الجبهة الشعبيّة ردًا على “صفقة القرن”: إنهاء أوسلو وقطع العلاقة مع الكيان والعودة للكفاح المُسّلح وأمريكا عدوّ الشعوب العربيّة ومُواجهة التطبيع وشطب المُبادرة العربيّة

 

أصدرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بيانًا جاء فيه إنّ المشروع الأمريكيّ الصهيونيّ لم يصل لهذا المستوى من الخطر الوجوديّ على شعبنا الفلسطيني وقضيته وحقوقه، كما الوجود العربيّ بمجمله، بانتقاله إلى مرحلة مطالبتنا بالاستسلام الواضح والصريح لما جاءت به الصفقة، إلّا بكونه تتويج لمسارٍ طويلٍ من التراجعات الفكريّة والسياسيّة والاقتصاديّة والثقافيّة، والارتهان لنهج التسوية ومفاوضاته الذي اُفتتح رسميًا بكامب ديفيد وصولاً إلى اتفاقيات أوسلو الكارثية ووادي عربة، الذي كان يفتح باستمرار شهية العدوّ الأمريكيّ الصهيونيّ ومشروعه الإمبريالي التصفوي.

وعليه، تابع، فإنّ وعي طبيعة وتاريخية الصراع واتساع أبعاده ومدياته، مع المشروع الصهيونيّ وكيانه، والتأسيس لمرحلة مواجهة شاملة جدية لمشروع التصفية، يتطلّب من الجميع وفي المقدمة منهم نحن الفلسطينيون أنْ نرتقي لمستوى المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقنا، ومغادرة القيادة المتنفذة في المنظمة مراهنتها المستمرة على نهج التسوية ومفاوضاته، والكف عن المواقف الاستخدامية لقرارات المجلسين الوطني والمركزي التي طالبت بإنهاء تعاقد أوسلو بجميع ملاحقه السياسية والأمنية والاقتصادية وقطع العلاقة مع إسرائيل وسحب الاعتراف بها، من خلال تنفيذها فورًا، ووقف المراهنة على ما يسمى بمبادرة السلام العربية التي صيغت لتشريع مجرى التطبيع مع العدوّ الصهيوني على المستوى الرسمي العربي، والتوجه جديًا لمعالجة الوضع الداخلي الفلسطيني، وإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية ودورها التحرري المبني على أسس وطنية كفاحية وتنظيمية ديمقراطية، وتوفير عوامل الشراكة في إدارة الشأن الوطني، وكل مقومات ومتطلبات الصمود لشعبنا، وصوغ إستراتيجية وطنية جامعة، مرتكزها المقاومة بكافة أشكالها وفي مقدمتها المقاومة المسلحة التي تتطلبها مرحلة التحرر الوطني لتحقيق أهداف شعبنا في الحرية والعودة والاستقلال الكامل على أرض فلسطين التاريخية.

وأكّدت الجبهة الشعبية في بيانها، الذي تلقّت (رأي اليوم) نُسخةً منه، على التالي:

 أولًا، إن مواجهة صفقة القرن ومقاومتها، لا يمكن لها أنْ تنجح مع الاستمرار في ذات النهج والمسار السياسي الذي قاد إليها، والتي لا زالت تؤكده التصريحات والمواقف وخاصة التي جاءت عليها خطابات الرئيس أبو مازن، في اجتماعات “القيادة الفلسطينية” برام الله، ووزراء الخارجية العرب، ومجلس الأمن الدولي بتجديد رهانه على المفاوضات وإعلان تمسكه بمرجعية اللجنة الرباعية بمشاركة أمريكية في أية مفاوضات قادمة، وحصر نضالات شعبنا في المقاومة السلمية، ورفض المقاومة المسلحة التي يصفها بالعنف والإرهاب، وغيرها من المواقف التي تم اختبارها ولم يكن حصادها إلا نتائج ضارة وكارثية على شعبنا وقضيتنا وحقوقنا.

ثانيًا، إن كل ما صدر من خطابات وتصريحات وبيانات من قبل مسؤولين عرب ومؤسسات رسمية عربية، ومنها البيان الختامي لوزراء الخارجية العرب، لا تعدو عن كونها ذر للرماد في العيون، وما يثار عن استعداد دول خليجية لتوقيع اتفاقية عدم اعتداء مع العدو الصهيوني.

ثالثًا، رغم أهمية اللجوء إلى المؤسسات الدولية لاستصدار مواقف وقرارات منها؛ فقد أثبت اجتماع مجلس الأمن الدولي في جلسته بالأمس بعدم قدرته وفشله في إصدار قرار يدين صفقة القرن ويرفضها، بسبب الموقف الفلسطيني المهادن لمواقف دولية ترى غير ذلك، وبسبب السلوك العربي المساوم ومستوى الضغوط والهيمنة الأمريكية عليه.

رابعًا، ضرورة عقد اجتماع عاجل للجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية، من أجل البدء بتجسيد اتفاقات إنهاء الانقسام وصوغ الإستراتيجية الوطنية للمواجهة والمقاومة

 خامسًا: تُوفر صفقة القرن الظروف الموضوعية لإعادة الصراع إلى أسسه وجذوره الرئيسية باعتباره صراع عربي صهيوني بالأساس، والتأكيد على الطابع الوطني والقومي لنضالنا التحرري، مما يستوجب تحديد وسائل العمل التي يجب إتباعها.

سادسًا: تفعيل دور الجاليات والتجمعات العربية والفلسطينية في الخارج وضرورة تنظيمها وحشد كفاءاتها واستثمار إمكانياتها وقدراتها في تحشيد الرأي العام العالمي ضد الصفقة الأمريكية الصهيونية، وسابعًا وأخيرًا

اعتبار الولايات المتحدة الأمريكية عدوًّا لشعبنا وأمّتنا ولكل شعوب العالم الطامحة للتحرر والاستقلال والوحدة والتقدم، على حدّ تعبير البيان.

 

 

صحيفة رأي اليوم الالكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى