من سورية إلى العراق إلى ليبيا إلى اليمن إلى الصومال إلى إلى إلى   ألخ..

ثم هل تستقيم مواجهة العرب لأردوغان وهل ينجح العرب في كسر تهديده وخطره الإخونجي إلا بالتعاون مع سورية ؟؟ هل يمكن  أن يحل العرب مشكلة السيسي وحدود مصر مع ليبيا و يتركوا شمال العراق وإدلب سورية، والبحر المتوسط لأردوغان و خطره ؟؟؟

على الجامعة العربية اليوم أن تعي أن خطر أردوغان يتهدد الدول العربية كلها دون إستثناء. و عليهم، بعدما ساعدوه على جرائمه في سورية، أن يترفعوا عن حساسياتهم وخلافاتهم، وأن يرتقوا إلى مستوى التهديد الخطير الذي يشكله أردوغان بالتوحد في مواجهته، وفي التصدي له في كل نقطة يحاول فيها الإعتداء بدءاً من إدلب سورية، إلى شمال العراق، إلى ليبيا، بشكل متواز ومتناسق ومتكامل…

هل ترتقي الجامعة العربية في إجتماعاتها وقراراتها وأفعالها إلى مستوى التحدي، أم أنها، كشبكة الإتصالات التي أخرت إجتماعهم 24 ساعة، يعانون من خلل في أجهزة رصد المخاطر وكيفية الرد عليها لحماية بقائهم و استمرارهم.

باب الشرق

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى